من جديد يجد المنتخب الوطني التونسي نفسه في تحد جديد من أجل تجديد العهد مع المونديال الذي تغيب عن نسخته الماضية بعد مشاركة مستمرة في الدورات الثلاث التي سبقتها ( فرنسا 1998، كوريا اليابان 2002 وألمانيا 2006).حيث يلاقي غدا على أرضية ملعب رادس وانطلاقا من الساعة السابعة وخمس وأربعين دقيقة زملاء عصام جمعة منتخب الرأس الأخضر والغاية هي إدراك المرحلة الختامية من التصفيات المؤهلة للمونديال والذي سيقام على الأراضي البرازيلية في صائفة العام القادم. المنتخب الوطني الذي يتصدر المجموعة الثانية برصيد 11 نقطة على بعد نقطتين عن منافس الغد ، يكفيه التعادل لضمان المرور لباراج المونديال ولكن غياب الفوز على النسور منذ لقاء السيراليون في الجولة الثالثة ذهابا يجعل معلول وكتيبته أمام حتمية تحقيق الفوز مع تقديم أداء جيد يخفف من حدة النقد الموجه لربان المنتخب ويعطي رسالة واضحة وقوية لمنافسيه في الدور الحاسم مفادها أننا عازمون على الذهاب للمونديال. وعلى الرغم من أن منتخب «الكاب فاردي» قد تطور أداؤه بشكل لافت في الفترة الأخيرة فإن المنتخب الوطني يملك كل الأسلحة لتحقيق الفوز خاصة وانه سيخوض المباراة مدعوما بتشجيعات جماهيره التي ستكون حاضرة بعد أن رفعت وزارة الداخلية الحظر عنها وسمحت بدخول ثلاثين ألف مناصر. ولئن أبدى المدرب الوطني نبيل معلول تخوفه من إمكانية عدم مشاركة يوسف المساكني وعصام جمعة اللذين أحسا ببعض الأوجاع في حصة أول امس فإنه يملك الحلول البديلة بتواجد كل من أنيس بن حتيرة وسامي العلاقي مع إمكانية الإستعانة بخدمات زهير الذوادي وإدريس المحيرصي. من جانبه سيكون منتخب الرأس الأخضر أمام خيار وحيد وهو الفوز للمرور للدور الحاسم وبالتالي فإنه سيخوض مباراة هجومية بحثا عن الوصول إلى مرمى المنتخب وهو ما قد يخلق مساحات كبيرة في دفاعاته بإمكان زملاء التراوي إستغلالها. المواجهة الثانية عبر التاريخ مع الرأس الأخضر ستكون فرصة جديدة للمدرب نبيل معلول للتصالح مع الجماهير الغاضبة على أداء النسور في الفترة الأخيرة ولإستعادة ثقة سلطة الإشراف والجامعة التونسية لكرة القدم التي لم تسلم بدورها من سهام المدرب السابق للترجي.فهل سيخرج معلول مرفوع الرأس من هذه المواجهة وهذا ما نتمناه طبعا؟أم أنه سيترك السباق مبكرا ويترك معه منصبه على رأس المنتخب؟الإجابة لن تتأخر كثيرا فالحسم سيكون الليلة على أرضية ملعب رادس. البرنامج (س 19:45 ) المنتخب الوطني – منتخب الرأس الأخضر تحكيم الغمبي باكاري قاساما خالد الطرابلسي رأي فني : «فريد بن بلقاسم» تونس اقوى على جميع المستويات مباراة حاسمة تلك التي يخوضها منتخبنا الوطني ضد منتخب «الكاب فاردي» والتي سيكون رهانها المرور للدور الحاسم من التصفيات الإفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل.