أنا الشّمس، لقد عتّقت الآن انواري! ذاك الظّلام الجاثم على هامة الأرض..، بأشعّتي قد نسّفته، كسّر القيْد النهار العصافير كلّها من خوفها انعتقت... أطلقت شدوها لحنا ماردًا جهْوريا!.، كلّ السّجوف قد انزاحت، لقد طلع على الدنيا الصّباحُ، فلتصدحوا أيها العشّاق، إنّ الصّداح مباحُ! جدارية 2 أنا الهواء الطّلق، سأطلق الغيم من حبْسه. فى المدى،،، خراجُهُ سوف ينثرْ! وهذي السّماء..، سأطلق العنان لها، لكي تُمطرْ! الأرض قد نهضت: في خصبِها ترفل. ستذهب الآن شوطا،،، نحو ربيعها المزهرْ! جدارية 3 في هذه الأرض... لما أفاض الصّبح أنواره عبر مداها، استيقظ في مواطنها الثّرى: في الحقول... وفي السّهوب، كلّ الأقحوان تجمّع في مظاهرة، والجلّنار قد هبّ لانتفاضته: يجتاز والياسمين، باحات هذي الشّوارعْ.!. جدارية 4 الشّوارع، وحطّمت صمتها... صرخت فيها الجموع رياحا تمعن في الهبوب،،، في صورها نفختْ، ضجّت بزلزالها الأرض فاندلعت في مدائنها قيامهْ! جدارية 5 الجدران... تلك التي تكتسي بياضها كان صامتا دهرا..، صامتا، لا يعبّرْ! والشّارع الذي كان حذاءها يمشي شريدا... كان مقموعا، مكبّلْ! ............................ لما نهض للهبوب الصّباحْ. والافق قد فتح تباشير أنواره للصّداح، كلّها الجدران قد التحمتْ في جدرايّة.. الجدارية باحرفها صرخت. عفويّة خطّت تلاحينها: جدارية 6 أوّل الايقاع كان: »أحبّك يا شعب!...« 1❊ تتالى على إثره الوقع... توتّر ثمّ زمْجرْ: »إذا الشعب يوما اراد الحياة فلابدّ ان يتسجيب القدرْ« 2❊ »لا خوف بعد اليوم« 3❊ »الشعب التونسي اليوم حرْ عاشت تونس الحرّة 4❊ 1❊: قولة للزّعيم فرحات حشّاد. 2❊: من قصيد: ارادة الحياة لابي القاسم الشابي. 3❊: شريط سينيمائي حول الثّورة بالعنوان المذكور، 4❊، 5: من جملة ما قاله الاستاذ عبد الناصر العويني الذي خرج ليلا والحالة طوارئ ليلة 14 جانفي وهو ينادي بأعلى صوته مردّدا تلك الكلمات بعد ان اعلن عن هروب بن علي الرئيس المخلوع. جدارية 7 في البيت، كلّها الاشياء مبعثرةٌ: هذا الوجود... يتشظى داخل كينونة فقدت موازينها، ونجوم خارج الضّوء تسبح في مدار مظلم، وطيور... ضيّعت صوتها، وأخرى في الشّتات تلملم ايقاع شدْوها كي تؤسّسه،، والثّرى... الثّرى في هذه الارض يستغيث من ظمإٍ قد طفا: ............................ جدارية 8 المدينة اليوم ألوان: لون... في اليمين، لون... في اليسار. والوسط تيهٌ ما بين ليل ونهار! والشّعب الكريم الطّيب، في أمره حائرٌ يبحث عن مدخل في... هذي المتاههْ! ........................ جدارية 9 لابدّ من ريح... بغبار الطّلع تهبٌ لتأثيث هذي العناصرْ! وحدها روح الشّّهيد، حين تنزرع في دماء الشّباب، مشحونة بالإباء! وحدها... تصنع ميقاتها لميلاد بعث جديد! جدارية 10 الطّاغوت قد سقط، وتونس اليوم تستعيد خضرتها التي نُهِبُتْ والعناصر المبعثرة في مدائنها، تعيد اليوم ترتيب فوضاها! ستُحضر للضّوء... أشواقه في قلوب العاشقين!...، يعيدون تأثيث قصيدتها!