نزل الترجي الرياضي التونسي في الفترة الأخيرة بكل ثقله في الميركاتو ونجح في الظفر بصفقات هامة قصد تدعيم رصيده استعدادا لدخول الدور الحاسم من مسابقة رابطة الأبطال الإفريقية حيث تمكن فريق باب سويقة من التعاقد مع سيف الدين بالعكرمي وايهاب المباركي ومحمد علي المهذبي ونجح في استعادة نجمه السابق أسامة الدراجي.عن رأيه في الإنتدابات المنجزة وعن باقي الصفقات وعن فشل هيئته في ضم خالد القربي وعن حظوظ فريقه في مسابقة رابطة الأبطال جمعنا اتصال هاتفي مع حمدي المدب رئيس الترجي فكان الحوار التالي: بعد راحة نسبية عاد الترجي بقوة وكان المستفيد الأبرز من الميركاتو الصيفي حيث قمتم إلى حد اللحظة بتعزيزات هامة.هل أنت راض عن هذه الصفقات؟ نحن نستعد للمنافسة على لقب رابطة الأبطال الإفريقية وبالتالي كان لزاما علينا تدعيم رصيدنا البشري بعناصر لها من الفنيات والخبرة ما يجعلها قادرة على تقديم الإضافة للفريق خاصة وأننا اتعضنا من الإنتدابات التي قمنا بها في الموسم الماضي والتي كلفتنا أموالا طائلة ولكنها لم تأت بالنتائج المنتظرة. الحمد لله أعتقد أن الأسماء التي توصلنا الى غاية اللحظة في الإتفاق معها تستجيب للمواصفات التي وضعها الإطار الفني فسيف الدين بالعكرمي قيمة ثابتة وبإمكانه اشعال المنافسة في الجهة اليسرى كذلك بالنسبة للشاب ايهاب المباركي الذي باستطاعته اللعب في أكثر من مركز تماما كما هو الحال بالنسبة لمحمد علي المهذبي الذي تميز مع النادي البنزرتي والذي يعرف الكنزاري خصاله جيدا أما الدراجي فالجميع يدرك حقيقة امكانياته وشخصيا أعول عليه لإكمال الحلقة المفقودة في وسط الميدان والتي تأثر كثيرا بعد خروجه وبعودته سيعود الفريق الى سالف بريقه وتكتمل صورة الترجي التي أريدها. على ذكر الدراجي أعتقد أن مسألة استعادته لم تكن سهلة بالمرة بل أن البعض يؤكد أنها الصفقة الأغلى في ميركاتو الترجي؟ لا على العكس تماما فالمفاوضات مع الدراجي لم تستغرق وقتا طويلا وتوصلنا لإتفاق في وقت وجيز خاصة وأن الدراجي ظل وفيا للوعد الذي قطعه على نفسه بأن لا يلعب في تونس الا بألوان الأحمر والأصفر الأمر الذي سهل علينا عملية استعادته أما بخصوص قيمة الصفقة فهي حتما ليست الأغلى في تاريخ صفقاتنا. ولكن النادي الإفريقي كان منافسا شرسا على الصفقة وصعب مهمتكم في التعاقد مع الدراجي أليس كذلك؟ هذا صحيح النادي الإفريقي دخل في البداية وحاول الظفر بتوقيع الدراجي ولكن مسؤوليه تفهموا الأمر وعدلوا عن فكرة انتدابه اضافة الى أن رغبة الدراجي في العودة الى أحضان فريقه الأم سهلت مهمتنا. هل تحادثت مع سليم الرياحي بخصوص موضوع الدراجي؟ نعم كانت لي محادثة مع سليم الرياحي وعبرت له عن رغبتنا في استعادة الدراجي وفي الحقيقة كان الرياحي متفهما وأكد أحقيتنا بالفوز بخدمات ابننا السابق وهو ما سهل حصول الإتفاق وكل ما أتمناه أن يكون الدراجي في مستوى الثقة التي منحناه إياها وانا متأكد بأنه لن يخذلني. جماهير الترجي مازالت تنتظر مفاجأة من حمدي المدب وتنتظر وصول مهاجم كبير في الساعات القادمة فأين وصلت مساعيكم في هذا الخصوص؟ لنتفق أولا على مسألة هامة وهي أن الترجي الرياضي ليس بحاجة في الوقت الراهن الى مهاجم يكلف خزينة النادي مبالغ مرتفعة وتكون اضافته محدودة ولعل الإنتدابات التي قمنا بها في الموسم الماضي تؤيد كلامي فقد صرفنا مبالغ كبيرة لإنتداب لاعبين خرجوا من الشباك وكانوا محل سخط من جماهير الأحمر والأصفر.