أقام مجلس نواب الشعب ليلة أمس الثلاثاء، مائدة إفطار لفائدة عدد من منظوري مركز الرعاية الإجتماعية للأطفال فاقدي السند بتونس وذلك بحضور كل من رئيس المجلس، محمد الناصر وعدد من أعضاء البرلمان الشعب ومن ممثلي لجنة المرأة والأسرة والطفولة ومن إطارات المركز. وشكلت مائدة الإفطار مناسبة إطلع خلالها رئيس المجلس على وضعية الأطفال فاقدي السند المقيمين بالمركز واستمع إلى أبرز مشاغلهم التي تمحورت بالخصوص حول إشكال مغادرتهم المركز بمجرد بلوغهم سن 18 سنة، حسب ما ينص عليه القانون التونسي الذي ينزع صفة الطفولة عنهم بمجرد بلوغهم هذا العمر. وشدد الناصر في تصريح إعلامي على ضرورة العمل صلب لجنة المرأة والأسرة والطفولة على "التحسيس بهذا الإشكال الذي يعيد الأطفال مجددا إلى نقطة البداية أي الشارع وهم ما يزالون في سن حرجة يمكن التاثر فيها بأبسط السبل". وأضاف أن الجميع من نواب الشعب وحكومة ومجتمع مدني، مدعوون إلى التفكير بجدية في إيجاد صيغة تكفل هؤلاء الأطفال إلى حين إيجاد مكان يضمن سلامتهم من مخاطر الشارع. كما تعهد رئيس البرلمان، من جهة أخرى، بالعمل على التحسيس لدى ممثلي الشعب ولدى أصحب البر والإحسان، لمساعدة المركز على تجهيز المطبخ، حتى يتمكن من إعداد وجبات الأكل وتقديمها للأطفال، ذلك أن الوجبات تأتيهم حاليا من المستشفى وهو ما "يتنافى وحاجياتهم كأطفال" حسب تقديره. من جهته طرح محمد الهادي البديري، رئيس مركز الرعاية الإجتماعية للأطفال فاقدي السند بتونس، أبرز المشاكل التي يواجهها المركز واستعرض جملة الخدمات التي يقدّمها لفائدة الأطفال فاقدي السند، مشددا على أهمية التفكير بجدية في مستقبل هؤلاء الأطفال الذين يكفلهم المركز ويرعاهم إلى غاية سن ال 18، إذ أن "كل هذه الجهود والتضحيات تضيع بمجرد خروجهم في هذه السن المبكرة إلى الشارع". وقد تولى رئيس المجلس والنواب المشاركون تقديم عدد من هدايا العيد كان الأطفال اختاروها بأنفسهم. يذكر أن مركز الرعاية الإجتماعية للأطفال فاقدي السند بتونس وهو الوحيد من نوعه في كامل تراب الجمهورية، يأوي الأطفال المهددين من 6 إلى 18 سنة. وتقدر طاقة استيعابه ب 72 طفلا ويقيم به حاليا 54 طفلا.
