عقد الاتحاد الوطني الحر ندوة وطنية ضمت رؤساء المكاتب الجهوية للنظر في تحديد موعد المؤتمر الوطني التأسيسي الاول للحزب وإبراز موقف الحزب من القضايا الراهنة ومساعيه الرامية إلى حل الأزمة السياسية في البلاد. و شدد قياديو الحزب في تدخلاتهم على رفض الدعوات التي اطلقتها بعض احزاب المعارضة واصفين اياها بالحلول العدمية التي تفتح الباب امام الفوضى واللااستقرار، مؤكدين على ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضع نصب اعينها الجانب الاقتصادي لانتشال الشعب من حالة الركود والجمود خاصة أن ربع الشعب يرزح تحت عتبة الفقر حسب تعبيرهم. كما دعا القياديون الى المحافظة على المجلس الوطني التأسيسي الذي هو قاب قوسين أو أدنى من إنهاء مهامه بحلول 23 اكتوبر 2013، كما ابدوا امتعاضهم الشديد من التهم الموجهة اليهم بالاصطفاف وراء حركة «النهضة» مفنّدين إياها ومشددين على أن الاتحاد الوطني الحر يقف على نفس المسافة من جميع الحساسيات الحزبية، كما دعا قادة الحزب احزاب المعارضة المطالبة بحل المجلس التاسيسي واسقاط الحكومة إلى الانتظار حتى حلول موعد الانتخابات القادمة واخذ التفويض من الشعب مباشرة . لسنا موالين ل«النهضة» و في هذا الاطار اكد «احمد القديدي» النائب الاول ل«سليم الرياحي» رئيس الحزب ان بعض الاطراف السياسية تتهم الاتحاد الوطني الحر بتأييد حركة «النهضة» وموالاتها, مشيرا الى ان الاتحاد ابعد مما يكون عن ذلك باعتباره من الاحزاب التي طالبت بحل الحكومة الحالية وتشكيل اخرى, قائلا: «نحن لسنا موالين للنهضة...». ووصف القديدي قانون تحصين الثورة بالظالم الذي يمكن ان يذهب ضحيته خيرة كوادر تونس والذين اشتغلوا في الادارات طيلة الفترة الماضية,معددا مزايا الادارة التونسية التي بقيت ثابتة وواصلت عملها في احلك الظروف قائلا: «الادارة بقات تخدم على روحها في الثورة لم نر مستشفى أغلق أو قطارا توقف...» مضيفا أن الادارة التونسية استطاعت تجنيب بلادنا حربا أهلية بفضل حنكتها وحسن تقديرها . و ظهر القديدي كمدافع شرس عن بعض الرموز التي اشتغلت مع النظام السابق واثنى على الدور الذي لعبه رؤساء الشعب والمعتمدون والولاة وبعض الديبلوماسيين ... لجنة تعيد النظر في تعيين الولاة و امتدح النائب الاول للرياحي الاتحاد الحر لما لعبه من دور تاريخي وما قدمه من انجازات لفائدة الوطن كان آخرها جمعه ل«راشد الغنوشي» و«الباجي قائد السبسي» على طاولة واحدة في فرنسا لتقريب وجهات نظرهما من أجل حلّ يخرج تونس من عنق الزجاجة, مضيفا ان اللقاء كان له اثره الايجابي حيث انتعش الدينار التونسي. كما انتقد القديدي بعض المقترحات الحزبية المنادية بالعصيان المدني وطرد الولاة في اشارة الى «الجبهة الشعبية», مقترحا تكوين لجنة تتولى النظر في تعيين الولاة, ولم ير مانعا في انتماء بعض الولاة الى جهات حزبية بعينها . الرياحي يتعرض للحقد والضغينة واستهزأ القديدي من كلّ التصريحات القائلة ان «الاتحاد الوطني الحر» هو حزب البرجوازية والاموال, قائلا: «نعتز باننا حزب فلوس والكاسب في الحلال حبيب الله...» مضيفا انه في الوقت الذي تهرب فيه الاموال الى خارج الوطن يعمل سليم الرياحي على استقدام امواله للاستثمار في بلده, معلقا: «هناك دس وضغينة وحقد يتعرض له سليم الرياحي...». «ما ناش متاع دق حنك في البلاتوات التلفزية» و بين القديدي ان حزبه يناقش امهات القضايا كالتشغيل والتنمية وبعث مشاريع بالجهات المحرومة والمهمشة التي يمكنها تشغيل الاف الشباب العاطلين عن العمل واصحاب الشهائد العليا على غرار مشروع «ماكتاريس» بولاية سليانة ومشروع الجامعة الامريكية بولاية زغوان، في الوقت الذي تتنازع فيه الاحزاب على قضايا هامشية وثانوية على غرار مناقشة كيفية الكشف عن الطالبات المنتقبات خلال فترة اجراء الامتحانات,معلقا: «ماناش متاع دق حنك في البلاتوات التلفزية...