منجي باكير فرقٌ شاسع و بوْن واسع بين تستمع إلى صاحب فكر و منهجيّة حواريّة ترتكز على البحوث و الدراسات و تستند إلى الوقائع و الإثباتات و أن – تقرع – سمعك غوغائيّة كلاميّة و ضعف معرفي يسوّقه صاحبه – بالعياطْ و الزّياط – وكثيرا من التوتّر. فرق كبير أن يتحدّث دكتور أكاديمي بلغة البحث العلمي خلال بلاتو اليوم الثّامن الأخير في موضوع المصالحة و بين صوت يدفعه الحنق – الدّائم – مستعملا فيتو تواجده في البرنامج و معاضدة منشّطه لتغطية ضعفه الإعلامي الفادح و طمس الحقائق بالتشويش و التشتيت مستأنسا بالمقاطعات المجانيّة التي يفرضها زميله المنشّط . أكاديمي يُرجع الأمور إلى نصابها و يستجلب التاريخ ليسقطه قياسا و مقابلة بمنطق العقل و المقارنة و بمرجعيّة الدّراسات و البحوثات التأريخيّة (الصّحيحة و المتواترة بعيدا عن التزييفات الرّسميّة ) و باعتماد التوثيقات الأرشيفيّة لإظهار الحقائق جليّة بعد النظر و التمحيص ، أكاديمي يشاكسه معاندة و كبْرا و تهميشا إعلامي أوتي من العلم بعضه كما أنّه يصرّ على استعمال هواه و ميولاته و إملاءاته ذات التوجّهات – المعروفة – للقاصي و الدّاني . غير أنّه بعيدا عن ماهيّة موضوع الحلقة ، ظهر بمقاييس المشاهد العادي و بمقاييس الفعل الإعلامي المِهني أيضا ، ظهر جليّا من خلال الحلقة المذكورة انتصار القيم و الفكر على احتراف الغوغائيّة و ممارسة التسلّط الحواري ... ختاما على بعض هذا (الإعلام) أن يعي جيّدا أنّ المتابع التونسي لم يعد ذلك التبّيع و لا ذلك -الأبله في الزفّة - المتابع التونسي في غالبه نما عنده الحسّ و الوعي و خلُص عنده الإدراك و صار أهلا ليميز الخبيث من الطيّب و الصحيح من الخطإ بدون وصاية و لا توجيه عن بُعد ، و ما عاد يقبل الوصفات الإعلاميّة الجاهزة بعد أن ثبت لديه انحراف – باقة – إعلام العار عن الخطّ الإعلامي الوطني الذي يخدم المصلحة العامّة في مراعاة لثوابت الدين و الهويّة و مميّزات الموروثات الإجتماعيّة و يسخّر طاقاته لخدمة الإجماع المحلّي بعيدا عن التغريب و الإقصاء و انتهاك الثوابت و بطْر الحقوق و المكتسبات . Publié le: 2016-05-01 19:35:31