شهدت مدينة حمام سوسة مساء أمس أحداثا مؤسفة وصلت حد المواجهة المباشرة بين قوات الأمن وعدد من المواطنين استعملت فيها الحجارة والغاز المسيل للدموع وخلفت جرحى في صفوف قوات الأمن وفق ما أفادت به مصادر أمنية. سبب هذه الأحداث هو الإعلان عن وفاة أحد الموقوفين بأحد المراكز الأمنية والذي كان محتفظا به إثر إيقافه مساء السبت تبعا لعملية مداهمة تمت لمحل كان الضحية يستغله في ترويج الخمر خلسة. عملية المداهمة ووفق معلومات استقيناها من أطراف أمنية وأخرى مقربة من المتوفى تمت مساء السبت في إطار عملية روتينية وعادية للتصدي لظاهرة الاتجار في الخمر خلسة وقد شملت عملية الإيقاف إلى جانب الضحية أحد أقاربه والذي كان بدوره شاهد عيان على وفاة قريبه في مركز إيقافه وذلك يوم الأحد 30 جوان. من يكون المتوفّى؟ هو أصيل مدينة حمام سوسة ومن مواليد 1968 وكان وفق إفادة أحد أفراد عائلته يشتغل في السلك الأمني وتحديدا في صفوف الحرس الوطني قبل أن يحصل على التقاعد المبكر منذ مدة ليست بالطويلة – حوالي ستة أشهر- ليتفرّغ لتجارة بيع الخمر خلسة وهو أعزب وكان ينوي امتلاك نصف دينه غير أن الأحداث والزمن لم يمهلاه لتحقيق ما كان ينوي القيام به وفق رواية أحد أقاربه الذي قال لنا في دردشة معه أن المرحوم أسر لأخته التي كانت تعيش معه أنه يعتزم الاقلاع عن هذه التجارة حال الانتهاء من ترويج بضاعته والبحث عن بنت الحلال لعلّ ذلك يغير مجرى حياته. ماذا يقول الشارع في حمام سوسة؟ الرواية التي يتداولها الشارع تردد حكاية غريبة وبعيدة ربما عن الواقع وفق ما استقيناه من أخبار، والجملة الأكثر تردّدا على ألسنة البعض هي «البوليسية قتلوه... شدوه نهار السبت وكلاولوا قلبوا بالضرب حتى مات بين ايديهم وهاوكا خباوه حتى نهار الاثنين باش قالوا هاو مات...». ماذا تقول الأوساط الأمنية والحقوقية ؟ في إطار متابعتنا لملابسات هذه القضية استمعنا لمصادر متعددة منها الأمنية ومنها الحقوقية حيث تبين لنا من خلال مختلف الروايات أن الضحية توفي في مركز إيقافه يوم الأحد متأثرا بأزمة قلبية حيث كان يوجد في نفس غرفة الإيقاف هو واحد أقاربه وهو ابن أخته الذي أيد نفس الرواية كما أننا تمكنا بوسائلنا الخاصة من معرفة ما احتواه تقرير الطب الشرعي حيث أرجع أسباب الوفاة وفق مصادر مطلعة إلى صعوبة في التنفس على إثر أزمة قلبية ونفى نفس التقرير وجود أي أثار تعذيب على جسد المتوفى. ماذا تقول عائلته؟ من خلال مواكبتنا لموكب الدفن الذي التأم أمس بمقبرة حمام سوسة مساء أمس الثلاثاء وفي ظل احتياطات أمنية استثنائية تحسبا لأي انفلات أو أية ردود أفعال غير محسوبة سواء من أقارب المتوفى أو من بعض من قد يحاولون الركوب على الحدث واستغلاله لإحداث الشغب والفوضى، وخلال محادثات مع أطراف عديدة من العائلة لاحظنا أسفا وحزنا شديدين كانا ظاهرين خاصة على وجه شقيق المتوفى الذي كان متأثرا إلى درجة كبيرة أدخلته فيما يشبه الهستيريا.