التونسية – سيدي بوزيد استجابة لدعوة التنسيقية الجهوية للإنقاذ بسيدي بوزيد القاضية بالدخول والمشاركة بصفة فعالة في العصيان المدني السلمي المفتوح عبر الخروج إلى الشوارع والاعتصام بساحة الشهيد محمد البوعزيزي وأمام مقر الولاية هبّت صبيحة أمس أعداد غفيرة من مختلف أحياء سيدي بوزيد (حي القوافل وحي النور الغربي وحي النور الشرقي، أولاد بالهادي وأولاد شلبي والفرايجية والرفالة وحي الخضراء وغيرها) ومن مختلف مناطق ومعتمديات الجهة لمؤازرة المعتصمين المتواجدين بخيمة العصيان المدني أمام مقر ولاية سيدي بوزيد , هذه الهبة تندرج في إطار التعبير عن الغضب من اغتيال الشهيد محمد البراهمي والمشاركة في الاعتصام من جهة ومحاولة صرف السلطة الجهوية عن أداء مهامها . المحتجون تزودوا بألحفتهم البيضاء ومضلاتهم ليخففوا من شدة الحر وكأنهم لا ينوون مبارحة ساحة الاعتصام وهو ما يفسر قوة الاحتجاج والهبة الشعبية التي لم يسبق لها مثيل منذ انتشار فاجعة الاغتيال وبعد مضي حوالي ساعة على تواجد المتظاهرين من الشق الأول (الديمقراطي والتقدمي) أطلت مجموعة من الشق الثاني (المتظاهرون المؤيدون للشرعية) وتوقفت على بعد أمتار من المجموعة الأولى وشرعت تردد شعارات عديدة على غرار «الشرعية والتأسيسي تونس ما فيهاش السيسي» و«الشعب يريد وحدة وطنية» و«الاتحاد الاتحاد يا أعداء الانتخاب», في الوقت الذي تعالت فيه أصوات المشاركين في الاعتصام والعصيان المدني ومناصريهم مرددين «بعد الدم لا شرعية للعصابة النهضاوية» و«اليوم اليوم النهضة تطيح اليوم» و«يسقط حزب الإخوان يسقط جلاد الشعب» و«ديقاج» و«ثورة تونس ثورة مصر ثورة ثورة حتى النصر» و«يا نهضاوي التفجيرات الشرعية ليوم وفات» و« البراهمي وبالعيد الثورة من جديد»... حواجز وغازات مسيلة للدموع في البداية أقدم عدد من الأمنيين على التواجد بين الشقين المتواجدين لكن مع تصاعد الاحتجاجات تراشق الجانبان بالحجارة والمقذوفات الصلبة والمشادات الكلامية مما اجبر قوات الأمن على إطلاق الغاز المسيل للدموع في ثلاث مناسبات لتفريق المتظاهرين لكن ذلك لم يمنع من تواصل التظاهر والمواجهات بين الطرفين إلى حدود قبيل انتهاء التوقيت الإداري الصيفي بعد تراجع الشق المؤيد للشرعية إلى الوراء وإخلاء المكان ويذكر أن عددا من المتظاهرين في الصفين قد تعرضوا إلى إصابات خفيفة جراء التدافع والتراشق بالحجارة. زغاريد لم تكفّ النسوة اللاتي جئن من مختلف مناطق سيدي بوزيد وحضرن بامتياز في صف المطالبين بإسقاط النظام عن الزغاريد طوال ساعات الاحتجاج وقد عبرن عن صمودهن ومواصلة مشاركتهن في كل المحطات الاحتجاجية.