تعتزم روسيا ارسال"مبعوث خاص" الى طرابلس وبنغازي للقيام بوساطة في النزاع الليبي، فيما قال رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الاميركي مايكل مولين ان عزلة الزعيم الليبي تزاداد لكن حلف الاطلسي مستعد لحملة عسكرية طويلة. واعلن عن ذلك الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف الخميس في روما اثناء اجتماع ثلاثي ضمه الى نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني، حسب ما ذكرت وكالة الانباء الايطالية الخميس نقلا عن مصادر دبلوماسية. وجاء هذا الاجتماع لمناسبة العيد الوطني الايطالي الذي شارك في الاحتفال به نحو 80 وفدا اجنبيا بينهم 30 رئيس دولة وحكومة. واعرب المسؤولون الثلاثة خلال اللقاء عن ارتياحهم ل"تطابق وجهات النظر" حول ليبيا، مذكرين بالاجماع الذي عبرت عنه مجموعة الثماني في دوفيل (فرنسا) الاسبوع الماضي للمطالبة بتنحي الزعيم الليبي معمر القذافي. وكان مدفيديف دعا قبيل ذلك الى تسوية النزاع الليبي عبر المفاوضات. وقال للصحافيين "نرغب قدر الامكان ان تحل القضية عبر المفاوضات وليس عبر الوسائل العسكرية" مقرا مع ذلك بان سبيل المفاوضات "طريق شاقة جدا". من ناحيته اكد الجنرال مايكل مولن الخميس ان عزلة الزعيم الليبي تزداد لكن حلف شمال الاطلسي مستعد لحملة عسكرية طويلة. وقال خلال فطور عمل مع الصحافيين "هناك من وجهة نظري علامات، بالطبع خلال الايام القليلة الماضية، ان عزلة القذافي تزداد يوما بعد يوم". واشار مولن الى انشقاق وزير النفط شكري غانم وهو من رموز النظام، وقال انه تلقى تقريرا ان مجموعة من "الضباط الشباب" انشقوا عن القذافي. ورحب مولن بتمديد الحلف الاطلسي عملياته العسكرية حتى نهاية ايلول/سبتمبر وقد تعرضت العاصمة الليبية طرابلس مجددا لغارات جوية ليلية يشنها حلف شمال الاطلسي في حين نددت الاممالمتحدة بارتكاب نظام معمر القذافي جرائم ضد الانسانية في قمع الثورة التي انطلقت قبل اربعة اشهر. ويبدو ان محاولات ايجاد حل سياسي للنزاع الذي اوقع ما بين "10 الى 15 الف قتيل" منذ شباط/فبراير بحسب حصيلة للامم المتحدة، تراوح مكانها بسبب رفض القذافي التنحي رغم الانشقاقات داخل نظامه والعقوبات والضغوط الدولية. وشن حلف شمال الاطلسي ليل الاربعاء الخميس غارات مكثفة على طرابلس حيث سمع دوي ما لا يقل عن 12 انفجارا قويا غير ان الاماكن المستهدفة لم تعرف. وتتعرض العاصمة الليبية لغارات مكثفة من الحلف الاطلسي منذ 10 ايام. واكد الحلف الاطلسي الاربعاء انه استهدف في منطقة طرابلس مستودعا للسيارات وقاذفة صواريخ ارض-جو في ضواحي مزدة (180 كلم جنوبطرابلس) ومستودع ذخيرة ونظام رادار في هون على بعد 500 كلم جنوب شرق طرابلس. وبحسب الحكومة الليبية قتل 718 مدنيا واصيب 4067 بجروح في غارات الاطلسي بين 19 اذار/مارس تاريخ بدء العملية العسكرية في ليبيا، و26 ايار/مايو. لكن يتعذر التأكد من هذه الحصيلة من مصدر مستقل. وازاء موقف القذافي الذي اعتبر متحديا، اعلن الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن تمديد مهمة الحلف في ليبيا لمدة ثلاثة اشهر، وهي مهمة كان يفترض ان تنتهي في نهاية حزيران/يونيو. واعرب عن الامل في ايجاد حل للنزاع قبل نهاية ايلول/سبتمبر. واضاف "لكننا سنبقى الوقت اللازم" مؤكدا ان رحيل القذافي لم يعد سوى مسألة وقت. وتولى الحلف الاطلسي في 31 اذار/مارس قيادة العملية العسكرية التي اطلقها ائتلاف دولي بعد اكثر من شهر على اندلاع الثورة التي قمعها نظام القذافي بقوة. ودانت لجنة تحقيق شكلها مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة "الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الحكومية" في ليبيا. واشارت الى "الاستخدام المفرط للقوة بحق المتظاهرين (...) ما ادى الى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى" وايضا الى عمليات اختفاء قسرية والعراقيل للحصول على العناية الطبية و"الهجمات الخطيرة" على وسائل الاعلام. ومن جانب الثوار، قالت اللجنة انها "سجلت بعض الاعمال التي تندرج في اطار جرائم الحرب" خصوصا "حالات تعذيب واشكال اخرى من المعاملة اللاانسانية والمهينة". واستنادا الى تقديرات النظام والثوار ومنظمات غير حكومية، اضافت اللجنة ان اعمال العنف اوقعت ما بين "10 الى 15 الف قتيل" منذ 15 شباط/فبراير. وارغم اكثر من 890 الف شخص معظمهم من العمال المهاجرين على الفرار في حين ان 1200 قتلوا او فقدوا بعد ان غادروا ليبيا للوصول بحرا الى اوروبا بحسب الامم المتحدة