بدأ محاولة ليصبح فعلا ثقافيا جادا.. يقتنص الابداع الذي يكتب الحياة وينتصر لمعاني الجمال في الوجود.. المهرجان الوطني للشعر الغنائي بالمدينةالجديدة.. تقليد إبداعي اختار احتضان الكلمة الشعرية المغنّاة والاحتفاء بالصورة الشعرية في أجل وأبهى مظاهرها..
مهرجان آل على نفسه منذ دورته الأولى أن يكون الحديقة الوارفة التي يستظلّ بأشجارها شعراء الأغنية بعيدا عن كل الحسابات الضيّقة واللهث وراء الربح اليسير.
على امتداد دوراته كان المهرجان الوطني للشعر الغنائي «محجّة» المبدعين من كامل أنحاء البلاد.. يقبلون على المدينةالجديدة، محمّلين بآمالهم وأحلامهم وأحاسيسهم.. ويجتمعون على امتداد ثلاثة أيام كل عام في قصر الطفولة ليتحاوروا ويتناقشوا ويتبادلوا الرأي في شأن الشعر الغنائي.. هذا في جانب وليقدموا في جانب آخر ما جادت به قرائحهم من أشعار ذات مضامين متعدّدة تحت أنظار لجنة تقييم تسند جوائزها للمتميّزين.
بنك شعري
اختار المهرجان الوطني للشعر الغنائي بالمدينةالجديدة ضمن أهدافه علاوة على تكريم رواد الأغنية والموسيقى في تونس بعث بنك شعري يكون على ذمة الباحثين عن الكلمة التي يمكن تلحينها.. لكن..
تحرّك محمود
منذ ثورة جانفي 2011 تغيّر الحال.. وأصاب المهرجان الوطني للشعر الغنائي بالمدينةالجديدة الجمود.. وكان في ذلك أكثر من دلالة عن اضمحلال منتظر.. ليطفو هذه الأيام تحرّك محمود يقوده الأستاذ مصطفى كمّون بالتعاون مع الشاعر المعروف مصطفى الطرابلسي لأجل إعادة الحياة لهذا المهرجان وفي ثوب إبداعي متطور. ولا يعتبر الأستاذ مصطفى كمّون غريبا عن هذا المهرجان على اعتبار أنه الرئيس الشرفي له على امتداد عمر التظاهرة.. اختار أن يكون بعيدا عن الأضواء.. فالرجل محبّ للثقافة.. عاشق للفعل الابداعي الجاد.. فكانت مبادرته هذه الأيام لإعادة المجد الى المهرجان انطلاقا من جلسة «لمّ الشمل» على حدّ تعبيره يجمع خلالها كل من ساهم في إرساء هذا التقليد والعمل سويا على أن يستعيد الحضور في المشهد الثقافي انطلاقا من هذا العام.
برنامج طموح
كشف الأستاذ مصطفى كمّون ل«الشروق» في لقاء معه أنه سيعمل جاهدا على إيلاء المهرجان كل ما يستحق من اهتمام كما اعتاد على ذلك سابقا.. وسيكون بالاتصال بأهل الذكر وكل المساهمين السابقين وإني أمدّ لهم يدي بكل صدق وأدعو الى «لمّ الشمل» وسنطور المهرجان بشكل يتماشى وروح ثورة الحرية والكرامة فقد حان الوقت والكلام للرئيس الشرفي للمهرجان لأجل أن يكون المهرجان حاضرا في المشهد الغنائي بشكل واضح وجلي حيث سنعمل ونساعد الفائزين بالمرتبتين الأولى والثانية في مسابقة الشعر الغنائي على تلحين قصائدهما.. على اعتبار أن هدف المهرجان ليس تجاريا.. هو مهرجان ثقافي إبداعي يعمل على تهذيب وتطوير الذائقة الفنية.
وختم الأستاذ مصطفى كمّون بالتأكيد على أن من أهداف المهرجان الأخرى التوثيق لكل الدورات حتى يكون شاهدا على دوره الريادي في إثراء المدونة الغنائية وأغتنم هذه الفرصة لأوجّه تحية حارة الى كل أعضاء الهيئات المديرة السابقة التي أشرفت على مختلف دورات المهرجان وعلى رأسهم «الأب الروحي» لهذه التظاهرة الأستاذ الناصر بوزيان.