السؤال اعترضني في مطالعاتي هذا البيت الشعري هل لا بعثتم لنامن ماء نهركم شيئا نبل به احشاء صادينا ؟ فمن يكون قائل هذا البيت وما مناسبته؟ الاجابة ايها السائل العزيز اجابة عن سؤالك اقولانني عدت الى عديد المراجع والمصادر فوجدت انها تجمع كلها على البيت لامير الشعراء احمد شوقي كتبه لما تم نفيه من مصر بعد الحرب العالمية الاولى واشتد به شوقي الى ارض مصر وماء نيلها فكتب الى صديقه وغريمه حافظ ابراهيم قائلا يا ساكني مصر انا لا نزال على عهد الوفاء وان غبنا مقيمينا هل لا بعثتم لنامن ماء نهركم شيئا نبل به احشاء صادينا كل المناهل بعد النيل اسنة ما ابعد النيل الا عن امانينا ولما استلم حافظ ابراهيم الرساله اجابه شعرا بقوله عجبت للنيل يدري ان بلبله صادويسقى ربا مصر ويسقينا والله ما طاب للاصحاب مورده ولا ارتضوا من بعدكم من عيشه لينا لم تنا عنه وان فارقت شاطئه وقد تباعدنا وان كنا مقيمينا والعلاقة بين الشاعرين كما هو معروف شهدت مدا وجزرتا فهما يتنافسان حينا ويتراضيان حينا اخر ولكن كل واحد يحمل الاحترام للاخر فلقب شوقي بلقب امير الشعراء ولقب حافظ ابراهيم بلقب شاعر النيل وعندما سافر شوقي الى جينيف للاشتراك في مؤتمر المستشرقين سنة 1920 ودعه حافظ ابراهيم بفصيد طويل جاء فيه يا شاعر الشرق ائتد ماذا تحاول بعد ذاك هذى النجوم نظمتها درر للفريض وما كفاك وسمت في افق الصعود فكدت نعثر بالسماك ودعتك مصر رسولها للغرب مذ عرفت علاك وعندما عاد شوقي من منفاه انتظم له مهرجان شعري كبير كان حافظ ابراهيم اول المشاركين فيه انشادا حيث القى قصيده الشهير امير القوافي قد اتيت مبايعا وهذى وفود الشرق قد بايعت معي بلابل وادي النيل بالمشرق اسجعي بشعر امير الدولتين ورجعي اعيدي على الاسماع ما غردت به براعة شوقي في ابتداء ومقطع لقد شاب من هول القوافي ووقعها واتيناه بالمعجز المتمنع يعيبون شوقي ان يرى غير منشدي وما ذاك عادي به او ترفع كتبه محمود حرشاني 12 رمضان 1441 06 ماي 2020