تشهد الولاياتالمتحدة احتجاجات عارمة بعدما برأت هيئة محلفين حارس متطوعا يدعى جورج زيمرمان في حادث قتل مراهق أسود يدعى ترايفون مارتن. والتزم معظم المتظاهرين بالسلمية، مطالبين بالعدالة لأسرة ترايفون مارتن (17 عاما). وابدى المتظاهرون تشككهم في عدالة النظام القضائي. وكانت أكبر المظاهرات في نيويورك التي تحولت فيها مظاهرة صغيرة إلى حشد كبير يضم الآلاف. وتبحث وزارة العدل امكانية رفع دعوى مدنية ضد زيمرمان. وواجه زيمرمان (29 عاما) اتهامات بالقتل من الدرجة الثانية والقتل غير العمد في اطلاق النار الذي راح مارتين ضحية له العام الماضي. "ينظر إليهم على أنهم مشكلة" وإثر اصدار الحكم ببراءة زيمرمان، بدأت مظاهرات في مدن عبر الولاياتالمتحدة شملت سان فرانسيسكو وفلاديلفيا وشيكاغو وواشنطن وبوسطن وسان دييغو واتلانتا. وفي نيويورك شارك الآلاف في مسيرة في ساحة تايمز سكوير مرددين "العدالة لتريفون مارتن". وحاولت الشرطة السيطرة على انتظام المتظاهرين في حارات محددة ولكن الحشود تجاوزت حواجز الشرطة إلى داخل الساحة. وقال برنس أكييم (29 عاما) لرويترز "اشعر أننا إذا لم نصعد ونزيد الضغوط، فإننا سنواجه مشاكل انه استهداف للشباب السود ويجب ان نتصدى للشرطة". وفي لوس انجليس عطل المتظاهرون المرور واغلقت عدة طرق. وقالت الشرطة لصحيفة لوس أنجليس تايمز إن معظم المظاهرات كانت سلمية، ولكنهم قالوا إن بعض المجموعات كانت عدوانية وألقوا الأحجار على الشرطة. وفي بوسطن تظاهر نحو 500 شخصا في حراسة الشرطة، وقال وليام افانز من شرطة بوسطن إن المتظاهرين "كانوا منظمين للغاية". وذكرت الكثير من الكنائس في الولاياتالمتحدة ترافون مارتن في عظتها يوم الاحد. وفي قداس للشباب في سانفورد بولاية فلوريدا، التي اجريت فيها المحاكمة، ارتدى الشباب قمصانا تحمل صورة ترافون مارتن. وقال القس رافايل وارنكوك في كنيسة ابينيزر المعمدانية في أتلانتا في قداس بكنيسته "ترايفون بنجامين مارتن توفي لأنه وغيره من الشباب الاسود لا ينظر إليهم على انهم أشخاص بل على أنهم مشكلة".
دعوة للهدوء دعت جمعيات الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة إلى الهدوء، رغم اعرابها عن الصدمة إزاء الحكم ودعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين إلى "التزام الهدوء" بعدما برأت هيئة ال محلفين زيمرمان. وقال أوباما: "إن موت ترايفون مأساة لأمريكا"، مضيفاً "ولكن نحن دولة قانون وقد قالت هيئة المحلفين كلمتها". وكان أوباما قد علق على قضية زيمرمان في مارس الماضي قائلا "اذا كان لدي ابن، كان سيشبه تريفون". ودعت جمعيات الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة إلى الهدوء، رغم اعرابها عن الصدمة إزاء الحكم. وقال جيسي جيمس أحد رعاة الحقوق المدنية في الولاياتالمتحدة لمحطة سي ان ان إن "النظام القضائي الأمريكي خذل العدالة مجددا". ولكنه دعا أيضا إلى الهدوء، قائلا إن اي شخص يسعى "لزيادة ما نشعر به من الألم بعدالة الشارع سيخذل ذكرى تريفون مارتن ودمه البريئ الذي اريق". ومن جانب آخر، قالت أسرة زيمرمان إنها تخشى أن يتعرض لهجمات. وقال روبرت شقيق زيمرمان إنه تلقى تهديدات على شبكات التواصل الاجتماعي وإنه يعتقد أن "هناك من يحاولون قتله". وقال مارك أومارا محامي زيمرمان إن موكله لا يشعر بالندم أنه حمل مسدسه ليلة الحادث الذي وقع في 26 فيفري 2012. وقال إن موكله يحق له الآن استعادة سلاحه وحمله وأضاف "لديه المزيد من الدواعي الآن لحمله. أليس كذلك؟ هناك الكثيرون ممن يضمرون له الكراهية رغم أنهم لا يجب أن يشعروا بذلك".