التونسية (تونس) يبدو أنه لا مفر من حل وسط بين «الترويكا» والمعارضة للتوصل إلى حل للأزمة السياسية التي تمر بها البلاد والتي جعلت أنظار وعقول كل التونسيين مركزة على مقر الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي أين تجري المفاوضات منذ أسابيع بين «الترويكا» والمعارضة وسط تكتم شديد من الجانبين ومحاولة كل طرف الخروج بأخف الأضرار من المفاوضات . أمس كان اللقاء بين «الترويكا» والمنظمات الراعية للحوار بحضور كافة ممثلي الجانبين مع غياب لافت لراشد الغنوشي الذي تغيب عن الاجتماع لأول مرة وهو غياب طرح بعض التساؤلات وتأكد معه الجانبان أن الحل لن يكون خلال الجلسة وأنه سيتأخر بعض الوقت . اللقاء تواصل ثلاث ساعات عبرت على إثره «الترويكا» عن رفضها لمقترحات المعارضة بالاستقالة في غضون أسبوعين وفي هذا الإطار دعا المولدي الرياحي المتحدث باسم «الترويكا» إلى مواصلة التفاوض لإيجاد الحل معلنا عن اتفاق «الترويكا» على عقد اجتماع لها لتدارس الوضعية وطرح مقترحات جديدة على المنظمات الراعية للحوار . المعطيات التي تحصلنا عليها تؤكد أن استقالة الحكومة هي مسألة وقت وأن الاختلاف مازال حاصلا حول موعد الاستقالة وطريقتها وطبيعة عمل حكومة تصريف الأعمال وحول الترتيبات القانونية لتواصل عمل المجلس التأسيسي والمهام التي سيضطلع بها وهي إشكاليات ستطرح خلال الحوار الوطني . المشكل الحاصل الآن هو تشبث كل طرف بالحل المشرّف لكل طرف نتيجة الضغوطات المسلطة عليهما من قبل الرأي العام وأنصار كل شق ويبدو أن حل الشجعان هو المخرج الحقيقي للطرفين بعيدا عن المزايدات التي أرهقت الجميع . في هذا الإطار علمت «التونسية» أن المنظمات الراعية للحوار أصبحت في قلق كبير تجاه التمطيط الكبير للحوار دون الخروج من الأزمة مما جعلها تفكر في الإعلان الوشيك عن عدم التوصل إلى حل . هذا الاحتمال مطروح بشكل جدي وهو ما قد يترتب عنه التوجه نحو حلول أخرى للضغط على الحكومة قصد الاستقالة بما في ذلك الدعوة إلى مسيرات وتجمعات ضخمة في العاصمة وأمام الولايات . كل الاحتمالات مازالت مطروحة لكن بعض المشاركين في التفاوض أكدوا أن حل الحكومة هو مسألة وقت ومرتبط ببعض المفاهمات التي تحتاج إلى توضيحات وتدقيقات من الطرفين. وكان حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل أحد الأطراف الراعية للحوار قد قال اثر انفضاض اجتماع أمس: «حتى لا يقف الحوار في الوقت الراهن طلب الائتلاف الثلاثي فرصة حتى يجتمع في ما بينه قبل ان يعود لنواصل الحوار اليوم على الساعة الثانية زوالا و ليقدم لنا اجابة واضحة عما قدمناه اليه». و عن تصوره لكيفية صيرورة الامور و انطباعه الاوّلي عما قد يخلص اليه اجتماع اليوم،قال العباسي ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات ،مضيفا: «بقدر ما أرى بأن المفاوضات قريبة جدا من التتويج بانطلاق الحوار الجدي و المثمر بقدر ما اراها بعيدة عن ذلك». و طالب العباسي المعارضة و الحكومة ببذل المزيد من التضحيات و تقديم التنازلات «و ان كانت موجعة»،مشددا على ان مصلحة تونس من مصلحة الجميع. من جانبه اعرب «بو علي المباركي» عن امله الشديد في ان تقبل «الترويكا» بهذه المقترحات او ان تبدي بعض المرونة لقبولها و الدخول في الحوار للخروج من هذه الأزمة –حسب قوله-،مضيفا: «نتمنى ان يكون اليوم يوم حسم و يوم تقرب فيه الناس كلها من بعضها و نشرع في الحوار الجدي و البناء». كما اعرب «المباركي» عن ثقته في ان يتحمل كل الفرقاء السياسيين مسؤولياتهم الوطنية ويقدموا بعض التنازلات في سبيل حلحلة الأزمة التي تمر بها البلاد اليوم.