جاءت مباراة الترجي الرياضي الأولى في دور المجموعات لكأس رابطة الأبطال الإفريقية ضد بطل أنغولا لتؤكد حقيقة ثابتة وواضحة لا يمكن التغافل عنها وهي أن الفريق لن يذهب بعيدا في هذه التظاهرة بهجومه الحالي بل إن اجتياز دور المجموعات والتأهل إلى الدور نصف النهائي صعب جدا باللاعبين الحاليين في الخط الأمامي والذين أظهروا للمرة الألف عدم قدرتهم على قيادة هجوم الأحمر والأصفر آداء ونجاعة بما أن مسلسل إضاعة الفرص الذي عرفه الفريق في مرحلة البلاي أوف وفي سباق الكأس متواصل وشكل سببا أساسيا ورئيسيا في هزيمة الترجي الرياضي أمس الأول في أنغولا... إذن ومن هذا المنطلق فإن الفريق في حاجة ماسة إلى مهاجم هداف له من الإمكانيات والمؤهلات ما يسمح له بالقضاء على مسألة العقم الهجومي التي تلاحق الترجيين ، هذا التعزيز يفرض نفسه بسرعة حتى يكون هذا الهداف في الموعد منذ المباراة القادمة ضد القطن الكامروني بوصفها مباراة " حياة أو موت " للترجي الرياضي في كأس رابطة الأبطال الإفريقية بما أن نتيجة غير الإنتصار ستخرج الفريق من دائرة التنافس على التأهل إلى المربع الذهبي ، لذا هذا هو الشرط الوحيد للتدارك إذا ما أراد الترجيون فعلا لعب الأدوار المتقدمة والتنافس على اللقب في أمجد الكؤوس الإفريقية كالعادة. دخول الدراجي نعم ... لكن المهاجم الهداف ضروري أيضا أكيد أن دخول الدراجي في التشكيلة الأساسية في اللقاء القادم لدور المجموعات سيضيف بعض الشيء على مستوى البناء وخلق الفرص السانحة للتهديف وأكيد أيضا أن إضافة هذا اللاعب ستتدعم بمرور المقابلات بفضل استعادة الدراجي شيئا فشيئا كامل مؤهلاته البدنية التي تساعده على استغلال فنياته أكثر وتوظيفها لفائدة المجموعة لكن الثابت أيضا أن هذا التعزيز لا بد أن يصاحبه تدعيم في الخط الأمامي لرأس حربة جديد تكون مهمته تسجيل الأهداف واستغلال الفرص وبالتالي القضاء على العقم الهجومي الذي دفع الترجي الرياضي ثمنه باهظا طوال الموسم الفارط والذي لا يمكن أن يتواصل حتى لا تكون الفاتورة أكبر بالخروج من كأس رابطة الأبطال من دور المجموعات أي دون الوصول إلى المربع الأخير وهذا ما نحذّر منه الترجيين من الآن طالما وأن فرصة التدارك قائمة بتواصل فترة الإنتدابات القانونية التي تسمح بتعزيز الهجوم بهداف جديد ... في كلمة نقول إن وجود أسامة الدراجي كصانع ألعاب والمهاجم الجديد كرأس حربة معا في التشكيلة الأساسية للترجي الرياضي في اللقاء القادم ضد ممثل الكاميرون هو الشرط الوحيد الذي يضمن التدارك والعودة إلى المنافسة في هذه المجموعة. بنك الإحتياط مفيد أحيانا لمراجعة الحسابات أثبتت التجارب العديدة السابقة أن بعض اللاعبين استفادوا كثيرا عندما تخلى عنهم مدربوهم وأبعدوهم من التشكيلة الأساسية وتركوهم على بنك الإحتياط لفترة ما ، الإستفادة هنا والتي يحدثها التغيّر في الوضعية من أساسي إلى احتياطي تكمن في اكتشاف اللاعب حجمه الحقيقي والإستيقاظ من غفوته وحلمه والإدراك بأن الفريق أكبر منه وبإمكانه التخلي عنه وهذا العامل الذي يجبره على مراجعة حساباته والإتسام بجدية أكبر في التمارين والتحسن على مستوى العطاء بما يضمن العودة إلى التشكيلة والمقابلات بدم جديد وروح أخرى... هذا المثل ينطبق على يوسف البلايلي الذي أصبح منذ مدة شبحا لذلك اللاعب الذي أبهرنا بفنياته في بعض اللقاءات وهي ليست كثيرة في الحقيقة، فقد بان بالواضح أن مشكل البلايلي ذهني بالأساس يكمن في ضرورة إدراكه أن الفريق الذي ينتمي إليه أكبر من الجميع ولا أحد يستحيل تعويضه فيه وعلى كل لاعب يرتدي زيه أن يستميت على ألوانه ولا يدخر أي قطرة عرق من أجله فلا مجال للمشي على المستطيل الأخضر باللونين الأحمر والأصفر وفي لقاءات هامة كرابطة الأبطال وأيضا كمباريات البلاي أوف... لقد كنا ننتظر توجيه لفت نظر من الترجيين للبلايلي بعد خيبة كأس تونس لكن لا شيء حصل وها إن الوضع يتواصل بغياب كلي لإضافة هذا اللاعب الذي سيكون مضطرا لمراجعة حساباته لوحده وبمفرده مستقبلا لأن صانع الألعاب الحقيقي والذي يحس بأوجاع الترجيين فعلا ولن يدخر أي مجهود على المستطيل الأخضر قادم منذ المباراة القادمة ونقصد هنا أسامة الدراجي طبعا.