شاءت الصدفة أن تتزامن الحركة النظامية للمعلمين ومديري المدارس الابتدائية في نفس السنة الدراسية ومعها يصيب الشد العصبي كل الاطار التربوي ممن شارك في هذه الحركة والتي من المؤمل ان تنشر نتائجها في غضون آخر هذا الأسبوع. نعم... تشرئب الأعناق وتتوتر النفوس عندما يدق ناقوس الاعلان عن نتائج الحركة لأنها في الأصل تمسّ غاية واحدة ألا وهي القرب من محل السكنى بدرجة أولى... أو العمل في منطقة الاقامة نفسها أو في مكان قريب منها.. لأن الأمر يهم اقتراب الأب أو الأم من أسرته...أو العازب والعازبة من مسكن العائلة الأولى طالما أن القرب في مهنة التعليم له مزاياه وتأثيره خاصة في المدن الكبرى والأرياف النائية لما تكون حركة المرور معقدة. في خانة من شارك من مديري المدارس الابتدائية يلعب مجموع النقاط دورا رئيسيا في عملية اختيار نوع المدرسة حسب موقعها وتاريخها وعدد الأقسام فيها وعدد معلميها وامكانية وجود محل سكنى اداري خاص بمدير المدرسة... والمديرون «على كلّ لون يا كريمة» حسب ميولاتهم وغاياتهم وأيضا سنهم حيث يلعب العمر دورا كبيرا في رؤية المدير لمستقبل خطته لأن من أشرف على التقاعد قد تذبل لديه جذوة العطاء عكس الكهول والشبان... فالاختيارات تتنوع... من مدرسة تطبيقية الى مدرسة عادية... ومن مدرسة حضرية الى أخرى ريفية... ومن مدرسة تقع في ضاحية ساحلية الى مدرسة في ضاحية راقية وصولا الى مدرسة في حي شعبي باعتبار ان المدرسة تتفاعل حتما مع محيطها الجغرافي والبشري... كما ان المدارس ببناها التحتية وتجهيزاتها العصرية وساحاتها واختصاصاتها تكون امّا جاذبة أو منفّرة... دون أن ننسى ظاهرة جديدة افرزها قدوم عديد المديرين الى المدن الكبرى قسرا من أجل أبنائهم الذين توجهوا الى كليات التعليم العالي.. فيختار الآباء الانتقال بكامل أسرهم حتى يكمل أبناؤهم تعليمهم العالي تاركين منازلهم الخاصة وممتلكاتهم حتى يوفروا النجاح لهم ويريحوهم من مصاريف الكراءو الأكل... وهذه الفئة من المديرين صارت تفتك أكبر ادارات المدارس الابتدائية بفضل أقدميتهم وسنهم. أما في حركة المعلمين ... فالمرأة تحتل المرتبة الأولى من حيث اصرارها على الاقتراب أكثر ما يمكن من منزلها الى درجة الاكتفاء بالتنقل اليها سيرا على الأقدام لأن المرأة في كل الحالات لها ارتباطاتها المنزلية والعائلية ومن المستحسن ان تختصر المسافة والزمن ... والحركة تحكمها أيضا مجاميع الأعداد في باب «ذراعك يا علاف»... وبالتالي يجب حسن الاختيار حتى لا يخسر المعلم الحركة بسبب سوء التقدير... وأقدمية المعلم لها دورها... فمن الريف الى القرية ثم الى المدينة الصغيرة وبعدها المدن الكبرى والعاصمة... وبالتالي فالعمل في الريف ضروري وإجباري بصورة عامة والوصول الى المبتغى لا يكون الا بعد سنوات من التجربة... الجميع ينتظر على أحر من الجمر هذه الحركة النظامية حتى تهدأ النفوس ويستقر الحال ويحلو المقام في عطلة صيفية يمكن اغتنامها للتعامل مع النقلة ان حصلتْ.