التونسية (تونس) أحسن مثال نستدل به قبل فتح ملف المدرسة النموذجية ليس إلا اعتماد مديري المدارس الابتدائية الاعدادية والمعاهد الثانوية العمومية على حسن توزيع التلاميذ بين الاقسام باعتماد معدلاتهم وخاصة ما يهم المتميزين منهم من يتوزعون مناصفة من قسم الى آخر حتى يكونوا القاطرة التي تقود الفصل وتسمو بمستواه. في إطار هذا المثال وهذا التمشي التربوي فتح ملف «المدرسة النموذجية» على اعتبار أن المدارس الاعدادية النموذجية (3 سنوات) والمعاهد الثانوية النموذجية (4 سنوات) «تفتك» من المؤسسات التربوية العمومية نوابغها وأحسن عناصرها من المتميزين مما يفقدها توازنها ويبعدها عن خانة الامتياز وتصبح الريادة تحت قيادة التلاميذ المتوسطين مما يجعل النتائج خاصة في امتحان الباكالوريا في سقف ملاحظة «متوسط» عكس «التعليم النوذجي» حيث تعرف النتائج فيه أرقاما مرتفعة في خانة الامتياز و «حسن جدا»... وهو أمر عادي وبديهي نظرا لتفاوت القوى الذهنية والمستويات الفكرية ولهذا يبدي أهل الاختصاص كثيرا من الاحتراز مطالبين بالتراجع في هذا المشروع الذي خلق شرخا بين فصيلين من أبنائنا وأنشأ لديهم عقدة نقص من هنا... وعقدة تفوق من هناك... لأن المعاهد العمومية تريد أن تسترجع هبتها وتميزها لما يبقى تلاميذها المتميزون لديها يمثلون رؤساء «القطيع» يسمون به الى الأسمى والأعلى مردودا وعملا وانضباطا.