ولتسليط الضوء على هذه المواجهة استضفنا في ركن رأي فني أحد الفاعلين في الإنتصار الذي حققه المنتخب في مباراة الذهاب ونعني المدرب فريد بن بلقاسم الذي كان وقتها مساعد المدرب سامي الطرابلسي فكان رأيه كالاَتي: في حديثه عن منافس المنتخب الوطني أكد مدرب الهمهاما أن منتخب الكاب فاردي يعد واحدا من أقوى منتخبات المجموعة الثانية حيث يمتلك فريقا متناسقا ودفاعا صلبا ويحذق جيدا إعتماد الهجمة المرتدة مشيرا إلى أن أداءه تطور كثيرا مقارنة بلقاء الذهاب حيث شكل مفاجأة النسخة الماضية من مسابقة كأس إفريقيا للأمم ونجح في إزاحة المنتخب المغربي ومر إلى الدور الثاني ولكن ورغم كل هذا فإنه يبقى عاجزا عن إيقاف المنتخب الوطني الذي يبقى الأقرب للخروج بنقاط المباراة حيث أن منتخبنا يفوق منافسه في جميع المستويات فنيا، تكتيكيا وبدنيا وبالتالي فإن ورقة التأهل لن تفلت من أيدي أبناء معلول. وفي ما يتعلق بالمنتخب الوطني أكد فريد بن بلقاسم أن المنتخب الوطني لم يتغير كثيرا مقارنة بالفترة التي كان يشرف فيها رفقة الطرابلسي على حظوظه حيث حافظ الإطار الفني الجديد على نفس الهيكل تقريبا والمجموعة الحالية ورغم بعض الهنات على مستوى الأداء والبناء الهجومي فإنها تبقى قادرة على تجاوز الرأس الأخضر الذي يعد من خيرة المنتخبات الإفريقية الصاعدة في هذا الفترة. وأكد بن بلقاسم أن المباراة وعلى عكس ما يريد البعض ترويجه جاءت في وقتها وأن التعلل بنقص اللياقة البدنية للاعبين نتيجة تأخر إنطلاقة البطولة هي تعلة واهية فأغلبية المجموعة تنتمي للفرق التي تشارك في الكؤوس الإفريقية وهذا ما يجعلني متأكدا أنّ المنتخب سيكون في أفضل حالاته في مباراة الليلة. وختم بن بلقاسم كلامه بأن ورقة الترشح ستكون من نصيب المنتخب الوطني الذي يتفوق على منافسه على جميع المستويات ولكن الحذر يبقى واجبا حتى نكون في مأمن من كل مفاجأة غير سارة.
عبر التاريخ لأول مرة يحل بيننا في تونس منتخب الرأس الاخضر لخوض مباراة رسمية بعدما كانت له مصافحة وهزيمة في المباراة الاولى في مدينة «برايا» في جوان 2012 (1/2) مجموعة معلول مطالبة باعادة سيناريو لقاء الذهاب في هذه التصفيات لكأس العالم 2014 وفي اخر جولة من المرحلة الاولى قبل الدخول الى مرحلة الباراج ولهذا فان الحذر يبقى واجبا في مثل هذه المباريات المجهولة المصير على الرغم من ان التعادل يكفي منتخبنا للمرور الى المرحلة النهائية واللعب 180 دقيقة اخرى مع احد المنافسين اصحاب المراتب الاولى في بقية المجموعات من اجل بطاقة البرازيل 2014. ونذكّر بالتشكيلة التي خاضت لقاء الذهاب وفازت (2/1) هدفان لصابر خليفة وعصام جمعة تحت قيادة المدرب سامي الطرابلسي المثلوثي البوسعايدي شمام الجمل الهيشري التراوي شادي الهمامي أنيس بن حتيرة (وسام يحيى) الحرباوي (بوعزّي) صابر خليفة جمعة. نجد خمسة لاعبين فقط من هذه التشكيلة متواجدين حاليا في المجموعة التي وجه إليها معلول الدعوة للقاء هذه الليلة: المثلوثي شمام والتراوي وعصام جمعة بن حتيرة المهم ان يتوفق الجميع في صنع اللعب والفرجة والفوز.