افتتحت مؤخرا بالمتحف الأثري بسوسة تظاهرة «ليالي المالوف والفن الأصيل» بعرض موسيقي بعنوان «حَبْ الملوك» تنفيذ الموسيقي الطاهر القيزاني بمشاركة الفنان محمد دحلاب وأصوات شابة وهم علام عون، قاسم باشا وهند النصراوي . العرض تخيله الحاضرون نوبة من نوبات المالوف على حد ما نصت عليه التظاهرة ولكنه كان خليطا من ما هو متداول في السلامية والعيساوية... مثل «على باب دارك»، «يا قمرة الليل» ،«أنا دوايا» ،«راكبة على الحمرا»...، فيما كانت المقطوعة الإفتتاحية موسيقى تصويرية لمسلسل «منامة عروسية » فاجأت الجمهور الحاضر والذي كان متوسط العدد مثلما فاجأته التوازيع التي اعتمدها القيزاني معتمدا آلات تعتبرغريبة عن هذه النوعيات حادت بها عن خصوصيتها التراثية رغم أن الأصوات المجسمة حاولت الإقتراب أكثر ما يمكن من الطريقة الأصلية للإنشاد والذي يبقى اختصاصا تتميز به أصوات دون أخرى وظهرت الهوّة خاصة في الصوت النسائي الوحيد في العرض وهو للشابة هند النصراوي والتي خانتها قدراتها الصوتية المتواضعة عن أداء هذه النوعية الموسيقية مما زاد في اختلال العرض فنيا والذي يندرج ضمن ظواهر التحديث والتي تبقى مقبولة ما لم تمس بجوهر البعد التراثي والذي للأسف انحرف في جزء كبير منه في هذا العرض وكان مجازفة في غير محلها خاصة في نوعية لها طقوسها الدينية وإطارها الفني كما كان للتقنيات الصوتية وتنفيذها أثر سلبي على جودة العرض عموما . وتجدر الإشارة إلى أن عروض تظاهرة «ليالي المالوف والطرب الأصيل» تتواصل كما يلي :عرض «تواصل» للفنان نور الدين بن عائشة (29 جويلية)، عرض «أمل» للفنانين رؤوف عبد المجيد ومنى العماري(1 أوت)، فرقة تخت التراث بصفاقس(3 أوت) وتختتم هذه التظاهرة يوم 6 أوت بعرض «الف ليلة وليلة تعود فيها شهرزاد» بإمضاء الفنان سمير الفرجاني .