حصري لأوتار حين اندلقت الألوان هذا الصباح انتشر الأحمر والأخضر والأصفر على الأرض..كان كل الرائحين والغادين يدوسونها ثم يتركون آثاراً لأقدامهم مشبعة بلوحات تشكيلية لم تكن في الحسبان.. حين حاولت تتبع تلك الأقدام وإلى أين تذهب لم أستطع فقد انطلقت كلها من نقطة واحدة على الأرضية وانتشرت في جميع الاتجاهات بلا تمييز..لبست حذائي الرياضي وقررت أن أفعل مثلما فعلوا..دست في بقع الألوان وبحثت عن معرض للوحاتي التشكيلية المنتظرة لكني لم أجد خطاً واحداً فارغاً من الأرض أعلق عليه لوحاتي..اضطررت لأن أدوس اللوحات الأخرى لأصل إلى المساحة الفارغة البعيدة..عندما وصلت إليها.. كان الحذاء قد جف ولم يعد يترك أثراً...حاولت أن ابحث عن لوحاتي الخاصة وسط اللوحات المبعثرة في الارض بلاجدوى.. لم أشعر بنفسي ..ركضت إلى الحمام..ملأت دلواً بالماء والصابون...دقائق واكتسى المكان كله بالبياض