التونسية (الكاف) ببادرة من مكتب المرأة والأسرة التابع لحزب حركة «النهضة» بالكاف الشرقية انتظم ظهر اول امس السبت باحد الفضاءات الخاصة بمدينة الكاف اجتماع شعبي عام حضره عد كبير من المواطنيين وأشرفت عليه مجموعة من نائبات حزب حركة النهضة بالمجلس الوطني التاسيسي على غرار محرزية العبيدي ويمينة الزغلامي ومنيرة العمري ، وقد تطرقت المتدخلات في كلماتهن الى اخر مستجدات الساحة السياسية واهم مواقف حزب حركة النهضة بخصوص الوضع الراهن وما طرح حتى الان من مبادرات واقتراحات لتجاوز المشاكل القائمة حاليا بين مختلف الاطراف السياسية ...وقد تميز هذا الاجتماع العام بتنظيم محكم حيث وقع تخصيص مجموعات شبابية تسهر على استقبال الضيوف، كما تم توزيع الدعوات على الاعلاميين قبل اسبوع من موعد انعقاد هذه التظاهرة هذا الى جانب تخصيص فضاء خاص بالصحفيين لتامين تغطية هذه التظاهرة. من جهة اخرى سجل حضور لافت لاعوان الامن الوطني الذين تمركزوا بمحيط قاعة الاجتماع وامنوا الفضاء والمشاركين طوال فترة الاجتماع.. خلال مداخلتها امام الحضور اكدت النائبة الاولى لرئيس المجلس الوطني التاسيسي محرزية العبيدي حرصها الشديد على ضرورة استئناف المجلس لأشغاله في أقرب وقت ممكن مؤكدة أن المواقف اصبحت متقاربة الان بين مختلف الفرقاء السياسيين ولاداعي حسب رأيها لتواصل تعليق اعمال المجلس..وفي اطار اجابتها على استفسارات بعض الحضور بخصوص الهدف من هذه الزيارة الى مدينة الكاف ذكرت العبيدي انها حاضرة بصفتها نائبة بالمجلس الوطني التاسيسي وجاءت للاستماع الى مطالب اهالي الجهة ولتطلعهم على فحوى اخر التطورات السياسية التي تشهدها البلاد ولمناقشة هذه التطورات بشكل مباشر مع المواطنين سواء كانوا من ابناء حركة النهضة او غيرها من الاحزاب والمنظمات. يذكر ان محرزية العبيدي ويمينة الزغلامي وصلتا متأخرتين الى فضاء الاجتماع بحوالي الساعتين بعدما ضلتا الطريق المؤدية الى مدينة الكاف وانعرجتا في اتجاه مدينة السرس نتيجة الامطار الغزيرة التي شهدتها الجهة اليوم... منيرة العمري: «ما يحصل من احتجاجات هو ثورة مضادة...» من جهتها اعتبرت النائبة منيرة العمري ان ما يحصل من تحركات احتجاجية ومن حملات مغرضة على حد قولها والتي تستهدف كلا من حكومة الترويكا والمجلس الوطني التاسيسي هو بمثابة الثورة المضادة ، واكدت العمري ان حركة النهضة تتفاعل باستمرار مع قواعدها من اجل ضبط مواقفها النهائية بخصوص المواقف الراهنة. وبخصوص قانون تحصين الثورة اكدت منيرة العمري ان حركة النهضة لم تحسم بعد وبصفة نهائية موقفها النهائي بخصوص هذا الموضوع مؤكدة ان القانون لاينقصه سوى المصادقة و التصويت عليه من قبل نواب الشعب خلال جلسة عامة سيقع برمجتها حال استئناف المجلس الوطني التاسيسي لاشغاله. من جهة اخرى دعت منيرة العمري كافة انصار حزب حركة النهضة وكل المواطنين الى ضرورة الانخراط في عمليات الاصلاح الشاملة لكل القطاعات الحيوية منها الامن والتي اكدت في هذا الاطار على ضرورة مواصلة العناية به نحو مزيد تحييده وابعاده عن الحياة السياسية وتجاذباتها وتطويره ليصبح امنا جمهوريا بحق على حد قولها، كما نبهت الى ضرورة الاسراع باصلاح الادارة التونسية وتطهيرها من المفسدين والمتورطين في منظومة الاستبداد عبر تسريع عمل القضاء في التعاطي مع ملفات الفساد.. يمينة الزغلامي: «قانون العدالة الانتقالية أصبح جاهزا لمناقشته في الجلسة العامة... من جهتها ذكرت النائبة يمينة الزغلامي ان قانون العدالة الانتقالية وضع على طاولة رئيس المجلس الوطني التاسيسي بعد ان اتمت اللجان المختصة صياغته ومناقشته مؤكدة ان القانون سيعرض على النواب خلال جلسة عامة سيقع برمجتها حال استئناف المجلس لاشغاله.اما بخصوص انتهاء مهلة الاطراف الراعية للحوار الوطني بخصوص قبول حركة النهضة من عدمه للمبادرة اكدت الزغلامي ان الحركة لا تخشى الحوار مع كل الاطراف موضحة بان قياداتها منفتحة على كل المبادرات مهما كان مأتاها شريطة عدم تقييدها بشروط مسبقة ، واعتبرت يمينة الزغلامي ان التهديدات التي تبعث بها اطراف في المعارضة بين الفينة والاخرى في الانقلاب على الشرعية هي افعال مردودة على اصحابها على حد قولها قائلة في هذا الاطار «نحن صامدون وحريصون على المحافظة على الامانة التي حملنا إياها الشعب يوم 23 اكتوبر في انتخابات حرة ونزيهة وديمقراطية ومن يريد الحكم فعليه ان ينتظر ما ستفرزه صناديق الاقتراع بعد مدة ليست بالبعيدة». تفاعل كبير مع المتدخلات تفاعل الحضور الغفير مع كلمات المتدخلات من نائبات حزب حركة النهضة بالمجلس الوطني التاسيسي حيث تباينت الاراء بخصوص المواضيع الراهنة ومن بينها مسالة التقارب بين النهضة ونداء تونس فانقسمت المواقف بين قابل للحوار بين هذين المكونين وبين رافض له، كما تدخل عدد كبير من الحضور للحديث بخصوص مشاغل مواطني الجهة المتمثلة خاصة في البطالة وتواصل سياسة الاقصاء والتهميش. وفي ختام هذا الاجتماع، الذي شهد كذلك عدة مداخلات لاعضاء المكتب الجهوي والمكاتب المحلية لحزب حركة النهضة، سجل تدخل طريف لاحد الحاضرين دعا من خلاله كافة قيادي الحركة وفي مقدمتهم الشيخ راشد الغنوشي الى فسح المجال للقيادات الشابة من ابناء الحركة مطالبا بثورة حقيقية داخل حركة النهضة على حد قوله معتبرا ان مواقف قيادي حزبه خلال الفترة الاخيرة تميزت بالتذبذب واحيانا بالتناقض، وتعقيبا على هذه المداخلة اكدت النائبات الحاضرات في هذه التظاهرة على ضرورة تماسك كل قواعد الحزب ووقوفها الى جانب القيادات من اجل تغليب المصلحة الوطنية والوقوف في وجه كل محاولات الانقلاب على الشرعية والالتفاف عليها على حد تعبير المتدخلات...