جاء في بلاغ صادر عن وزارة الصحة أنه وعلى إثر اكتشاف 4 حالات إصابة بمرض الملاريا (حمّى المستنقعات) بالضاحية الشمالية لتونس العاصمة وعلى مقربة من مطار تونس الدولي، لدى مواطنين ممّن لم يسبق لهم أن سافروا خارج البلاد منذ مدة طويلة، تفيد وزارة الصحة أنه حال تشخيص الحالات يومي 11 و12 جويلية، بادرت هياكل اليقظة الصحية بالقيام بالاستقصاءات الوبائية والتي تمثلت في متابعة المرضى والتأكّد من عدم وجود حالات أخرى بمحيطهم، كما بادرت بأخذ عيّنات من المآوى الممكنة لتوالد البعوض الناقل لهذا المرض كما قامت بعمليات تجميع البعوض الطائر للتأكد من وجود هذا الناقل من عدمه. وقد تبيّن من خلال كلّ المؤشرات أنها حالات معزولة إذ لم تسجل إلى حدّ الآن إصابات أخرى كما أنه لم يقع العثور على أيّ مؤشّر يدلّ على تواجد البعوض الناقل لهذا المرض في محيط المرضى الذين تماثلوا للشفاء، وهو ما يقلّل من إمكانية انتقال هذا المرض. وما تزال عمليات متابعة الوضع متواصلة سواء في ما يتعلق بتقصّي الحالات أو المراقبة البيئية. وفي هذا الإطار تذكّر وزارة الصحّة أنّ هياكل اليقظة الوبائية في بلادنا تسجّل سنويا ما بين 30 و50 حالة ملاريا مستوردة سواء عند أجانب أصيلي بلدان موبوءة أو على إثر عودة تونسيين لم يتخذوا الاحتياطات اللازمة عند زيارتهم لهذه البلدان. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا المرض ينتقل عبر لدغة البعوض من نوع Anophèle الناقل الطفيلي الذي يتكاثر في المياه الراكدة، وتتمثل أعراض هذا المرض في حمّى دورية مع ارتجاف وتعرّق. وإذ تطمئن وزارة الصحة المواطنين على أن الوضع لا يدعو إلى القلق وأنها اتخذت الإجرادات اللازمة لمتابعة الوضع وترصّد ما يمكن أن يستجد من معطيات، فإنها تغتنم هذه الفرصة لتذكير المواطنين بضرورة الحرص على إزالة ما يمكن أن يكون مصدرا لتكاثر البعوض وخاصة المياه الراكدة في منازلهم أو بالقرب منها، مع العلم أن وسائل التشخيص والأدوية الناجعة متوفرة وبصفة مجانية في إطار البرنامج الوطني لمكافة الملاريا.