بعد استقالة "محمد براهمي" من حركة الشعب و تأسيسه لحزب جديد و نظرا لما رافقها من لغط و سجال حول سبب الاستقالة , عقدت امس الحركة ندوة صحفية بنزل "الهناء الدولي" لتقديم حقيقة الاستقالة و ما يدور في كواليس الحزب و لانارة الراي العام حول مستقبل و موقع الحركة في الخريطة السياسية , و لتوجيه رسالة الى المستقلين مفادها ان باب الحوار لا يزال مفتوحا . و في هذا الاطار طمأن "رضا الدلاعي" أنصار حركته على مستقبلها مؤكدا انها باقية بمؤسساتها و مناضليها و انها حاملة لمشروع وطني وطني و ساعية الى تحقيق اهداف الثورة , مستبعدا فكرة اندثارها بمجرد استقالة عدد من الاعضاء . و اضاف الدلاعي ان من بين اسباب اندلاع نار الخلاف داخل الحركة الذي اسفر عن استقالة براهمي هو قرار الانضمام الى الجبهة الشعبية الذي عارضته قيادات الحركة في الجهات بينما ايده الامين العام السابق و اتباعه , موضحا ان الحركة استجابت لنداء مناضليها و علقت انضمامها للجبهة نظرا لعدم توفر الشروط الدنيا المنصوص عليها , قائلا :" انحزنا الى ارادة مناضلينا و تحملنا الكثير للحفاظ على وحدة الحركة ..." من العيب اتهامنا بالولاء للحزب الحاكم و اعرب الدلاعي عن اسفه الشديد بعد استقالة البراهمي من الحركة مضيفا ان الحزب يمد يده ل"اخوتهم" و يفتح باب الحوار مع المستقيلين , لكنه رفض بشدة الاتهامات التي وجهتها بعض الاطراف لقيادات الحركة بالاصطفاف وراء حركة النهضة معتبرا ان ذلك يصب في خانة التشويه ' مضيفا :" من العيب اتهامنا بالولاء للحزب الحاكم فلا يمكن ان نكون تابعين لاي طرف يمينا كان او يسارا ..." لا نتعامل مع نداء تونس الهادف الى احياء التجمع و من جانبه بعث "محمد حبيب غديري" رئيس الامانة العامة لحركة الشعب برسالة الى رفاق الامس يقول فيها :" ناسف لقرار الاستقالة لكن نحترمه ... نحن على يقين باننا سنلتقي في محطات نضالية لاحقة ستكونون سندا لنا و سنحتاجكم كما سنكون سندا لكم و ستحتاجوننا ..." و اوضح غديري ان جوهر الاختلاف يكمن في ثلاث نقاط اولها هو ان حركة الشعب قدمت شروطا من اجل الانضمام الى الجبهة الشعبية اولها اتخاذ موقف حاسم من حركة نداء تونس , مضيفا :" ليس لنا استعداد للتعامل مع نداء تونس فهو اعادة احياء التجمع ..." ثانيا رفض أي تهديد لاستقلالية القرار الوطني لحركة الشعب , ثالثا ضرورة التفريق بين قوى الاسلام السياسي و عقيدة الشعب التونسي ( الدين الاسلامي ) قائلا :" بعض مكونات الجبهة تخلط عمدا او جهلا بين الاسلام السياسي و الدين الاسلامي الذي نعتبره خطا احمرا و عنصرا مكونا لنا و لقوميتنا و لا مساومة عليه ..." و اعتبر غديري ان الجبهة الشعبية رفضت الموافقة على هذه الشروط المقدمة وهو ما وقف حجر عثرة في طريق انضمام حركة الشعب الى الجبهة . ليس لنا عداء مع الجبهة الشعبية و ابرز غديري ان رفض الانضمام الى الجبهة الشعبية لا يحمل في طياته أي عداء للجبهة التي تزخر بالمناضلين و المناضلات خاضوا تجارب مع قيادات حركة الشعب حسب تعبيره , قائلا :" لا يجب الخلط بين رفض الانضمام للجبهة و العداء ... ليس لنا عداء مع الجبهة... اننا نسعى الى ترسيخ هوية تونس العربية الاسلامية ... من حقنا ان تكون لنا هويتنا الخاصة ..." لنا تناقضات جذرية مع حركة النهضة و بخصوص اتهام قيادات حركة الشعب بالسعي لنيل رضاء حركة النهضة بعد رفضهم الالتحاق بالجبهة الشعبية , علق غديري ان حركته لا تتفق في كثير من المسائل مع الحزب الحاكم و لها تناقضات جذرية معه ( النهضة ) , مضيفا :" لنا بصمتنا و راينا و لسنا اتباع ... نحن جزء من التيار القومي و لسنا ظلا لاي طرف سياسي ..." و خاطب رئيس الامانة العامة لحركة الشعب انصاره عن طريق وسائل الاعلام قائلا :" ارفعوا رؤوسكم عالية انتم ابناء التيار القومي انتم في ظل حركة الشعب ..."