التونسية (تونس) وجهت دائرة الاتهام بتونس تهمة القتل العمد والمشاركة في ذلك الى ثلاثة شبان تآزروا على ازهاق روح الضحية واحالتهم على انظار احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس للنظر في شانهم . تفاصيل هذه القضية التي جدت في نوفمبر 2012 انطلقت الأبحاث فيها على اثر إعلام ورد على أعوان الأمن من طرف احد المستشفيات مفادها قبول ميّت يحمل آثار اعتداء وعلى ضوء هذا الإعلام تحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة كما أذن بعرضها على الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة وعهدت النيابة العمومية لفرقة الشرطة العدلية بالبحث في ملابسات الجريمة. وثبت من التحريات أن الهالك حضر حفل زفاف في المنطقة دعي إليه ويبدو أنه أطنب في شرب الخمر إلى درجة جعلته يؤتي تصرفات أدخلت نوعا من الشغب في حفل الزفاف وعمد إلى التجاهر بما ينافي الحياء فوق المنصة وادعى أن احدى الحاضرات صديقة له في حين انها امراة محصنة محاولا إجبارها على مرافقته بالقوة فأطلقت هذه الأخيرة عقيرتها بالصياح واتبعتها بقية النسوة وهو ما ادخل البلبلة في صفوف الحاضرين ... وهنا تدخل احد المتهمين وجذبه من رجليه لمنعه من ذلك بحكم حالة السكر المطبق التي كان عليها والتي يمكن أن تكدر صفو الأجواء المفرحة. لكن هذا التصرف لم يرض الهالك الذي ثارت ثائرته وانطلق في شتم غريمه وتطورت المناوشة إلى تبادل للعنف. وقد انضم للمعركة المتهمان الآخران مناصرة منهم لصديقهما واشتدت المعركة واجتمعوا على تأديبه فتدخل الحاضرون وقاموا بفض النزاع وتهدئة الأجواء لكن يبدو أن الشبان استجابوا للصلح ظاهريا ولكنهم في قرارة أنفسهم اضمروا الشر وظلوا ينتظرون الفرصة السانحة للانتقام من الهالك. ذلك انه على اثر انتهاء الحفل ظلوا يترصدونه عن بعد وما إن غادر المكان حتى التحق به المعتدون وانهالوا عليه ضربا مبرحا في أماكن متفرقة من جسده وقد حاول قريبه الذود عنه لكن الجناة لم يمهلوه الفرصة . وبإلقاء القبض عليهم صرح المتهم الأول أنه لم يقم بالاعتداء على الهالك لأنه كان يعلم انه لم يكن في وعيه. أما المتهم الثاني فافاد أنّ خصومة نشبت بينه وبين الهالك لكنه أنكر أن يكون اعتدى عليه ركلا ولكما بل انه حاول إسعافه. اما المتهم الثالث فقد أفاد انه حضر بالفعل الواقعة ولكنه لم يشارك بتاتا في عملية الاعتداء بل انه منع الهالك من التحرش بالمراة التي كانت حاضرة بالحفل والتي دخلت في حالة هستيرية - وقد أدلت بشهادتها كما أدلت بشهادة طبية في الغرض تبين الأضرار النفسية التي تسبب لها فيها سلوك الضحية- مفيدا أن المتهم الأول هو الذي أقدم على الاعتداء على الهالك بالضرب المبرح حتى فارق الحياة وقد تمسك المتهمون باقوالهم في جميع مراحل التحقيق .