تم النشر بواسطةمدير التحرير—11/12/2020 12:49:00 م لم تعد الخلافات الداخلية التي باتت تشق اقدم حزب سياسي في تونس على الساحة الوطنية اليوم وهو حزب حركة النهضة مخفية عن عامة الناس بل طفت في الايام الاخيره على السطح وتحولت الى وسائل الاعلام والصحافة امام احتداد هذه الخلافات التي وان كانت مالوفه وطبيعية في حياة الاحزاب فانها بالنسبة لحركة النهضة تعد جديدة نظرا لما يعرف عن هذه الحركة من تكتم في ما يخص امورها وشانها الدخلي.. رغم ان هذه الخلافات ليست وليدة اليوم بل انها تعود الى ثلاث سنوات على الاقل عندما انبرت اصوات من داخل قيادات تاريخية لحركة النهضة تطالب بالتغيير وتعديل ساعة حركة النهضة على ما يشهده العالم اليوم من تطورات وايضا مواكبة لما يعيشه المجتمع التونسي من تقدم والرافض بطبعه لكل حركة تجذبه الى الوراء. وكان من ابرز الداعين الى انتهاج هذا التوجه القيادي عبد الحميد الجلاصي وهو من القيادات التاريخية لحركة النهضة وحاول قدر جهده الدفاع عن ارائه التي اعتبرت تقدمية ولم تجد القبول من بقية زملائه وحتى من تفاعل معها فانه لم يجد الشجاعة لاظار موقفه الى العلن. ويبني عبد الحميد الجلاصي طروحاته على ضرورة خروج النهضة من جلباب الديني العقائدي وتخليصها من التكلس ومواكبة روح العصر و عدم الاقصاء والتفتح على التعامل مع بقية العائلات السياسية واهم ما يدعو اليه هو عدم مواصلة راشد الغنوشي لرئاسة الحركة مرة اخرى حتى لا تجد النهضة نفسها في نقيض ما كانت تلومه على الزعيم بورقيبة عندما قبل بمبدا الرئاسة مدى الحياة وكانت نهايته على ما يعرفه الكل لانه مع تقدم السن لم يعد قادرا على تسيير شؤون البلاد وهو ما اضر به واضر بتاريخه.. الا ان دعوة عبد الحميد الجلاصي بقيت مجرد صرخة في واد غير ذي زرع ولم تجد التجاوب ولكن مع مرور الايام بدات قيادات من داخل حركة النهضة تقتنع بالتمشي الخاطئ للحركة في العديد من خياراتها وتفرد الشيخ راشد الغنوشي بالسلطة وتحكمة في خياراتها مما احدث شرخا داخل هذه الحركة لم يفلح الغنوشي الذي كان منشغلا بضمان موقع رئاسته في البرلمان باطفائه.الى ان جاءت رسالة المائة قيادي التي تطالب الغنوشي بعدم الترشح من جديد لرئاسة الحركة واحترام قانونها الداخلي وهو ما فجر ازمة كبيره داخل مبنى منبليزير المعروف بغلق الابواب حتى لا تظهر للعلن ما بداخله من خلافات ولما كان جواب الغنوشي على الرسالة الاولى فيه نوع من الاستهزاء بالممضين على الرسالة وهم القيادات التاريخية للحركة اردف الجماعة الرسالة الاولى برسالة ثانية اصروا فيها على مطالبهم وخرج مجموعة من قادة النهضة في وسائل الاعلام والمنابر التلفزية مثل عبد اللطيف المكي ومحمد بن سالم ورئيس مكتب الغنوشي الاسبق ولطفي زيتون وثلاثة منهم كانوا وزراء باسم حركة النهضة يدافعون عن شرعية مطلبهم.ووصل الامر بلطفي زيتون احد اقرب المقربين من الغنوشي الى تقديم استقالته من كل هياكل الحركة واعتبر انه لم يعد قادرا على العمل صلب حركة النهضة ما لم تحاول ان تغير من طريقة العمل والتفتح على المتطلبات الجديدة للمجتمع والتعامل مع كل العائلات السياسية وهو ما قابله شق جديد من ابرز اعضائه عبد الكريم الهاروني رئيس مجلس شورى الحركة ورفيق عبد السلام صهر الغنوشي ومعهم مجموعة من القيادات الاخرى يرون ان بقاء الغنوشي الزعيم التاريخي ضمان لاستمرارية الحركة وذهبوا الى حد القبول بطلبات الجماعة المنادية بعدم التجديد للغنوشي باستنباط موقع قيادي جديد على القياس وهو منصب الزعيم ينهي به الغنوشي حياته السياسية.. امر لم يقبله الجماعة وراوا فيه تخريجة لا تليق مع حفظ ومكانة واعتبار راشد الغنوشي الذي يحاول من موقعه كسب الوقت لان عينه وطموحه يقودانه الى رئاسة الجمهورية وانتخابات 2024. رياح عاتية تهب الان على مبنى منبليزير وقديكون للعاصفة من القوة ما يقسم ظهر هذه الحركة لنرى في المستقبل القريب حزبين من نفس العائلة حركة النهضة التقليدية وحركة النهضة العصرية بقيادات رفضت البقاء تحت جلباب الغنوشي كتبه الدكتور محمود الحرشاني تونس في 12 نوفمبر 2020