لو سجل إيهاب المساكني الفرصة الذهبية المتاحة له في الدقيقة 82 لتغيّرت كل التحاليل في شأن المدرب ماهر الكنزاري بنسبة 180 درجة ولأصبحت الخطة التكتيكية التي اتبعها في تلك المباراة ذكية ومجدية غلقت المنافذ على الظهيرين اللذين يعدان أبرز نقطة قوة في الفريق الأنغولي ... هكذا هي حال كرة القدم ، فتسديدة على العارضة تقابلها هجمة معاكسة ناجعة تنتهي في الشباك تقرران مصير مدرب وترميان بكل العمل الذي يقوم به والمجهودات التي يبذلها عرض الحائط ... ماهر الكنزاري كاد بعد لقاء دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية أن يلقى هذا المصير لولا النظرة الثاقبة والهادئة للهيئة المديرة وعلى رأسها حمدي المدب الذي لم يتأثر بما حصل في أوساط الأحباء ولا بالشائعات التي راجت هنا وهناك في خصوص إقالة المدرب والتي كانت ستمهد الطريق واسعة أمام اتخاذ قرار الإبعاد ... تجديد الثقة في ماهر الكنزاري لم يتخذه أصحاب القرار في الترجي الرياضي من أجل سواد عيني هذا المدرب بل لاقتناعهم بالعمل الذي يقوم به والذي لم تتبعه النتيجة يوم الأحد الفارط ولإدراكهم أن المشكل ليس مشكل مدرب في الفريق بل لوجود عوامل أخرى أثرت بشكل كبير على آداء المجموعة والنتائج المحققة. وضع الكنزاري في حالة «سرسي» ... ليس في صالح الترجي الرياضي صحيح أن الترجي الرياضي لم يكن في المستوى الجيّد خلال لقاء الأحد الفارط وصحيح كذلك أن هناك هفوات من مختلف الأطراف كإطار فني ولاعبين وهذه أشياء لا يمكن الإختلاف أو الجدال فيها لكن الثابت والأكيد كذلك أن التحاليل التلفزية تفننت في تقزيم الفريق المنافس بتلك الدرجة الغريبة وفي تهويل الهزيمة بصفة مريبة جدا وذلك لهدف واحد لا ثان له وهو استهداف ماهر الكنزاري والتمهيد « الخبيث» لإقالته وهذا موضوع سنعود إليه لاحقا بالتفاصيل المفصلة التي ستكشف الستار عن ملابسات وأسباب ذلك التحامل المنظم الذي استهدف مدرب الترجي الرياضي ... هذا الصنيع لم ينطل على أصحاب القرار في فريق باب سويقة الذين لم ينساقوا وراء «اللعبة» بدليل تأكيد ثقتهم في ماهر الكنزاري لكن وفي المقابل أثر بشكل كبير على الجماهير التي كانت في حالة غضب وهذا مفهوم وطبيعي... النتيجة الآن هو أن مدرب الفريق وضع تحت ضغوطات كبيرة جدا من الصعب تحملها حيث أصبح في حالة «سرسي» تفرض عليه الفوز في كل اللقاءات أو الرحيل فهل هذا مفيد للترجي الرياضي ؟ ... وهل يساعد على العمل بالأريحية التي تمهد إلى تحسن المستوى والنتائج؟ ... وهل هذه هي الظروف التي يمكن أن ينجح في ظلها أي فني؟ ... أسئلة عديدة تفرضها هذه الوضعية في حقيقة الأمر وسيكون الترجي الرياضي هو الخاسر الأول والأخير ولذا فإن مصلحة النادي وتمهيد ظروف النجاح أمامه لتحقيق أهدافه يفرضان أولا وبالذات الإلتفاف حول الإطار الفني في هذه الفترة وتدعيمه ومنحه الظرف الجيد الكفيل بنجاحه لأن الفائدة ستعود في النهاية على الفريق قبل أي شيء آخر فالأسماء عابرة واسم الترجي الرياضي باق وهذا ما يجب أن يضعه الأنصار الآن نصب أعينهم. «رب ضارة نافعة» ... الهزيمة في افتتاح