أبو مازن أخي لا تنصت لذاك القويري، فلا خير في تعتعته و لا يخشى من غلام يعبث و يلهو ثم يجري. يتهدد هذا القويري الخضراء ويضمر لها العداء، فلا يسلم من حديثه رئيس و لا مرءوس على حد السواء. جاهل جلف انتزعت منه الرجولة، فهدد أهله واستقوى بمن فقد الفحولة. هلمّ للسيسي و لأمراء الامارات، لعلهم يجيبونه بأنّ انقلاب تونس أضحى هيهات وهيهات. دعك يا هذا من الوزارة ومن الاعلام، و تقهقر الى الوراء ثم دسّ رأسك كما يفعل النعام. من تكون لتلقن أهل الخضراء الدروس وتهش غنم الاستعمار والاستبداد ليقطعوا الرؤوس ؟ من تكون أنت و حفترك يا وزير الاعلام؟ و مثلك لا يعي مصلحة وطنه فيقصف بالطائرات أخوته وأبناء الأعمام. آه من زمن هبّ فيه بعض اهلنا يمدحون حفتركم، فظننتم حماقة أننا نسعد بتدخلكم. لا تقترب و لا تختبر أهل تونس فهم وحوش جلاميد ضد العدوان، مرابطون و مدججون في صحة وغبطة و عنفوان. لا نرى فيك أخوتنا الليبيين و لا حتى صبيانهم، فنحن نعلمهم فالتاريخ مشترك والجغرافيا جعلتنا جيرانهم. هم أشقاء و أخوة و أبناء للوطن، ربطتنا بهم هوية ومذهب ومصاهرة ودم. قد أفضوا الينا وأفضينا اليهم أسرارا و أخبارا منذ قرون و سنين، فكيف لك أن تفسد هذه الروابط بقول مهين. لتقرأ تاريخ الحروب العالمية، كيف تكاتف الشعبان ضد الحلفاء والنازية. لتذكر يوما كان فيه المقبور يقتل ويسفك الدماء فهبّ أهلنا في ليبيا الى أرض الخضراء. يومها فتحت الأبواب و نصبت الفرش و الموائد، فاستقبلت العوائل و الفتيان و الشيوخ والقواعد. هؤلاء أهل وفينا نخوة عروبة واسلام، فكيف أصبحت بعد الثورة في سلك اللئام. أفّ من وزير يأتمر من الخارج، كلمّا سطّروا له نهجا سلكه دون أن يعلم المخارج. أو يغدقون عليه مما كنزوا من المال، فيعود عليه وعلى فرقته بالوبال و سوء الحال. لم تصنعوا الثورة بل أنتم الثورة المضادة بالدليل، تجمعون من فرّقهم الربيع العربي وتشعلون الفتيل. هذا قذاف ابن عم المقبور، يسند الانقلاب و يدعو لنا بالويل والثبور. وهؤلاء بعض قواد جيشه المأسور، تصنعون منهم عساكر ورق و قناصة لليعسوب والدبور. أهلا وسهلا بأهلنا في الغرب والشرق الليبيين فنحن الأهل و السند. فلا يغرنكم اخواني كلام هذا الجرذ، فاسكنوا تونس وكلوا من خيراتنا، فالله مانحنا والله حامينا. تأتي حكومات وتذهب حكومات والحكم لله وهو حامينا. ما بدّل أهل تونس طبعا ولا خلقا، وان انهكتنا ثورة فالهمة عالية قد زادت سمقا . فالكرم شيمتهم و النخوة لا زالت تناجيهم. اقدموا لنقتسم رغيفا و اداما فلا خير في حفتر و لا خير في قويريهم.