لازالت تونس تعيش على وقع مخاض سياسي عسير وشعبها ينتظر مولودا تخطى مدة الحمل ولم يستطع الخروج إلى النور حتى الآن. الترويكا متشبثة بمقاعدها والمعارضة تمضي في تصعيدها وسط أنباء عن اتفاقيات ثنائية بين «الكبار» لكن الحل مفقود حتى الساعة ولا شيء مطمئن سوى الأمل في تعقل الفرقاء وتغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية.في هذا الإطار تعددت المبادرات والاقتراحات وآخرها مبادرة «الترويكا» والتي لاقت رفضا من قبل جبهة الإنقاذ والمنظمات الراعية للحوار فردت أمس «الكرة» إلى ملعب «الترويكا» بمقترحات جديدة. «التونسية» طرحت على بعض رموز المعارضة أسباب رفضها لمقترح «الترويكا» وحصلت على أجوبة: محمد بنور (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات): التصلّب مرفوض «رفض مبادرة الترويكا أمر مؤسف لأنها قريبة جدا من مقاربة الإتحاد والأجل المقترح يعطي الفرصة لتشكيل الحكومة ولجان مراجعة التسميات وبالتالى تكون كل الأمور جاهزة يوم 29 سبتمر ويكون الحوار الوطني قد أثمر توافقات بشأن منصب رئيس الحكومة وأعضائها وتكون لجنة مراجعة التسميات قد بدأت بعد في نتائج عملها. مهلة 29 سبتمر ليست أمرا كبيرا أو صعبا والتنازل المطلوب حصل من الترويكا وبعد أن كان رئيس الحكومة خط احمر أصبح اليوم اتفاق كل الأطراف حول ضرورة تغيير الحكومة. أظن انه لا بد من المرونة من كل الأطراف أما التصلب فلن يسهل عملية التوافق واليوم إن شاء الله تتضح الأمور وأشعر أن الأحزاب تملك من الشعور بالمسؤولية الوطنية ما يجعلها تتوصل إلى اتفاق». فؤاد ثامر(الجبهة الوطنية التونسية) خطوة إلى الوراء «اعتبرنا مبادرة الترويكا خطوة إلى الوراء إذا أرادوا الخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد وهي محاولة من «النهضة» والترويكا عموما لربح الوقت وإعادة خلط الأوراق وإن كانوا حقا يريدون إخراج البلاد من المأزق والمنعرج الخطير الذي دخلت فيه لكفوا عن مثل هذه المناورات السياسية وذهبوا في اتجاه قبولهم اللّامشروط بمبادرة الاتحاد. بالنسبة لنا لا مجال للإملاءات والشروط المسبقة ولا بد من تغليب مصلحة البلاد على المصالح الحزبية. إن الشعب يريد إسقاط الحكومة وحل المجلس التأسيسي ونحن غلبنا المصلحة الوطنية وقلنا أن حل الحكومة هو شرط أساسي لبداية الحوار في اتجاه تبني مبادرة الاتحاد أما تعهدهم باستقالة الحكومة يوم 29 سبتمبر فيدلّ على نوايا مزيد التغلغل داخل المواقع الإدارية للدولة. أما الأسماء المكونة للحكومة القادمة فهي موجودة وتونس لا تنقصها الكفاءات ونحن ننتظر استقالة الحكومة الحالية ولن نتجاوز 10 أيام لتقديم الحكومة الجديدة». محمود البارودي (التحالف الديمقراطي): مضيعة للوقت «التحالف رافض لمبادرة الترويكا لأنها تضيع الوقت على تونس والوضع الاقتصادي للبلاد لم يعد يتحمل المزيد من الانتظار. البديل موجود وحاضر لكن لا بد من استقالة الحكومة حينها تتشكل حكومة الإنقاذ فورا وستتكون من شخصيات وطنية مستقلة ولن تخضع للمحاصصة الحزبية ومن المرجح أن يكون السيد عبد الكريم الزبيدي رئيس الحكومة القادمة.» الطيب البكوش (نداء تونس): غير مقنع «مقترح الترويكا غير مقنع ولا يستجيب للحد الأدنى. ولا تطلبي مني تفاصيل لأن هناك لقاء سيعقد اليوم بين الأطراف الراعية للحوار والترويكا وسنعلم نتائجه غدا.و إجمالا الوضع إلى حد الآن غير مرضي».