دور المجموعات أفضل من الهزيمة في الدور نصف النهائي أو النهائي مثلما حصل في السنة الفارطة وكذلك في سنة 2010 لأن التدارك حاليا ممكن وهناك مجال لتغيير الوضع وتصحيح المسار... « رب ضارة نافعة» لأن هذه العثرة ستغيّر العديد من الأشياء سواء في نظرة الإطار الفني وكذلك في بعض اختياراته سواء التكتيكية أو المتعلقة بنظرته وتقييمه لبعض اللاعبين أو خاصة في تفكير اللاعبين وبالتالي اندفاعم وحماسهم ومردودهم فوق الميدان لأن البعض منهم مطالب بمراجعة حساباته والنظر إلى الحقيقة بواقعية وبجدية وانضباط بما يعود بالفائدة على المجموعة... من المفروض أن تغيّر هزيمة الأحد الفارط عدة أشياء في مجموعة المدرب ماهر الكنزاري ومن المفروض أن تبدّل عدة حسابات وأن تضع الأقدام على الأرض ومن المنتظر أن يتدارك الترجي الرياضي مستقبلا هذه العثرة كأروع ما يكون وقد تكون هزيمة ليبولو المنعرج الذي سيحوّل مسيرة الفريق في كأس رابطة الأبطال رأسا على عقب نحو الأفضل طبعا. برمجة تربص مغلق ولقاء ودي تحضيرات الترجي الرياضي لموعد يوم 3 أوت القادم واستقبال بطل الكاميرون فريق القطن ستشهد تربصا مغلقا قد يكون بعيدا عن العاصمة لضمان التركيز للاعبين وبالتالي حسن سير التمارين والإستعدادات لهذا الموعد الثاني في دور المجموعات وهو قرار قد يكون حدده أمس المدرب ماهر الكنزاري... كما أن هذه التحضيرات ستشمل مباراة ودية لم يتم بعد تحديد موعدها ولا اسم الفريق الذي سيواجهه الترجي الرياضي... وعلى كل فإن العزيمة كبيرة لإعداد العدة كما يجب لمواجهة القطن الكاميروني وتحقيق الإنتصار الذي يتدارك به الفريق عثرة الجولة الأولى. الدراجي في الموعد ... وغياب الجويني أسامة الدراجي الذي استأنف أمس التمارين مع المجموعة وشرع في مشاركة زملائه استعداداتهم لمباراة 3 أوت سيكون دون أدنى شك في الموعد خلال هذه المباراة لقيادة هجوم الترجي الرياضي بناء ونجاعة في غياب اللاعبين القادرين على تأمين ذلك والذين أثبتوا فشلهم في عدة مناسبات سابقة... الدراجي سيعطي إضافة إلى المردود الهجومي دون أدنى شك وستتدعم هذه الإضافة بمرور الوقت والمقابلات مع استعادة هذا اللاعب لكامل مؤهلاته البدنية لكن لا بد من المساندة اللازمة من بقية العناصر فكرة القدم لعبة جماعية والنجاح فيها تساهم فيه كل الأطراف ومن هذا المنطلق يجب أن يرتقي مستوى كل اللاعبين إلى الدرجة التي تؤهلهم إلى القيام بالواجب وإفادة الفريق وهكذا سيتخطى الترجي الرياضي هذه الفترة الصعبة... مقابل هذا التعزيز الهام والمنتظر سيكون المهاجم هيثم الجويني متغيبا عن لقاء القطن لأسباب تأديبية حيث جمع في مباراة أنغولا إنذاره الثاني وهو أمر لا بد أن يتداركه هذا اللاعب مستقبلا بما أن مهاجما في فريق مثل الترجي الرياضي هو الذي يتسبب في إنذارات وإقصاءات المدافعين المنافسين لا أن يصبح صاحب أكثر الورقات الصفراء في الفريق... على كل وبسبب هذا الغياب سيعجز المدرب ماهر الكنزاري للمرة الألف على التعويل على تشكيلته المثالية وسيجبر بالتالي على اختيار اضطراري لسد الفراغ الذي سيتركه الجويني.