أبو مازن يد خبيثة لا تريد الخير لهذا البلد، يد تريد أن تحكم البلد بالحديد والنار كما فُعل في عدد من الدول الربيع العربي فيستشري الارهاب والظلام و الاعدام والتصفيات الجسدية والذبح. لكن هيهات فطيشهم لا يزيدنا الا ايمانا بوطننا وحبا له، كيف لا وهو أمّ حاضنة لأبنائها تذود على حماهم وتسهر على أمنهم وقوتهم و راحتهم. تونس تستفيق بعد سويعات من صدمتها و حتما سيزداد العمل وتضاعف العمليات والخطط المحبكة لهدم أقنان الارهاب أينما وجدت ولكن دعوا حماة الوطن يعملون في صمت فهم في حاجة قصوى لذلك. لكن ما يثير الدهشة والاشمئزاز هو التناول التحريضي التخريبي لما حدث في وسائل اعلامنا فكل الأطراف بلا استثناء تحاول الركوب على الحادث الأليم و توظفه حسب أهوائها، بعضهم يحرض حسب ميولاته العقائدية والفكرية وبعضهم لخسارته في الانتخابات وبعضهم من هواة ‘‘لا‘‘، لا يعرفون غيرها كبرنامج و منهاج. ان ما وقع قد حصل لإخلال فني أو تكتيكي أو لسوء تقدير ولكن هذا يحدث في أعرق الدول المتقدمة والقوية وأحداث باريس مازالت محفوظة في الذاكرة. على اعلامنا أن ينصرف الى ما ينفع الناس فيبيّن وجوه الاختلاف بين برامج التشغيل و الاستثمار و البنية التحتية المفتقدة و التعليم الهش الذي يترنح بين الاضراب و المستوى المتردي لخريجي المدارس والمعاهد والتعليم العالي. ان اعلاما يعمل ليلا نهارا لينقل لنا فتوى في تحليل الخمر و مواضيع مشينة أخلاقيا تزيد الطين بلة و تعبث بالشباب التائه. أدعو حكومتنا التي يصطف وراءها أغلبية من البرلمانيين والشعب الكريم أن تعالج ملف الاعلام والمنابر الساقطة المثيرة للجدل والتي تقتات على أخبار ما نفقده من أعز أبناء قواتنا المسلحة فتستدعي أخ الشهيد وتستدعي أخت القاتل، أي عبث يدفعوننا اليه هؤلاء المجانين. تذكروا فتاوي التكفير التي حرص على نقلها نفس الوجوه الاعلامية و الأكفان التي عرضوها على الهواء لتجييش شباب ضائع تائه لا يعرف دينا ولا دنيا و يعيش تحت وطأة الحبوب. رحم الله شهداء الوطن و أعان الله من بات ساهرا في الفيافي وفي الجبال و في كل موقع مراقبة يترصد كلاب الدم و القتل، أولئك أملنا و نحن نشد على أياديهم و ندعو لهم بسداد الرمية و رباطة الجأش.