من تونس إلى عابدان…رحلة الاستكشاف والشعر (مهرجان الشعر والسلام –عابدان –ايران ) الرحلة إلى عابدان رحلة صعبة وشاقة كالرحلة إلى قمر بعيد لا نعرف عنه إلا اليسير الذي لا يطفئ الظمأ …رحلة استغرقت ثمان وعشرين ساعة بين الترقّب والطيران غادرنا تونس فجرا ووصلنا إلى محجّة الشعر والصفاء صباحا وأكوام من الأسئلة تتردّد بيننا وبين أنفسنا.."هل يستحقّ هذا المكان البعيد كل هذا الشغف؟ دخلت "عابدان "غريبة تطير بي القصائد والأمنيات ومشاعر المحبّة الصادقة التي هي ذخر كل شاعر في دنياه وغادرتها ولي في كلّ جزء فيها حكايا وأحاسيس فيّاضة يعجز اللسان عن وصفها تركت فيها أصدقاء شعراء ومترجمين وأدباء وعشّاقا مخلصين للشعر يندر وجودهم ..أرض طيبة وهادئة وأناس كرماء يشرعون قلوبهم للوافدين على ديارهم ويختصرون المسافات بابتسامة كالشهد…منذ نذرت شعري للحياة والانسان بغضّ النظر عن اختلافي معه سرت مع القصيدة جنبا لى جنب مخترقين الضيق والجمود والاحباط…الرحلة تختزلها دقات القلب ويؤرّخ لها الوجدان …محاضرات وندوات وحفلات توقيع وزيارات واستضافات ومقابلات تلفزية وصحفية واذاعية ورحلة نهرية في نهر "كارون "وجولات بالمدينة الليلية التي تفتح محلاتها مساء حيث البِشر يغمر وجوه المرحبين بنا …ألقيت كلمة في يوم الافتتاح باسم تونس التي مثّلتها أنا والشاعرة الرقيقة بسمة المرواني والشاعر أنيق الحرف محمد العربي وأكدت فيها دور الشعر في نشر السلام والحبّ والتقريب بين الشعوب كنّا حمائم سلام من تونس وعمان ولبنان وسوريا والعراق والمغرب وايران وكان المبدع المتميز جمال نصاري بوصلتنا التي بها رأينا العالم بعيون أجمل وأكثر جرأة فشكرا لكلّ الذين مهّدوا لنا السبيل كي نكون هناك انطلاقا من وزارة الثقافة التونسية وعلى رأسها السيد محمد زين العابدين وصولا الى السيد الدكتور جمال نصاري المؤسّس لهذا المهرجان "