في جنازة مهيبة سار الآلاف من المواطنين وراء جنازة الشهيد محمد البراهمي ولم تثنهم حرارة الطقس والعطش عن إيصال الشهيد إلى مثواه الأخير.جنازة شارك فيها العديد من السياسيين من أعضاء المجلس التأسيسي والجبهة الشعبية ونداء تونس ... في ظل غياب الرئاسات الثلاث ونواب حركة «النهضة» والمؤتمر والتكتل وذلك بعد أن طلبت منهم عائلة الشهيد عدم المشاركة في تشييع جثمان الشهيد. «التونسية» واكبت الحدث ورصدت تصريحات بعض السياسيين المشاركين في الجنازة في هذه الورقة. سليم بن عبد السلام (نداء تونس): «عائلة البراهمي رحبت بنا» أكد سليم بن عبد السلام النائب في المجلس التأسيسي عن حزب نداء تونس أن عائلة الشهيد محمد البراهمي لم تمانع في مشاركة أعضاء حزب نداء تونس في الجنازة وأكد انه هاتف زوجة الشهيد ورحبت بهم وأكد محدثنا أن عملية الإغتيال أمر خطير للغاية ولا احد يعلم تبعاته. وأضاف أن البلاد بعد اغتيال بلعيد لن تعود كما كانت بالنسبة ل«الترويكا» واليوم تشهد البلاد الإغتيال الثاني وسيعيدون القول بأن هذا الحدث نقطة مفصلية في تاريخ البلاد.و أكد بن عبد السلام أن مؤسسات 23 أكتوبر 2011 لم يعد لها شرعية ولا بد من حل المجلس التأسيسي والحكومة وإرجاع الكلمة إلى الشعب .و بخصوص تجميد نشاطه والعديد من نواب التأسيسي من مختلف الكتل السياسية بين محدثنا أنهم لم يقدموا استقالتهم خوفا من تعويضهم بالمرشح الثاني في القائمات التي فازوا فيها وهم غير مضمونين ومن الممكن أن يكونوا موالين لأحزاب أخرى غير التي ترشحوا في قوائمها. كمال الجندوبي (الرئيس السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات ): «أنقذوا تونس» أكد كمال الجندوبي أنه لا بد من التفكير في شهداء البلاد ولابدّ من إنقاذ تونس من الأيادي الملطخة والأكاذيب والمغالطات والخداع .و أضاف محدثنا انه لا بد من تخصيص كل الجهود والوسائل الممكنة خاصة السلمية لإنقاذ البلاد . جوهر بن مبارك (شبكة دستورنا): «ورقة التوت الأخيرة سقطت» أكد جوهر بن مبارك أن يوم الأمس يوم حزين جديد يمر على البلاد وقال أن الشهداء لا يدفنون بل يزفون والبراهمي هو الشهيد الثاني بعد 6 أشهر من اغتيال بلعيد وهذا يعني أن هناك غطاء أعطي بشكل واضح وصريح للإرهاب والقتل وأكد محدثنا أن من يتحمل المسؤولية واضح.و بين أن ورقة التوت الأخيرة سقطت عن الحكومة و«الترويكا» وهما من دعما العنف وتسترا على القتلة وفتحا الطريق أمامهم .و أضاف محدثنا أن الندوة الصحفية لوزير الداخلية أكد هذا الأمر فقد قال نفس الخطاب وبنفس الأسلوب وقال أن البراهمي قتل بنفس الطريقة بما معناه أن الحماية متوفرة للإرهابيين. عبد العزيز القطي (نداء تونس): «الحكومة فشلت في توفير الأمن» أكد السيد عبد العزيز القطي أن الحكومة فشلت في توفير الأمن وهي عاجزة وحملها مسؤولية كل ما يحصل في البلاد واستشهاد بلعيد والبراهمي .و أضاف أن الشعب عرف أنه لا مجال لحكم الإخوان في تونس لذلك لا بد من حل الحكومة وتحقيق مطالب الشعب وأكد أنه والنواب المستقيلين والذين علقوا عضويتهم سيعتصمون في المجلس التأسيسي حتى يحل. ناصر براهمي (مستقل): «اغتيال البراهمي يندرج ضمن سلسلة رهيبة من الإغتيالات» قال الناصر براهمي انه انسحب من المجلس الو طني التأسيسي مع جملة النواب الذين أعلنوا استقالتهم مؤكّدا أنّه بات من الضروري حلّ المجلس ومقاطعة كلّ أشغاله والإعتصام خارجه إلى أن يتمّ حلّه وإقامة جبهة إنقاذ وطني مستقلّة مبنيّة على معيار الكفاءة وغير مبنية على المحاصصة السياسيّة ورغبة الفاعلين السياسيين. وأضاف ناصر براهمي أنّ إغتيال محمّد براهمي يندرج ضمن سلسلة رهيبة من الإغتيالات السياسيّة والممارسات الإرهابيّة التي هيّأت لها حكومة «الترويكا» بالسماح للتيارات التكفيريّة والإستبداديّة بالعمل بكلّ حريّة ليعبّر عن خشيته من أن لا يكون هذا آخر إغتيال سياسي وأن تكون هناك أطراف أخرى على القائمة. ودعا براهمي كلّ الوطنيين الأحرار إلى حماية تونس ومن مثل هذه المخاطر التي تتهدّده وتنجد ربه نحو الهوّة التي من شأنها أن تحمل البلاد إلى حرب أهليّة زياد ميلاد (مستقل): «أخاف أن تعاد الكرة» قال زياد ميلاد وهو من الأشخاص الأول الذين استقالوا من حزب التكتّل من أجل العمل والحريات في السابق إنّه حضر الجنازة كمواطن تونسي يأسف على الوضع الذي وصلت إليه تونس مؤكّدا أنّه يخاف أن تعاد الكرّة وأن يصبح الاغتيال السياسي شيئا مألوفا في تونس مضيفا أنّه اليوم على حزب التكتّل بجميع مكوّناته الانسحاب من دواليب الحكم ومشاركة الشعب في مصابهم خاصّة وإنّه تمّ تشريكه في الحكم ليكون الضامن على الخطوط الحمراء التي بات من الواضح انّه تمّ تجاوز تلك الخطوط. وأضاف ميلاد أنّه بلغه خبر مفاده أنّ نواب الكتلة الديمقراطيّة قد انسحبوا من التأسيسي وهو قرار جيّد حسب قوله إن كان صحيحا لأن هذه الفرصة تعدّ الأخيرة لهم للالتحاق بالمواطنين والخروج بالبلاد من التجاذبات والتأكيد أن الجميع وراء شهداء تونس الأبرار.