قالت ليبيا إنها مستعدة لوقف اطلاق النار فورا والدخول في مفاوضات مع المعارضين الذين يسيطرون على شرق البلاد لكنها طالبت بأن يشمل ذلك وقف الغارات الجوية لحلف شمال الاطلسي على الفور. وهزت انفجارات قوية مجمع باب العزيزية في طرابلس الليلة الماضية بعد هجوم شنته قوات حلف شمال الأطلسي على المجمع الذي يستخدمه الزعيم الليبي معمر القذافي. عرضت الحكومة الليبية الخميس وقفا لاطلاق النار لكنها استبعدت تنحي الزعيم معمر القذافي في الوقت الذي اشار فيه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال قمة مجموعة الثماني الى امكان التباحث في مصيره في حال مغاردته السلطة. وقال ساركوزي خلال مؤتمر صحافي في قمة مجموعة الثماني في دوفيل (شمال غرب فرنسا) "ليقل القذافي انه سيغادر السلطة وعندها كل النقاشات ممكنة". وشدد على انه "عندما نقول ان عليه الرحيل فهذا معناه ان عليه الرحيل. وكلما اسرع في ذلك كلما كان الخيار اكبر له، وكلما تاخر كلما تضاءلت الاحتمالات". ومن المتوقع ان تدعو قمة مجموعة الثماني الزعيم الليبي الى الكف عن "استخدام العنف" وان تدعم "حلا سياسيا يعكس ارادة الشعب" كما جاء في مشروع البيان الاخير الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه. من جهتها، اعلنت المتحدثة باسم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان روسيا التي امتنعت عن التصويت على القرار 1973 الذي يجيز شن ضربات عسكرية على نظام القذافي، طلب منها الغرب على هامش قمة مجموعة الثماني القيام بوساطة سعيا لحل للازمة في ليبيا. ويتعرض النظام الليبي الذي يواجه ثورة لا سابق لها منذ اواسط شباط/فبراير، لقصف تحالف دولي منذ 19 اذار/مارس بتفويض من الاممالمتحدة لحماية المدنيين. وكدليل اخر على العزلة المتزايدة للزعيم الليبي اعلن سفير البلاد لدى الاتحاد الاوروبي الهادي هضيبة انشقاقه عن النظام احتجاجا على "اربعة اشهر من نزيف دماء شعبنا". الا ان النظام ورغم الضغوط الدولية وضربات الحلف الاطلسي وانشقاق مسؤولين فيه، لا يزال مصرا على موقفه. وقال رئيس الوزراء بغدادي المحمودي "معمر القذافي موجود في قلوب الليبيين واذا رحل فسيرحلون معه". وقال ان القذافي هو رمز البلاد وليس مسؤولا في الحكومة الليبية او عن السياسة الخارجية للبلاد. وطلب النظام من جهة اخرى من الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي تحديد تاريخ وساعة محددين لوقف اطلاق نار وارسال مراقبين. وقال المحمودي ان السلطات الليبية هذه المرة "جادة في عرضها وقف اطلاق النار الذي يجب ان يتزامن مع وقف المعارك من قبل كافة الاطراف وخصوصا الحلف الاطلسي". ونقلت صحيفة "ذي اندبندنت" عن مصدر حكومي بريطاني الخميس ان الدول الغربية يمكن ان توافق على وقف لاطلاق النار شرط ان يرحل القذافي الى المنفى. كما طلب المحمودي من روسيا القيام بوساطة لوقف اطلاق النار، بحسب وزارة الخارجية الروسية. وقالت الوزارة "لقد طلب مساعدة للتوصل الى اتفاق حول وقف لاطلاق النار وبدء محادثات من دون شروط مسبقة". وفي الوقت نفسه، دعا الاتحاد الافريقي الخميس حلف شمال الاطلسي الى الكف عن قصف ليبيا، معتبرا ذلك ضروريا لافساح المجال امام حل سياسي عرضه مجددا خلال قمة مصغرة طارئة عقدها في اديس ابابا. وجاء النداء في بيان تمت المصادقة عليه عقب القمة واجتماعات اخرى على مستوى رفيع عقدت في الاتحاد الافريقي حول النزاع في ليبيا، كما اوضح مفوض السلام والامن في الاتحاد الافريقي رمضان العمامرة. واسفرت الثورة الليبية عن سقوط الاف القتلى حسب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو وتسببت في نزوح 750 الف شخص حسب الاممالمتحدة. من جانبه دعا رئيس وفد المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبد الله الزبيدي باسم الثوار الليبيين الى "حل سلمي للازمة في ليبيا" مدافعا في الوقت نفسه عن غارات الحلف. كما اكد مسؤول بريطاني الخميس ان لندن ستنشر مروحيات اباتشي للمشاركة في الحرب على الزعيم الليبي معمر القذافي في ليبيا، وذلك بعد ايام على تقارير حول نيتها الانضمام الى فرنسا في ارسال مروحيات حربية. ميدانيا، افاد مراسل لوكالة فرانس برس ان خمسة انفجارات عنيفة هزت مساء الخميس مقر الزعيم الليبي معمر القذافي بالقرب من وسط العاصمة طرابلس. وسمع هدير طائرات مقاتلة قبل ان يقع انفجار عنيف في المنطقة قرابة الساعة 23,20 (21,20 تغ) تلاه اربعة انفجارات اخرى بعد دقائق. وسبق ان تعرض مجمع باب العزيزية مقر اقامة القذافي لغارات من مقاتلات الحلف الاطلسي ليل الاثنين الثلاثاء ومساء الثلاثاء.