سألته: هل تدخن? قال: لا. وسألته: هل تشرب الخمرة? قال: لا. وسألته: هل تُقبّل? قال: لا. وسألته: هل تعاكس? قال: لا. وسألته: ماذا تفعل? قال: اكذب. طبعاً هو يكذب, ويقول لها (يا قمر) او (يا مهلبية يا) او (تقبريني) وحتى (تقبري عظامي) وقد تعلّم فنون الغزل, او الكذب, لانه مثل الشعر اعذبه اكذبه, من دون ان يدخل مدرسة للمعاكسة او يقرأ كتاباً. هذا في بلادنا, اما في بلادهم فقد وقعت من دون طلب على معلومات تكاد تجعل من فن المغازلة الرفيع, او الرقيع, برنامجاً يدرّس في الجامعات. وبما ان اسمي مسجل عند بعض دور النشر فإن هذه لا ترسل لي ما تصدر عن (القضية) فقط, وانما عن كل القضايا. ووجدت اخيراً ان هناك الاصدارات الحديثة التالية: (المعاكسة على طريقة حرب العصابات), و(مواعيد في مانهاتن: الدليل غير الرسمي للجنس في المدينة), والكلمات الاخيرة مسروقة من اسم برنامج تلفزيوني مشهور, و(كيف تقابل الجنس الآخر) لدافينا ماكول, و(خبريني عن الموضوع: كيف تكذبين وتنكدين وتسمنين و56 شيئاً آخر يجب الا تفعليها بانتظار موعد) و(الاخلاص في المواعيد وكيف تبني اسس علاقة روحية). بل ان الحاخام شمولي بوتيش ألّف كتاباً عن مواعيد الغرام حسب الوصايا العشر. لم أقرأ اياً من الكتب السابقة, وانما اكتفيت بما ارسلت دور النشر من معلومات عنها. ولكن اخترت بعد ذلك (الدليل الكامل لقوانين المواعيد) من تأليف شيري شنايدر وايلين فين, فهو ذكرني بكتاب وحيد من هذا النوع كتبت عنه قبل سنة بعد ان قرأته, وكان عنوانه (المرأة المستسلمة: كيف تجتذبين الرجل الصالح لك وتتزوجينه), والعنوان يشرح الموضوع. وربما زدت هنا ان كتاب الدليل الكامل بقي يبيع حتى بعد ان خسرت ايلين صديقها. ثم قرأت (الثنائي الجديد: لماذا لم تعد القوانين القديمة تنفع) من تأليف شونا ماغي وموريس تايلور والاخير محلل نفسي اختصاصه العلاقات بين الرجال والنساء. بصراحة لم اجد قوانين جديدة, وانما تجارة رائجة, والمؤلفان يضعان عشرة قوانين من نوع ان تقيم علاقة مع طرف آخر واحد, وان امه ليست اهم من صديقته, واسمع لا تقاطع, والمسامح كريم, واجعل اهدافك مستقلة عن اهدافها (وبالعكس). اما القانون العاشر فهو ان نعمل بالقوانين التسعة السابقة له. اعرف على هامش ما سبق قصة زوجين نصحهما الطبيب النفسي الا يذهبا الى السرير وهما على خلاف. وقد مضى عليهما حتى الآن ثلاثة اسابيع من غير نوم. هناك كلمة واحدة تحكم الجدل بين رجل وامرأة هي (اسكت), فالمرأة لها دائماً الكلمة الاخيرة في اي جدل. اما الكلمة التي تتبع ذلك فهي بداية جدل جديد. وقرأ رجل ان الانسان العادي يتكلم عشرة آلاف كلمة في اليوم, فالتفت الى زوجته وقال: انت يا حبيبتي فوق العادي بكثير. غير انني ابقى مع الموضوع فاذا كانت الكتب لا تكفي فهناك شركات تعلّم اصول المعاكسة, والفوز بمواعيد من الجنس الآخر, بعد التغلب على الحياء, اي الدخول في حيّز قلّة الحياة. الآنسة جنيفر مار تملك وكالة جنيفر لمواعيد الغرام في ادنبره, وهي بدأت وحيدة الا ان نجاحها السريع جعلها تستعين بفتيات اخريات لتعليم الشباب الراغبين اصول المعاكسة. ويتألف (الدرس) من جلسة مدتها حوالى ساعتين ونصف ساعة ثم يتبعها موعد للتمرين, والأجر بين 600 جنيه استرليني و900 جنيه. ولم اجد شيئا مهماً او جديداً في كلام الآنسة جنيفر, ولكن لفتني وصفها مواعيد الغرام للتمرين بكلمة (خالبة) وهي كلمة كنت اعرف انها تصف الغيم الذي لا يمطر, ثم اصبحت تطلق على الرصاص المفرغ او الخالي الذي يستعمل في التدريب. هل يحتاج الموضوع الى كتب, او درس ميداني? الشاب في مقابلة خالبة او خلبية قرأت عنها سقط في الامتحان وقالت له مدرّبته ان اول 60 ثانية هي اهم ما في الجلسة فالشابة تحب ان ترى بريقاً في عيني الشاب يتبعه بعض الغزل, والايماءات والايحاءات. وهي لم تقل انه اذا كان ثرياً فالبريق موجود في عينيه ولو كان اعمص وكذلك في جيوبه. ربما زدت من عندي ان خفّة الدم مفيدة في اجتذاب الحسان. غير ان خفّة الدم هذه لا تعني ان يحكي اخونا النكات او القصص الظريفة, وانما ان يضحك على ما تقول الحسناء ويثمّن خفّة دمها. واهم من ذلك الا يناقشها في شيء, فهو مخطئ دائماً. وعزاؤه انه يستطيع ان ينسى اخطاءه لانها لن تنساها, ولا حاجة ان يتذكر اثنان الاخطاء نفسها. واذا سار كل شيء على ما يرام, وصار نصيب, فعلى الرجل ان يقدّر ان الحسناء التي رآها في الشارع, او في حفلة او خلال زيارة تختلف عن الزوجة, فهناك قانون لم اقرأه في كل الكتب التي اشرت اليها هي ان الرجل ينام ويستيقظ من دون ان يتغير شكله, اما المرأة فشكلها يتراجع خلال النوم. Jihad Khazen 1010022866