ارتفاع ميزانية وزارة الدفاع الوطني ب 13 بالمائة    عاجل: المحامية دليلة مصدّق تكشف آخر مستجدات الوضع الصحي لشقيقها جوهر بن مبارك..    QNB تونس يفتتح أول فرع أوائل QNB في صفاقس    على خلفية أحداث الدربي.. المكتب الجامعي يعقد إجتماعا عاجلا مع الحيمودي ومساعديه    عاجل : الشرطة الجبائية بتونس تصعّد مراقبة ''البواتات''...شوفوا التفاصيل    عاجل/ سقوط سقف إحدى قاعات التدريس بمعهد: نائب بالمجلس المحلّي بفرنانة يفجرها ويكشف..    نابل: توافد حوالي 820 ألف سائح على جهة نابل - الحمامات منذ بداية السنة الحالية    سليانة: نشر مابين 2000 و3000 دعسوقة مكسيكية لمكافحة الحشرة القرمزية    عاجل: ميناء سوسة يفتّح أبوابه ل200 سائح من رحلة بحرية بريطانية!    وفاة نجم ''تيك توك'' أمريكي شهير    عشرات الضحايا في تفجير يضرب قرب مجمع المحاكم في إسلام آباد    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على ضرب خطوط التهريب وأماكن إدخالها إلى البلاد    بطولة الماسترس للتنس: فوز الأمريكي فريتز على الإيطالي موزيتي    معتز الزمزمي وبلال العيفة يتضامنان مع يوسف بلايلي    عاجل: منخفض جوي ''ناضج'' في هذه البلاد العربية    عاجل: رزنامة المراقبة المستمرة للثلاثي الأول    تصريحات صادمة لمؤثرة عربية حول زواجها بداعية مصري    عاجل : تحرك أمني بعد تلاوة آيات قرآنية عن فرعون بالمتحف الكبير بمصر    عاجل: معهد صالح عزيز يعيد تشغيل جهاز الليزر بعد خمس سنوات    أقراص طبية لإطالة العمر حتى 150 عام...شنوا حكايتها ؟    عاجل/ وزارة الصناعة والمناجم والطاقة تنتدب..    تصفيات المونديال: منتخب بلجيكا يفقد خدمات أبرز ركائزه في مواجهتي كازاخستان وليشتنشتاين    المنتخب التونسي يفتتح الأربعاء سلسلة ودياته بمواجهة موريتانيا استعدادًا للاستحقاقين العربي والإفريقي    بعد أكثر من 12 عاما من إغلاقها.. السفارة السورية تعود إلى العمل بواشنطن    مدينة العلوم تنظم يوم السبت 22 نوفمبر يوم الاستكشافات تحت شعار "العلوم متاحة للجميع"    الكحة ''الشايحة'' قد تكون إنذار مبكر لمشاكل خطيرة    ثورة في علاج العقم.. اكتشاف دور جديد للحيوانات المنوية في تطور الأجنة    عاجل: اضطراب وانقطاع المياه في هذه الجهة ..ال sonede توّضح    وزير الداخلية: الوحدات الأمنية تعمل على تأمين الشريطين الحدوديين البري والبحري    طقس اليوم: الحرارة في ارتفاع طفيف    عاجل/ وزير الداخلية يفجرها ويكشف عن عملية أمنية هامة..    حاجة تستعملها ديما...سبب كبير في ارتفاع فاتورة الضوء    عاجل: حبس الفنان المصري سعد الصغير وآخرين..وهذه التفاصيل    المنتخب التونسي لكرة السلة يتحول الى تركيا لاجراء تربص باسبوعين منقوصا من زياد الشنوفي وواصف المثناني بداعي الاصابة    عاجل: هذا ما حكمت به الفيفا بين الترجي ومدربه الروماني السابق    الدكتور ذاكر لهيذب: '' كتبت التدوينة على البلايلي وساس وقلت يلزم يرتاحوا ما كنتش نستنقص من الفريق المنافس''    نقص في الحليب و الزبدة : نقابة الفلاحين تكشف للتوانسة هذه المعطيات    النقابة التونسية لأطباء القطاع الخاص تنظم يومي 13 و14 ديسمبر القادم فعاليات الدورة 19 لأيام الطب الخاص بالمهدية    ياخي الشتاء بدا يقرّب؟ شوف شنوّة يقول المعهد الوطني للرصد الجوي!    الكنيست الإسرائيلي يصادق على مشروع قانون إعدام الأسرى الفلسطينيين في القراءة الأولى    مجلس الشيوخ الأمريكي يقرّ مشروع قانون لإنهاء الإغلاق الحكومي    وزير السياحة يبحث مع نظيرته الإيطالية سبل تطوير التعاون الثنائي في المجال السياحي    العراق ينتخب.. ماذا سيحدث من يوم الاقتراع لإعلان النتائج؟    