موش معقول...». يقولون ازلام وكانهم كانوا ثوارا يحملون السلاح في الجبال كما ابدى القديدي امتعاضه من بعض المصطلحات التي غزت حياتنا اليومية من قبيل «ازلام النظام» معتبرا ان الكثير منهم عمل باخلاص وخدم تونس وقام بعديد المشاريع على غرار بناء الطرقات والمدارس... وتوجه الى مطلقي هذه المصطلحات من السياسيين قائلا: «البعض يتحدثون عن الأزلام وكأنهم كانوا ثوارا يحملون السلاح في الجبال...» كما استغرب القديدي تحول بعض السياسيين الى ناطقين رسميين باسم الثورة التونسية والحال انهم لم يشاركو فيها, مضيفا: «هناك نزاع بين السياسيين الذين اصبحوا زعماء الثورة فكل واحد يدافع ويقول ثورته والحال اننا لم نكن نسمع بهم سابقا ...». هناك من يريد تدمير الدولة «بونتو» في «النهضة» و تحدث القديدي عن الوضعية الحرجة التي تمر بها بلادنا, داعيا الجميع الى تحمل مسؤولياته واعادة الاعتبار الى القطاع العام مضيفا ان حياة المواطن وأمنه ورزقه كلها مرتبطة بالقطاع العمومي المهمش. وفي سياق آخر كشف القديدي ان هناك بعض الاطراف تريد تقويض الدولة «نكاية في حركة «النهضة»» التي تقود الائتلاف الحاكم, قائلا: «هناك من يريد تدمير الدولة لأنو عندو بونتو بحركة «النهضة»...» ودعا الاحزاب المعارضة والنواب المنسحبين الداعين الى اسقاط الحكومة وحل المجلس التاسيسي الى انتظار موعد الانتخابات القادمة والوصول الى سدة الحكم بتفويض شعبي, مرددا : «لا للوصول للحكم عبر الارهاب والانقلاب فالحل هو الانتخاب...لا يوجد من يعوض صندوق الانتخابات». وجدنا أنفسنا أمام حكومة ورئيس جمهورية لم ننتخبهما و رأى القديدي ان المجلس الوطني التاسيسي الذي كان من بين أهم مطالب القصبة خطأ كبير باعتبار ان الشعب وجد نفسه امام حكومة ورئيس جمهورية لم ينتخبهما, مضيفا: «بعد مرور عامين تأكدنا ان لجنة الخبراء هي التي يجب ان تكتب الدستور...كان من الاجدر الحفاظ على دستور 59 مع ادخال بعض التعديلات عليه...». و في سياق متصل رأى القديدي انه كان من الافضل صرف الميزانية المخصصة لرئاسة الجمهورية والمقدرة ب80 مليارا في تاهيل المناطق المحرومة وتوظيفها في بعض المشاريع ملمحا إلى أنّ تونس ليست في حاجة الى مؤسسة رئاسة جمهورية باعتبار ان الحكومة مؤقتة . و حث القديدي التيارات السياسية على ضرورة اصلاح الاخطاء المرتكبة عن طريق التوافق الوطني . مقترحات حمة الهمامي فوضوية وعدمية وذكر القديدي ان بعض الاحزاب المعارضة تنتهج سياسة التعنت والتطرف,مضيفا: «حمة الهمامي رافض لكل الحلول التوافقية ومقترحاته فوضوية وعدمية ... نحن لا نوافق على الغاء الشرعية ووضع اخرى عدمية ونرفض استقالة شيء وتعويضه بلا شيء...» ومبينا ان شرعية الشارع التي ينادي بها البعض ادت الى وقوع كوارث في مصر, قائلا: «لا نريد السيناريو المصري لبلادنا, لا للانقلاب العدمي والفوضوي, فأمن المواطن وعرضه واستقراره مكفول في اطار الدولة...».