غريب أن يطلب وزير التربية عن طريق منشور وجّهه الى المندوبين الجهويين للتربية ومديرات ومديري المدارس الابتدائية والاعداديات والمعاهد الثانوية يطلب فيه الأطراف المذكورة بموافاة وزارته قبل موفى جويلية 2013 بما تم اتخاذه من اجراءات وتدابير في غرض ما مع رفع تقرير نصف سنوي بخصوص أعمال تجسيم مقتضيات منشور تعلق بدعم المؤسسات التربوية للمجهود الجهوي للنظافة والعناية بالبيئة تفاعلا مع منشور صادر عن رئاسة الحكومة والداعي الى تأمين صيانة المؤسسات التربوية والفضاءات التابعة لها وإيلاء العلم رمز السيادة ما يستحقه من عناية وتعهد... تجميل مداخل هذه المؤسسات والعناية بالفضاءات الخضراء... تعهد المرافق والتجهيزات من ناحية النظافة والصيانة والحماية... تنظيف المساحات البيضاء الراجعة بالنظر الى وزارة التربية بالجهة والاستمرار في نظافتها وحمايتها مع امكانية تسييجها... حثّ المؤسسات التربوية المذكورة على تبني المساحات الخضراء والساحات والحدائق العمومية من حيث توفير النظافة والصيانة والتعهد. ما احتواه منشور «سالم لبيض» وزير التربية لغز محيّر نزل على مديري المدارس والمعاهد نزول الصاعقة لأنه جاء في شكل «فزورة» ولغز محيّر لم يستوعب أحد مدلوله وغايته ومقاصده على اعتبار أن المؤسسات التربوية تعيش اليوم عطلتها الكبرى فتقفر ويتجمد نشاطها ويخرج مديروها في راحة سنوية مطولة ينقطعون فيها عن عالم الادارة نهائيا ابتداء من الأسبوع الأول من شهر جويلية... وأمام هذه الوضعية لسائل أن يسأل حول الحاجة الى تجديد علم المؤسسة ونحن في عز حرارة الصيف والعادة تؤشر بأن تغييره يتم قبل العودة المدرسية... ثم ما الغاية من تجميل مداخل المؤسسات التربوية ونحن في عطلة طويلة المدى... نجملها لمن... ومن سيتطوع فعلا لهذا العمل الشاق والكبير والذي يتطلب معدات وأدوات عمل وزادا بشريا تفتقر اليه وزارة التربية نفسها فما بالك بالمدارس الفقيرة والضعيفة... ويزداد الأمر غرابة لما يطلب من مديري هذه المؤسسات التدخل في المساحات البيضاء القريبة منها وتبني المساحات الخضراء والحدائق العمومية في حين ان ادارة المدرسة نفسها لم تقدر على مواجهة مصاريف الطباعة وتنظيف المجاميع الصحية ولا انشاء بعض الأحواض الخضراء في ساحاتها فما بالك بالأمر الأول. طلبات غريبة في عز عطلة الصيف وفي «طمبك» الحرارة لا أدري كيف فكرت فيها وزارة التربية لأنها لا تستقيم لا في المكان... ولا في الزمان في ظل مؤسسات تربوية مفقرة ومهجورة وصورتها حالكة سوداء.... مما جعل البعض من المديرين يردون بحكمة «على من تتلو كتابك يا داود»... وحديثنا قياس.