مرت امس 25 جويلية الذكرى الواحدة والستون لاعلان النظام الجمهوري في تونس وهو اهم حدث وطني في تاريخ البلاد بعد الاستقلال في 20 مارس 1956. مرت هذه الذكرى العزيزة باردة وباهتة بعيدة عن كل مظاهر الحفاوة والاحتفال بحدث وطني كبير في قيمة عيد الجمهورية الذي يمكن اعتباره سييد الاعياد في تونس. انه من المؤسف جدا ان نرى كتونسيين تراجع الاهتمام على المستوى الرسمي والحكومي باعيادنا الوطنية التي تشكل محطات بارزة في تاريخ تونس الحديث..ومن اهم هذه الاعياد عيد الجمهورية حيث كان اعلان النظام الجمهوري في 25 جويلية 1957 من قبل المجلس الوطني التاسيسي الاول حدثا فارقا في تاريخ تونس انهى بلا رجعة حكم البايات الحسنيين وغير نظام الحكم من نظام ملكي الى نظام جمهوري عادت فيه السيادة للشعب.. ويومها وبعد اعلان النظام الجمهوري في ساعة فارقة تابعها التونسيون عبر محظات الاذاعة قال الزعيم الحبيب بورقيبة كلمته الخالدة// اليوم ردت الى الشعب التونسي الكلمة واليه تعود اليوم اسباب السيادة واحدة بعد واحدة // حدث كهذا لا يمكن ان بفقد بريقه ولمعانه مهما مرت عليه السنوات..ولكن مع الاسف الشديدراينا خلال السنوات الاخيرة تراجع الاهتمام باعيادنا الوطنية والتشكيك حتى في قيمتها والتطاول على تاريخ هذه البلاد وما يكتنزه من تضحيات الزعماء والابطال وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة ورفاقه في النضال امثال البحري قيقة ومحمود الماطري وعلى البلهوان والطيب المهيري والمنجي سليم والحسين بوزيان وفرحات حشاد والهادي شاكر وغيرهم من الزعماء الكبار.. من المؤلم جدا لنا كتونسيين اولا وكابناء مقاومين ثانيا ان نرى مسؤولي هذا العهد لا يولوم اعيادنا الوطنية ما تستحقه من اهتمام واعلاء لمكانتها وفي مقدمة هذه الاعياد عيد الجمهورية الذي مرمدوه باحتفال اوهم هكذا اسموه اقيم في قصر باردو مجلس نواب الشعب ودعوا له نفس الاسماء التي يدعونها كل عام وشويه صور لمن يحالفه الحظ مع الرئيس وانتهى الاحتفال والسلام عليك انهم يمرمدون عيد الجمهورية بهذا الاحتفال المتواضع البسيط.اما خارج اسوار قصر باردو فلا اثر لهذا الاحتفال اين الاعلام ترفرف في شوارع تونس وساحاتها؟ هل من الصعب على البلديات ان تقيم معالم الزينة في المدن التونسية احتفالا بعيد الجمهورية اين الاغاني الوطنية في الاذاعات الرسمية لماذا لم نشاهد برامج خاصة في التلفزيون العمومي حول عيد الجمهورية انهم بهذا التجاهل يمرمدون عيدا من اهم اعياد تونس وهو عيد الجمهورية الا فاليستحون انهم يهمشون ذاكرة التونسيين كيف يمكن ان نقدم حدثا كعيد الجمهورية لاجيال تونس الصاعدة وشبابها وهم يدمرونه بهذه الطريقة الفجة التي لا حياء فيها الا فليستحون *مدير جريدة الزمن التونسي ورئيس تحريرها