ترامب: أنا على وفاق مع الرئيس السوري وسنفعل كل ما بوسعنا لجعل سوريا ناجحة    الدكتور صالح باجية (نفطة) .. باحث ومفكر حمل مشعل الفكر والمعرفة    المهرجان العالمي للخبز ..فتح باب الترشّح لمسابقة «أفضل خباز في تونس 2025»    جندوبة: تتويج المدرسة الابتدائية ريغة بالجائزة الوطنية للعمل المتميّز في المقاربة التربوية    صدور العدد الجديد لنشرية "فتاوي تونسية" عن ديوان الإفتاء    قابس: تنظيم أيام صناعة المحتوى الرقمي من 14 الى 16 نوفمبر    بنزرت: إنتشال 5 جثث لفضتها الأمواج في عدد من شواطئ بنزرت الجنوبية    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي: كافية الراجحي تتحصل على جائزة البحث العلمي وعملان تونسيان ضمن المُسابقات الرسمية    عاجل/تنبيه.. تحوير جزئي لمسلك خطي الحافلة رقم 104 و 30..وهذه التفاصيل..    عاجل/ نشرة تحذيرية للرصد الجوي..وهذه التفاصيل..    شنيا الحاجات الي لازمك تعملهم بعد ال 40    محمد صبحي يتعرض لوعكة صحية مفاجئة ويُنقل للمستشفى    رواج لافت للمسلسلات المنتجة بالذكاء الاصطناعي في الصين    رحيل رائد ''الإعجاز العلمي'' في القرآن الشيخ زغلول النجار    أولا وأخيرا .. قصة الهدهد والبقر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مع سعادة المدير العام للمنظمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم الدكتور محمد ولد أعمر
نشر في أوتار يوم 28 - 12 - 2020

شهدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم في عهده نشاطا حثيثا و متنوعا منذ توليه منصب المدير العام منذ أكثر من سنة و قد انتظمت عديد التظاهرات و نقصد به الدكتور محمد ولد أعمر الموريتاني الأصل العربي النزعة فهو متحصل على دكتوراه دولة في الإقتصاد من الجامعة الجزائرية و الماجستير في الإقتصاد و دبلوم الدراسات الجامعية العليا من جامعة القاهرة…
احتل عدة مناصب عليا في بلده موريتانيا حيث شغل منصب وزير التربية والتعليم سنة 2008 و وزير الثقافة إلى جانب خطة مدير في عدة مؤسسات دولة في موريتانيا…
اليوم وهو على رأس الالكسو و رغم جائحة كورونا فإن أروقة المنظمة و قاعاتها تشهد أنشطة حثيثة و ندوات مسترسلة عبر منصات و وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة ..و في تحد كبير للوضع الوبائي الذي يشهده العالم و منه العالم العربي نظمت الالكسو الدورة الثانية لأولمبياد الرياضيات العربي بمشاركة طلاب وطالبات من اربع عشرة دولة إيمانا بأهمية العلم و المعرفة للأجيال الصاعدة و قد انتظم بالمناسبة حفل بهيج في مقر المنظمة أعلن فيه عن النتائج و تتويج الفائزين … أوتار التقت معالي المدير العام لمنظمة الألكسو و كان لنا معه الحوار التالي …
*الدكتور محمد ولد أعمر : بالطموح و المثابرة نتجاوزالامكانات المتاحة للنهوض بالإنسان العربي
*وضعنا كل الضمانات و الإجراءات اللازمة لنزاهة أولمبياد الرياضيات العربي هذا الموسم
*سنتابع الفائزين في الأولمبياد و نحيط بهم
1 – سعادة المدير العام للمنظمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم مرحبا بكم ضيفا مبجلا على مجلة أوتار، تنظم المنظّمة حدثا علميا كبيرا هذا الأسبوع وهو أولمبياد الرياضيات العربي لو تقدم لنا التظاهرة أكثر وما هو الهدف من تنظيمها ؟
شكرا جزيلا على هذه الاستضافة،
بداية أريد أن أنوّه إلى أنّ أولمبياد الرياضيات العربي يندرج ضمن اختيارات الألكسو التي رسمت ملامحها الخطّة الاستراتيجية للمنظّمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم 2017-2022 التي اعتمدتها الدول العربية ، وما انبثق عنها من برامج وأنشطة خلال هذه السنوات .
