(تونس) علمت «التونسية» من مصادر مؤكدة ان محاضر البحث التي حررت ضد بعض المتهمين في قضايا مخازن السلاح واغتيال بلعيد وقع تسريبها الى المتهمين الفارين. وفي اتصال «التونسية» بالناطق الرسمي باسم لجنة الدفاع عن الشهيد شكري بلعيد الاستاذ نزار السنوسي لمزيد الاستيضاح، فجر السنوسي مفاجأة مدوية قد تزيد، حسب قوله، في زرع الشكوك حول مصداقية التحقيقات الجارية في قضية الاغتيال، اذ قال ل«التونسية»: «ان محاضر استنطاق المتهمين المفترضين المقبوض عليهم تم تسريبها الى بقية المتهمين الفارين في سابقة تؤكد احترازاتنا التي سقناها منذ بداية التحقيقات في اغتيال الشهيد الوطني الرمز شكري بلعيد» (والكلام على لسانه). وفي رد على سؤالنا عن مدى صدقية هذه المعلومة لخطورتها، قال الاستاذ السنوسي: «إن المتهم المدعو عبد الرؤوف الطالبي الذي وقع القبض عليه مؤخرا أقر في محاضر استنطاقه أنه بعد ان تم ايقاف المتهم صابر المشرقي بفترة، قدم اليهم ( أي عبد الرؤوف ومن معهم ) المتهم الفار لطفي الزين في مقر اختبائهم بمنزل في حي الغزالة وقام بتسليمهم قرص ذاكرة CD يحتوي على صور لكامل اجراءات البحث التي حررت ضد صابر المشرقي في قضيته المتعلقة بمخزن الاسلحة بالمنيهلة. وحيث أن هذا الاخير من المتهمين المفترضين في قضية الاغتيال، فان تكرر الامر في تسريبات سابقة أو لاحقة يصبح مؤكدا كما ان هذه التسريبات التي اصبحت في ايدي المتهمين الفارين ليس لها أي تأويل آخر سوى انها صادرة من اجهزة داخل وزارتي الداخلية والعدل. كما تدل التسريبات على تنسيق عال في الدقة بين المتهمين حتى تكون تصريحاتهم ان وقع القبض عليهم متطابقة بما يحمل على الاعتقاد اننا أمام خلية او تنظيم محترف». وطالب السنوسي وزيري الداخلية والعدل بالاستقالة وبفتح تحقيق فوري لكشف كل من ثبتت مشاركته في هذه التسريبات التي قد تكشف عن وجود أطراف لها مصلحة مباشرة في تضليل العدالة واخفاء هويات متهمين آخرين قد تكون لهم علاقة بأخذ قرار تصفية الشهيد بلعيد والتخطيط لها وتسهيل العملية. جيهان لغماري