التونسية (تونس) هي في كل الحالات الميدعة المدرسية التي تقودنا مباشرة مثل جواز السفر عبر بوابات العبور نحو ساحات المدارس والاعداديات والمعاهد الثانوية. لا يمكن للتلميذ ان يتخلى عنها كلما قصد قاعة الدرس لأنها الزي الرسمي لطالبي العلم بما فيها من قداسة وهيبة واحترام تزيد لابسها كاريزما وسحرا طالما للعلم مكانته في صلب الحراك الاجتماعي. يفرضها القانون المدرسي داخل أفضية المؤسسات التربوية لما تحمله من معاني حرمة الزي المدرسي. وهي في المدارس الابتدائية تفرض نفسها لا تلمح اطلاقا تلميذا لا يلبسها ...هي بلونها الأزرق السماوي لدى الأطفال وبلونها الوردي الناصع لدى البنات يحاول كل واحد منهم ان يحليها بالرسوم والكتابات حسب ذوقه بين الأزهار والأدوات المدرسية وأبطال البوكيمون والحكم والأقوال ...تفتح في وسطها بأزرار تحاكي ألوان الربيع الجميلة ...أما في الاعداديات والمعاهد الثانوية فالبنات يلبسن ميدعات بلون أزرق سماوي تفتح من الجانب حسب الموضة وقد يقصر طولها الى حد الحزام اذا ما عنى للبنت ان تفتخر بمفاتنها وقدها المياس على ان هناك من البنات من تعطين للزي المدرسي حرمته فيرتدين ميدعات يصل طولها حد الركبتين ليزيدهن حياء واحتراما عكس الأخريات ...أما الذكور فقد تخلوا عنوة وقصرا عن الميدعة رغم صرامة الادارة التي انهزمت أمام الموضة لأن الأولاد يؤمون معاهدهم بصدارات رياضية لأشهر اللاعبين والنوادي التونسية والعالمية....فترى قميص الدراجي بجانب قميص رونالدو...و صدار ريال مدريد بجانب صدار الترجي والافريقي في كوكتال «على كل لون يا كريمة» يحاكي قوس قزح في توهجه واشعاعه. وتقتني الأمهات ميدعات الأبناء بداية من الأيام الأخيرة لشهر أوت من الفضاءات التجارية والمكتبات المدرسية ومحلات الخياطات ...الأم تختار وتأمر حسب القياس والثمن بينما الأبناء يتدللون ويختارون حسب أهوائهم ويتمردون على أوامر الأم التي تنصاع في آخر المطاف الى دلال الابن وقد يختار عكس ما رغبت فيه ....فلهذا نجد لدى تلاميذنا ميدعات عليها رسوم غريبة وخطيرة على الذوق العام ...و نرى لدى تلميذاتنا ميدعات تعري أكثر مما تخفي من أجسامهن البريئة . والخوف اليوم ان تضمحل عادة الميدعة وتفقد سحرها وهيبتها بسبب سلاسة وارتخاء القانون المدرسي ...فوقتها قد يأتي التلاميذ الى مدارسنا في أزياء السباحة بدعوى التطور والموضة ومعها تسقط كل قيم المجتمع التي يلقنها لأطفالنا بداية من المدرسة بما فيها من أخلاق ووقار لأنها تبدأ وتنتهي بالميدعة المدرسية ولا شيء غيرها .