وكان الهدف منها تعزيز مجالات التّواصل بين الطلبة العرب وتنمية روح التميّز والإبداع والموهبة والثقة بالنفس ونشر ثقافة الرياضيات والعناية بتطوير مناهجها والارتقاء بطرائق تدريسها وتوحيد مناهجها.
وقد نفّذت الألكسو الدورة الأولى من هذه المسابقة التربوية والعلمية خلال الفترة 25-29 نوفمبر 2018 بالتعاون مع المملكة العربيّة السعودية بمدينة جدّة وبالشراكة مع مكتب التربية العربي لدول الخليج، وكانت دورة ناجحة بامتياز على كلّ المستويات.
ونفّذت هذا العام 2020، الدورة الثانية "عن بُعد" من خلال تقنيات الاتصال المرئي والمسموع بالتعاون مع جمهورية مصر العربة، ومكتب التربية العربي لدول الخليج ، وشارك فيها طلاّب من 13 دولة عربية. وكانت دورة اسثنائية بكل المقاييس وناجحة بامتياز خاصّة وأنها الدورة الأولى التي تعقد "عن بعد"، وامتدّت على مدى ستّة أيام ابتداءً من يوم 21 إلى غاية 26 ديسمبر 0202.
2 – ألا ترون أنّ تنظيم مثل هذه الأولمبياد في هذه الظروف مخاطرة و تحدّيا كبيرين ؟.
نعم هناك تحدّيات كبيرة ومخاطر عديدة، من أبرزها تنفيذ المسابقة "عن بعد" بسبب الظروف التي فرضتها جائحة كورونا. ولكن إرادة التّحدّي وإيمان الألكسو بأطرها التربوية والتعليمية وقدرة الفريق العلمي الذي اختارته للتعاون معها في تنفيذ هذه المسابقة وتعاون جمهورية مصر العربيّة والدول العربيّة والشراكة الاستراتيجية مع مكتب التربية العربي لدول الخليج تمّ تحويل المخاطر إلى فرص ثمينة بأن ننفّذ الأولمبياد العربي بجدارة واقتدار في دورتها الثانية. وكما يعلم الجميع بأنّ أيّ عمل عرضة للتحدّيات والمخاطر، ولكن قدرة المؤسّسة على التخطيط الجيّد والتفكير الواعي وتأمين المسائل المناسبة يمكن أن تحصّن هذا العمل أو ذلك من تلك المخاطر وتساعد في ضمان نجاحه. ونحن بفضل الله وحمده تمكّنا من الأخذ بأسباب النّجاح.
3 – ماهي الضمانات حتّى تكون نتائج الأولمبياد نزيهة وصحيحة؟
الضمان الأول في كل عمل هو ضمير الإنسان الضمير المهني، وكما يقول الشاعر العراقي مهدي الجواهري في إحدى قصائده : " مَن لمْ يَخفْ حُكمَ الضمير… فَمِنْ سِواهُ لن يخافا". ولكن من أجل توفير البيئة المناسبة ليبقى حكم الضمير مناسبًا رسمنا الحدود المطلوبة للعمل ووضعنا الأدوات والقواعد الإجرائية الضابطة البنية التقنية اللازمة لكلّ ذلك ( كاميرات- انترنت- لجان مراقبة) بحيث لا يغيب عن تلك المراقبة أيّ أحد من كلّ المنخرطين بالمسابقة ثمّ أنّ ثقتنا كبيرة بدولنا العربية ولجانها المختصّة التي لم تبخل علينا بالعون والمساندة. والحمد لله تمّت الإجراءات بكل شفافيّة ونزاهة.
