واشنطن (وكالات) خرج أمس مئات المواطنين الأمريكيين في عدة ولايات، في تظاهرات منددة بتبرئة حارس يدعى جورج زيمرمان كان قتل مراهقا أسود البشرة اسمه ترايفون مارتن لأسباب عنصرية العام الماضي، في حين دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما المتظاهرين إلى التحلي «بضبط النفس» والتعبير عن احتجاجاتهم بهدوء. وبرأت هيئة المحلفين في محكمة فلوريدا والمؤلفة من 6 نساء نهاية الاسبوع الماضي زيمرمان الذي برر قتله لمراهق أعزل بأنه كان «دفاعا عن النفس»، إذ اشتبه به أثناء عودته إلى مجمعه السكني الذي يسكنه الضحية محملا بأكياس اتضح أنها تحوي أطعمة ومشروبات، وأبلغ الشرطة عن حالة الاشتباه إلا أن زيمرمان قتل مارتن قبل مجيء أفراد الشرطة . من جانبه، علّق أوباما على قرار المحكمة بأنه «أثار مشاعر قوية»، لافتا في الوقت نفسه الى أن الولاياتالمتحدة دولة قانون «وهيئة المحلفين قالت كلمتها ويجب احترامها»، مضيفا في تصريحات له «ينبغي أن نسأل أنفسنا كأفراد وكمجتمع كيف يتسنى لنا أن نمنع أحداثا مأساوية مثل تلك من الحدوث في المستقبل، هذه مهمتنا جميعا». ومن المتوقع أن تثير قضية مارتن موجة احتجاجات واسعة ضد السلك القضائي والأمني في عدة ولايات أمريكية أخرى، وذلك بسبب وجود الكثير من شبهات الفساد المتعلقة بالتمييز العنصري في البلاد على الرغم من نضال الأمريكيين من أصول أفريقية على مدى عقود في حراك الحقوق المدنية، ووصول أول رئيس أمريكي أسود البشرة إلى البيت الأبيض، إلا أن هناك معترك ثقافي لم يحسم بعد، فمازال المجتمع الأمريكي يشوبه التمييز العرقي والعنصري، وهو يطفو على سطحه من حين لآخر على شكل قضية تشبه قضية مارتن.