شمس الدين النقاز تونس أقول أولا رحمة الله على السيدة المصرية سعاد ابراهم التي توفيت اليوم عن عمر يناهز 81 عاما اثر أزمة صحية ألمت بها خلال الفترة الماضية. المعلومات المتعلقة بأم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تبدو شحيحة بناء على رغبته في عدم ظهور أي فرد من أفراد عائلته أمام الكاميرات أو الأضواء وفق ما أكدته مصادر مصرية ولكن تاريخ اعلان الوفاة أثار زوبعة اعلامية في صفوف رافضي الانقلاب الذين شككوا في التاريخ المعلن للوفاة حيث انفرد الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل في فترة سابقة بنشر خبر وفاة والدة السيسي في الأول من أوت/ أغسطس داخل احدى المستشفيات العسكرية بعد معاناة شديدة مع المرض ووسط تكتم شديد غير مبرر وهو مانفته صحف موالية للنظام مكذبة أبو خليل وذلك نقلا عن مصادر رئاسية رفيعة المستوى. الاعلام المصري وكعادته في تغطيته لكل ما يتعلق بالرئيس المصري أقام مواكب عزاء في صفحاته على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى مواقعه الالكترونية فعنونت صحيفة اليوم السابع المصرية " شارك بالعزاء فى وفاة والدة الرئيس عبد الفتاح السيسى" وهي دعوة للشعب المصري بالمشاركة في تشييع جثمان السيدة المصرية من مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس بحضور الوزراء وكبار رجال الدولة والمسؤولين والشخصيات العامة وقيادات من الجيش. وكان السيسي، قد صرح من قبل خلال لقائه بعدد من الإعلاميين قبل الانتخابات الرئاسية، أن كل شخص يرى أمه أحسن أم وأنه شخصيا كان محظوظا بأمه. وأضاف السيسى، بدون مبالغة أو مجاملة أنا كنت محظوظ بأمى أوى لأنها كانت شديدة الحكمة وشديدة الإيمان بالله وعلمتنى التجرد فى أحكامي والتجرد يعنى القدرة على الحكم بموضوعية". ربما أرى أنه مصيب في كلامه ولكن تعلمه الحكم بموضوعية والتجرد في أحكامه لم يبد لأي متابع للمشهد المصري بخلاف أنصاره الذين يرونه أوحد زمانه وأعدل الناس. من المؤكد أن الرئيس المصري قد المه فراق أمه ولكن السيسي ليس الوحيد من المصريين الذين فقدوا أمهاتهم وخاصة من فقدوا أمهاتهم في ميداني رابعة والنهضة وفي سيناء اللتي طالها قصف الطائرات المصرية التي لم تفرق بين مسلح ومدني وبين موال ومعارض. الحقيقة التي يجب أن يفهمها معارضو النظام المصري أن الشماتة في الموت لا يمكن تبريرها مهما بلغت التبريرات لأن المرأة لا تتحمل وزر ما فعله ابنها في حق معارضي الانقلاب. الى أم كل اخواني ومعارض وكل صحفي مسجون في مصر وكل من طاله قصف الطائرات المصرية في سيناء وما جاورها والى عائلات الليبيين الذين سقطوا جراء القصف المصري على درنة أقول لكم " ادعوا للمرأة بالرحمة والمغفرة ولا تدعوا عليها بسبب جرم اقترفه ابنها". فرحمة الله على سعاد ابراهم أم الرئيس السيسي وأرجو أن لايظلمها معارضو النظام بسبب جرم لم تقترفه يداها. ربما مازال الصراع بين النظام المصري والمعارضة يطال عدة أحداث مستقبلية فحتى تاريخ وفاة امرأة شهد حملة تشكيك وتخوين وتكذيب كبيرة بين الطرفين.