4 – ألا تخشون من التشكيك في النتائج من قبل البعض ؟.
كما أشرت في الإجابة على السؤال الأسبق فإنّنا لم نترك مجالاً للشّك في النتائج بسبب الوضوح في اللّوائح ودقّة التنظيم والتزام الشفافية والتحسّب لكل شيء والصرامة في الإجراءات خاصّة وأنّنا استفدنا من تجربة تنفيذ أولمبياد الرياضيات العالمي الذي جرى عن بعد خلال شهر سبتمبر الماضي أيضًا. ولا نظنّ بأنّ أحدًا يملك بعد ذلك سببًا للتّشكيك في النتائج.
5 – بعد الإعلان عن النتائج هل هناك استراتيجية لمتابعة الفائزين – وحتىّ المشاركين باعتبارهم من النخبة. والإحاطة بهم لمواصلة مشوارهم في هذا المجال في بلدانهم وجامعاتهم من حيث البحوث وعلم الرياضيات؟.
من الأهمّية بمكان متابعة حياة الفائزين العلمية ومسيرتهم الدراسية وتقديم العون والدّعم المناسب لهم ومساعدتهم وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم وتنميّة إبداعاتهم. ولكن هذه المسألة تتنزّل ضمن مهامّ الدول العربيّة وسياساتها وليست من مشمولات الألكسو في الوقت الحاضر.
إنّ الألكسو تقف باحترام عند بوابة السيادة الوطنية لكلّ دولة ولا تتدخّل في سياستها التعليمية وتوجّهاتها والإحاطة بطلاّبها لمواصلة مشوارهم في هذا المجال في بلدانهم وجامعاتهم من حيث البحوث وعلوم الرياضيات.
ولكن هذا يدفعنا إلى التفكير في إنشاء شبكة لمتفوّقي أولمبياد الألكسو من أجل التواصل معهم عبر تلك الشبكة وبالتنسيق مع اللجان الوطنية العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم. لتكون هذه الشبكة بوّابة للتّواصل بيننا وبينهم للتعرّف على مسيرتهم المستقبلية .
6 – هل هناك خطّة عمل مستقبلية أنجع حتى يشارك أكبر عدد ممكن من البلدان العربيّة في أولمبياد الرياضيات العربي السنوات المقبلة ؟.
في سياق رسالة الألكسو واهتماماتها، وطبقا للغايات المرسومة لتنفيذ تظاهرة مسابقات أولمبياد الرياضيات العربي الهادفة إلى إرساء ثقافة الرياضيات لدى الطلاب في الدول العربيّة وتعزيز مجالات التّواصل بينهم وتنمية روح التميّز والابداع فإنّ الألكسو تسعى إلى مشاركة جميع الدول العربيّة في هذه المسابقة. وستعمل الألكسو من خلال برامجها المستقبلية على تعزيز هذا النشاط بتنفيذ مشروعات وأنشطة أخرى تدعم العلوم الأساسية وتشجّع على ثقافة الرياضيات مثل إطلاق الدورة الأولى من "المسابقة العربية لألعاب المنطق والرياضيات" ووضع منصّة عربية للرياضيات تساعد في تقاسم التجارب والممارسات الجيّدة في تعليمها وتعلّمها في الدول العربية.
وتمنينا على اللجان الوطنية العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم منذ الدورة الأولى التي أعلنت عنها الألكسو خلال العام 2018 وكذلك الدورة الثانية 2020 بأن تشارك جميع الدول العربيّة في هذه التظاهرة من أجل تحقيق الغايات المرسومة. ولكن في الحقيقة لكل دولة عربية ظروفها وهي الوحيدة التي تقرّر مبدأ المشاركة من عدمه. ويبقى الأمل يحدونا بأن تمنح الفرصة لكلّ الدول العربيّة للمشاركة في الدورة الثالثة 2022.
