صحفية ومنشطة باذاعة قفصة يوم 26 جويلية وقبل خمس سنوات في ليلة رمضانية مازلت أتذكر تفاصيلها سقط شهيدا في قفصة انطفأت ابتسامة حزنت زوجة وبكى طفل وطفلة انطفأت شموعا اشعلناها في جنازة رمزية للشهيد محمد البراهمي. ليلة بركانية زلزلت الأرض بأقدام المحتجين حاملين تابوتا رافعين شعارات التنديد . وفي لحظة فارقة انطلقت إشارة غيرت المكان تدفق الدخان وانتشر وانطلقت القنابل من فوهات الأسلحة كثر الصراخ وتعالت الأصوات لم أهرب ولم أترك مكاني فقد ضاعت كل السبل اختنقت وغمرتنى رائحة القنابل . بدأ الهدوء وبدأت الرؤية تتوضح وكان لزاما أن أترك مكاني حتى استنشق هواء أنقى فتحت عيني لأرى أنواعا من الأحذية والنعال تملأ المكان الظاهر. أن الموت كان يلاحق الجميع . مشيت بأقدام مثقلة محتضنة آلة التصوير وفي وسط الطريق رأيته كان ممددا بدون حراك وشما بقي بالذاكرة لباسه حافظة اوراقه محيطه كل شي مازلت اتذكره جيدا ولكن لم اكن أع أنه غادر عالمنا نهائيا لم أكن أعلم أن الضربة قاتلة لم أكن أدري أنهم حبسوا أنفاسه وحرموه من لحظة وداع ومن كلمة وإشارة مددت يدي احركه اقول له انهض لم اعرف من يكون كل ما اعرف انه شهيد سقط . لم يتفاعل لم يتحرك لم يلتفت حاولت جره فوجدته ثقيلا ثقل وجع الموت ومن جبينه خيط دم يسيل ، اصابنى الهلع وكنت آنذاك أبحث عن آخر نفس ليحييني واصلت سيري لادخل الاذاعة وآخر الكلمات التي تذكرت قولها قبل أن أدخل في غيبوبة ارجوكم هناك رجلا ممددا سيموت انقذوه . بعد منتصف الليل دقت النواقيس الحزينة وانتشر الخبر سقط شهيدا مات ،من مات يا لوعة المدينة يا حزن زوجته وابنيه يا وجع أهله وأصدقائه من مات ، قتلوه أصابوه بالضربة القاتلة ، من مات إنه المبتسم الرجل الهادئ إنه الشهيد أنه الشهيد إنه محمد بالمفتى.. ومنذ 25 جويلية 2013 اسلام محمد وزينب يحملون الوجع ويخفون الدمع ويرفعون راية لن تسقط فلا مصالحة ولا تسامح مع قتلة الشهيد محمد بالمفتى