كنت في غاية التعب ارتميت على الفراش. كان النوم يداعب أجفاني الكسلى، لكني كنت أشعر بضرب من الانهيار ووجع شديد يدبّ في الجسد. لم أكن أشكو من مرض أو نصب أو أدنى أعراض مريبة... وإنّما هو الإجهاد المحض، كنت – حقا – أشتاق إلى ذلك النوم الهائل الذي ينهار (...)
كانت الشمس نبعا فضيا يمطر المدينة، والأغنية العذبة المحزنة التي تموج في أوجه هدّها الإعياء، تبعث في داخلي دفئا متواصلا. وكأس الشاي على الطاولة، أرمقها بإمعان وأغوص فيها حتى الأعماق. وأحملها بيد مرتعشة لأرشف جرعة، والتفت إلى المدينة أبحر فيها من على (...)