7 – هل تنوي المنظّمة الزيادة في موازنة التربية و العلوم حتىّ تحقّق أكثر نجاحًا في هذا المجال؟
الأمر لا يتعلّق بنوايا الألكسو وتمنياتها لأّن موازنة المنظّمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم ترسم حدودها المرجعيات التشريعية (المجلس التنفيذي والمؤتمر العام والمجلس الاقتصادي والاجتماعي).
ونحن بالطبع نأمل أن تكون الموازنة أكبر ممّا هو مخصّص اليوم لأنّ ذلك يعطينا مساحة أكبر في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى الأكثر جدوى وفائدة للدول العربيّة، ويمنحنا كذلك القدرة على اختيار الموارد البشرية الأفضل ذات الكفاءات عالية المستوى تربويا وعلميًّا. ولكن نحن اليوم قدراتنا موظّفة لإنجاز المطلوب منّا في حدود الإمكانات المتاحة وبالجودة المرجوّة، خاصّة في ظل تفشّي جائحة كوفيد 19، فقد تمّ تنفيذ عديد المبادرات الرائدة لفائدة الدول العربيّة رغم الظروف الاستثنائية.
فقد تمّ تنفيذ عشرات الدورات والورشات لتعزيز القدرات الوطنية في مجالات اختصاص المنظّمة وتوفير منصّات وموارد تعليميّة لفائدة الدول ذات الاحتياجات الخاصة من خلال استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.
ومن أبرز هذه التحديات تنظيم الأولمبياد العربي للرياضيات الدورة الثانية "عن بُعد"، و التي كانت نتائجها جيّدة.
8 – هذا يجرنا سيادة المدير العام إلى الحديث عن البرامج المستقبلية في جانب العلوم لمنظمة عربية عتيدة مثل الألكسو، لو تعطينا فكرة عن ذلك؟.
المنظّمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم، منذ نشأتها في عام 1970، تشتغل ضمن خطط واستراتيجيات ترصد الواقع وتستشرف المستقبل، وتقترح البرامج والأنشطة في إطار تخطيط واعي ووفقا لاحتياجات الدول العربيّة وأولوياتها فكانت الاستراتيجية العربيّة للتربيّة 1978 والخطّة طويلة المدى 1982-1998 والخطط متوسطة المدى وخطّة العمل المستقبلية 2011-2016 والخطة الاستراتيجية للمنظمة 2017-2022 التي ستستكمل الشريحة الثالثة والأخيرة خلال عامي 2021-2022 . وخلال الوقت الراهن أعدّت الألكسو مشروع خطة العمل المستقبلية 2023-2028، وأرسلت هذه الوثيقة إلى الدول العربيّة لإثرائها وتقديم الملاحظات تمهيدا لاستكمال بنائها وعرضها على المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للاعتماد. ولأوّل مرّة تمكّنت المنظّمة من بناء خطّتها الاستراتيجية بجهودها الذاتية بكفاءات موظّفيها تشخيصًا وتقديرًا واستشرافًا وتصميمًا.
9 – مضت أكثر من خمسين سنة على تأسيس المنظّمة فيها إيجابيات وفيها غير ذلك ، فما هي الخطط المقبلة للخمسينية القادمة لمساعدة الأجيال العربيّة الصاعدة على النهل من المعارف العلوم بالتعليم الجيّد والتربية السليمة والثقافة العربيّة الأصيلة ؟
كما أشرت سابقا فإنّ تركيزنا يتمّ في هذه الفترة على بناء الخطة المستقبلية للأعوام 2023-2028 ونحرص من خلالها على الاستجابة لطلبات الدول العربية ومراعاة المتغيرات الكونية في حقل اختصاصنا والاعتماد على التّشخيص والرصد في رسم البرامج والأنشطة ومراعاة المرونة في التعديل والاستجابة والإضافة لما هو جديد ومستقبلي.
10 – هل ترون أنّ المنظّمة إلى حدّ الساعة قامت بدورها في مساعدة الأجيال العربيّة الشابة من الخليج إلى المحيط وعلى تكوين الإنسان العربي المثقّف والمتعلّم فعليا ؟.
