نظم المكتب المحلي لحزب حركة النهضة ببلدية الزهراء مؤخرا ندوة فكرية بعنوان «دور المرأة التونسية في المشهد السياسي بعد الثورة بمقر البلدية وتحت إشراف السيدة «محرزية العبيدي» النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي . افتتحت السيدة هالة الحامي عضو المجلس التأسيسي عن جهة بن عروس الجلسة بذكر الدور الايجابي للمرأة التونسية في إنجاح ثورة الكرامة معتبرة أن وجود المرأة داخل المجلس الوطني التأسيسي وهياكل الحكومة لخير دليل على الدور الايجابي الذي قامت به إلى جانب الرجل للمحافظة على مكاسب الثورة ورغم كل ذلك يبقى السؤال المطروح هل هناك شعور بالرضا لما وصلت إليه المرأة رغم انخراطها في الجمعيات والأحزاب ؟ تطرقت السيدة محرزية العبيدي في بداية مداخلتها إلى أهمية الدور الذي تضطلع به المرأة داخل المجلس الوطني التأسيسي منوهة بكفاءتها وقد صرحت بأن مقر المجلس لايخلو يوميا من زيارات لوفود وجمعيات من داخل وخارج الوطن وأول سؤال يطرحه هؤلاء الزائرون هو مدى محافظة الدولة على حقوق المرأة ومكاسبها وما هي نسبة مشاركتها في كتابة الدستور؟ وقد تعرضت السيدة محرزية إلى ذكر دور المرأة الايجابي داخل عمل اللجان فالمرأة تبدي مقترحات جد هامة وتطرح أفكارا من الأهمية بمكان رغم ما يعوقها من وسائل وإمكانيات للاهتمام ببعض شؤونها الخاصة وشؤون بيتها وأبنائها وتقترح تخصيص مكان لحضانة الأطفال بمقر المجلس الوطني التأسيسي حتى تستطيع أن تعمل في ظروف طيبة وهي مطمئنة على أبنائها لأنها في نهاية الأمر أم حاضنة وهذا ليس بغريب فقد سبقتنا في ذلك أمم ودول أوروبية متقدمة كما صرحت بأن نسبة النساء داخل المجلس بلغت حوالي 27% وهي نسبة محترمة تفوق نسبة تواجد المرأة ببرلمايات دول متقدمة مثل فرنسا ، ايطاليا وأمريكا وأكدت المحاضرة بأن هذا المجلس التأسيسي هو من نوع خاص فله مهمة تأسيسية من ناحية ومهمة تشريعية من ناحية أخرى وقد تعرضت بالذكر إلى عدة أسماء لنساء مناضلات جاهدن في مجال الحريات وحقوق الإنسان أمثال السيدة مي الجريبي ،أم زياد و هند الهاروني وأسماء عديدة كلهن وقفن في وجه الطغيان والاستبداد. تكريس مبدإ التناصف
وأكدت العبيدي على ضرورة ترسيخ مبدإ التناصف بين الرجل والمرأة في العمل السياسي لأنه لا يمكن لنا بناء مؤسسات الدولة دون مشاركة المرأة فالمرأة لها حضور في كافة أعمال لجان المجلس بكافة أعمارهن انطلاقا من أصغر نائبة وهي «ربيعة النجلاوي» التي لم يتجاوز عمرها 23 سنة وصولا إلى السيدة «فطومة عطية» التي تنتمي إلى الجيل الأول كما نوهت محدثتنا بالمستوى التعليمي الجيد الذي وصلت إليه النساء التونسيات بصفة عامة لا سيما منهن نائبات المجلس الوطني التأسيسي. تميز المرأة داخل عمل اللجان
تعرضت السيدة «العبيدي» إلى الأداء الجيد الذي تقوم به نائبة المجلس ضمن عمل اللجان إلى جانب الرجل مثل لجنتي المالية والتنمية والتكنلوجيات الحديثة وغيرها من اللجان التي لا تخلو من حضور المرأة أمثال كلثوم بدر الدين ، لبنى الجريبي و حسناء نصيب وأمثالهن كثير ، وقد شرعت بعض اللجان التأسيسية في العمل مثل لجنة الحقوق والحريات التي ستتناول بالدرس مجلة الأحوال الشخصية ووضعية المرأة الريفية وسيشرف على هذه اللجنة 3 نساء كما ترأست النائبة سعاد عبد الرحيم اللجنة التشريعية أما لجنة العفو التشريعي العام فستترأسها النائبة يمينة الزغلامي وكل هذا لخير دليل على مساهمة المرأة التونسية في الحياة السياسية بامتياز ومن الواجب التعريف بدورهن داخل اللجان مهما كانت انتماءاتهن فكلهن تونسيات يشكلن كتلة برلمانية واحدة داخل المجلس التأسيسي . تعرض الحاضرون إلى بعض المسائل الهامة التي تهم المرأة التونسية وتعوقها على أداء واجبها المهني فالسيدة «فاطمة الأطرش « طرحت قضية الزمن وتوقيت العمل الذي يرهق كاهل المرأة بصفتها أما وربة بيت وتقدمت بتوصيات إلى السيدة نائبة رئيس المجلس التأسيسي لتطرحها على طاولة النقاش بالمجلس وهنا أفادت السيدة محرزية بأن المجلس بصدد التفكير في ايجاد حلول مناسبة مثل نظام الحصة الواحدة أو تقسيم الأسبوع بطريقة أخرى. إعادة الاعتبار للمرأة
اقترح السيد نورالدين العبيدي إعادة الاعتبار للمرأة التي عانت من ظلم واستبداد النظام السابق فقد سلطت عليها قوانين جائرة فهناك منهن من قاسين من عذاب السجون ومازلن إلى حد هذه الساعة يعانين من مخلفات كل ذلك خاصة في الجهات الداخلية وذلك بالعمل على استرداد حقوقهن وإدماجهن في الحقل المهني رغم تجاوزهن السن القانونية للوظيفة العمومية.أما السيد مقداد الماجري صحفي وإعلامي بإحدى القنوات التلفزية فقد تعرض إلى تجاوزات بعض المؤسسات الإعلامية بكافة أنواعها وطالب بإصدار مرسوم يحفظ كرامة المرأة وجسدها وعدم المس بعرض النساء مهما كانت الأسباب مع مقاضاة الإعلام بصفة عامة كلما تناول المس من كرامة المرأة والنيل من جسدها وعدم توظيفها توظيفا سيئا وأما بخصوص الردود فقد اعتبرت المحاضرة محرزية العبيدي أن جل تدخلات الحضور هي عبارة عن مجموعة من التوصيات الهامة التي ستعمل جاهدة على إبلاغها إلى المجلس التأسيسي بكل أمانة والعمل على إيجاد الحلول المناسبة لها.