ثم ما الذي يدفعنا للقيام بالإنتدابات ونحن نمتلك مواهب شابة أعتقد شخصيا أنها أفضل بكثير من الأسماء التي عرضت علينا الى حد اللحظة.فهيثم الجويني والصامتي والمحيرصي وعبود قادرون على صنع العجب وسنواصل منحهم الفرصة «وموش باش نحرقوهم» بإنتدابات عشوائية. ولكن هؤلاء يحتاجون لمزيد من الوقت والحال أن جماهير الترجي تريد الألقاب وخاصة رابطة الأبطال؟ وهل نجحنا في التتويج بلقب رابطة الأبطال في الموسم الماضي رغم الإنتدابات الكبيرة التي قمنا بها؟ ولو رجعنا الى الخلف لوقفنا على حقيقة ثابتة وهي أن نجاح «يانيك نجانغ» و«مايكل اينرامو» كان وراءه العمل الكبير الذي كان يؤمنه كل من يوسف المساكني وأسامة الدراجي وبالتالي لا يمكن الحديث عن فشل الجويني والعكايشي والصامتي والحال أن صناعة اللعب في فريقنا لم تكن بالشكل المطلوب في الموسم الماضي وأنا أعتقد أن بعودة الدراجي ستشاهدون وجها آخر للجويني والصامتي وغيرها من الأسماء الشابة فقط القليل من الصبر وكثيرا من الثقة التي لن نبخل بها على أبنائنا. على ذكر «اينرامو» هل مازلتم متمسكين بإستعادته؟ نعم لقد فكرنا في وقت من الأوقات في استعادته ولكن شروطه المجحفة جعلتنا نعدل عن انتدابه فهو يطالب بمبلغ يفوق الثلاثة مليارات ونحن لا نقبل بهذا لأننا ندرك ما سيحدثه ذلك من خلافات داخل المجموعة. لقد ضحيت كثيرا من أجل استعادة أسامة الدراجي نزولا عند رغبة جماهيرنا حيث لم تكن المفاوضات سهلة مع فريقه «سيون» ونحن لسنا على استعداد لدفع مبالغ ضخمة لإنتداب «اينرامو» أو غيره ونحن نثق في أننا نملك شبانا أفضل منه بكثير. مقابل عودة الترجي خسرتم توقيع خالد القربي الذي خير الإفريقي وهناك حديث عن غضبك عند علمك بإنضمامه لفريق باب جديد ؟ على العكس لم أغتظ لأن القربي يبقى في النهاية حرا في اختياراته ونحن في الترجي لم نكن في حاجة للاعب في هذا المركز.لقد طلب القربي مقابلتي وطلب العودة للترجي واتفقنا على كل الأمور ووعدني بإمضاء العقد وكلفت أحد المسؤولين بإتمام الصفقة لأنني كنت وقتها في مهمة خارج حدود الوطن ولكن القربي أخلف وعده ولم يحضر في الموعد المتفق عليه واختار الإمضاء مع الإفريقي «ربي يوجهو خير» والترجي كما تعلمون لا يقف على أي لاعب.وحتى أكون أمينا مع نفسي أقول إن فشل اتمام صفقة القربي هو مسؤولية مشتركة بين هيئة الترجي التي لم تتحرك سريعا لإتمام الصفقة وبين اللاعب الذي لم يلتزم بوعده ولم يكن متحمسا لإمضاء العقد فلا يعقل أن نلهث وراءه للحصول على توقيعه. هل أغلقتم نهائيا باب الإنتدابات وهل ترى أن فريقكم بات جاهزا للمنافسة على رابطة الأبطال الإفريقية؟ بالنسبة للإنتدابات لم نغلق الباب فإذا وجدنا لاعبا يفوق في امكانياته ماهو متوفر فلن نتردد في انتدابه وهذه مسألة تعود أساسا للمدرب الذي بدأ في ضبط حاجياته وهنا لا بد أن أحيّي اللاعب شاكر الزواغي الذي كان على مستوى كبير من الإحترافية حيث طلبنا منه فسخ عقده فلم يتردد وتفهم الوضعية رغم أن عقده ما يزال ساري المفعول ولكنه اقتنع بأنه لم يعد له مكان في الترجي فإختار مصلحته ومصلحة الترجي في اَن واحد وهذا يحسب له.أما الشطر الثاني من السؤال فأعتقد أننا جاهزون ليس لبلوغ النهائي الإفريقي فحسب وإنما للحصول على اللقب الذي سيكون هدفنا في المرحلة القادمة وأعتقد أننا نمتلك كل الأسلحة لتحقيقه ولن نرضى بأقل من البطولة الافريقية.