ليس يسيرا على الإنسان تقييم ذاته ربّما لأنّه يقع في محظور الذاتيّة و تجنّب الموضوعية ولكن تقارير الإنجاز التي تنفّذها الألكسو وقرارات المجالس التشريعية والمرجعيات القومية تشير إلى أنّنا نسير في الطّريق الذي رسم والخطط التي صمّمت، وما اجتهدت به أطر الألكسو، ولكن لا بدّ أن نبيّن أمرا ألا وهو أنّ عمل الألكسو يرتكز على الإنسان العربي .
وهذا العمل يتطلّب زمنًا طويلاً في البناء وقياس الأثر خاصة وأن الدول العربيّة مسؤوليتها مباشرة وأكيدة في ها المجال.
وقد عملت الألكسو بما توفّر لديها من إمكانيات ماديّة وبشريّة على تحقيق الغاية الأولى من إنشائها الواردة في المادّة الأولى من دستورها وهي (تحقيق الوحدة الثقافية بين أرجاء الوطن العربي عن طريق التربية والثقافة والعلوم).
11 – ككلّ هيكل عربي هناك بعض المعوقات تحول دون تحقيق النتائج المرجوّة، فما هي معوقات الألكسو إن وجدت؟.
من نواميس الكون وأسرار الحياة أنّ العمل الإنساني يجري نحو التطوير والتحسين والارتقاء والتّجديد وتكون أمامه صعوبات ومعوّقات تحول بين الإنسان وذلك الهدف وتلك الغاية. ولكنّ فكرة البقاء وحبّ الاستمرار والرغبة في التجديد تولّد في الإنسان قدرة على تحدّي تلك الصعوبات أو الموانع، فلا يمكن إنكار تلك المعوّقات إذا أردنا أن نكون موضوعيين في حديثنا وتقييمنا لأنّ الاعتراف يمثّل جزءًا من الحلّ ومواجهة التحدّي.
ويأتي على رأس تلك المعوّقات التّمويل فالكلّ بات يعرف ذلك ويعاني منه على مستوى المؤسّسات والدول والمنظّمات، ولكن نحن نحاول أن نخفّف من وطأة هذا الوضع بالتّعويل على قدرات أطر المنظّمة وجهودهم في إنجاز المطلوب بأقلّ التكاليف وأنجع الوسائل، وفي هذا التوجّه نحن ماضون ، كما نقوم بعقد شراكات جديدة وندعم أخرى مع المنظّمات أو المؤسّسات التي تتقاطع مهامّها مع مجالات عمل المنظّمة لتنفيذ أنشطة مشتركة وبتمويل مشترك كذلك.
12 – ماذا تقولون في الختام ؟
إضافة إلى ما أشرنا إليه من جهود وأعمال قامت بها المنظّمة العربيّة للتربيّة والثقافة والعلوم، فإنّه لابدّ من التنويه بما تقوم به الألكسو هذه الأيّام والمتمثّل بإعداد مبادرة لفائدة الدول ذات الاحتياجات الخاصة (الصومال، جيبوتي، جزر القمر) وتشمل أربعة برامج كبرى لتطوير كفاءات أطرها التربوية والتعليمية والثقافية والعلمية، والارتقاء بإعداد مدرسي اللّغة العربيّة للناطقين بها وبغيرها والمساعدة في تشكيل فرق وطنيّة في المجالات المذكورة تسمح في تحقيق التنمية المجتمعية في تلك الدّول.
وفي الختام نؤكّد أنّنا نعمل بكلّ ما أوتينا من قوّة وعزيمة وإرادة على مواصلة العمل لتمكين دولنا العربيّة من الاستفادة من أنشطة وكفاءات المنظّمة كبيت خبرة عربي.
وفي الختام، أشكركم على إتاحة هذه الفرصة لتوضيح جانب عن مهامّ المنظّمة ودورها في خدمة الإنسان في دولنا وأمّتنا العربيّة تربويًا وثقافيًا وعلميًا.
وبمناسبة حلول السنة الجديدة 2021، أغتنم هذه الفرصة لأتوجّه إلى قادة دولنا وشعوبنا العربيّة بالتهنئة الخالصة متمنّيا للجميع دوام الصحّة والهناء، وأدعو الله عزّ وجلّ أن يرفع هذا الوباء ويحقّق للإنسانية الرخاء إنه لسميع مجيب.
وإلى اللقاء في مناسبة أخرى. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.