- بثت قناة "التاسعة"، مساء الجمعة، حوارا مع رئيس الجمهورية السابق، منصف المرزوقي، أثارت مسألة بثه من عدمها، جدلا كبيرا طيلة اليومين الماضيين، لا سيما بعد حديث القناة في بيان لها أمس الخميس عن تعرضها "لضغوطات من مسؤولين في رئاستي الجمهورية والحكومة من أجل منع بثه" يوم الاربعاء الماضي. وقد تطرق المرزوقي في الحوار إلى عدة مسائل لعل أبرزها تعرضه بالنقد إلى حكومة الوحدة الوطنية التي قال إنها "فاقدة لصفتها، باعتبارها لم تجمع خصوما سياسيين حول برامج سياسية واضحة"، مؤكدا "استجابة حزبه لتقديم العون لهذه الحكومة لو طلب منه ذلك، بالنظر إلى أنه أعد تصورا يغطي المديين القصير والطويل لإصلاح الأوضاع بالبلاد". وقال رئيس الجمهورية السابق أن حكومة يوسف الشاهد عنوان فشل حسب تعبيره. وقال منصف المرزوقي أن حكومة يوسف الشاهد لا تمتلك من الوطنية غير الأسماء, مشيرا الى أن هاته الحكومة ستفشل في تحقيق مطالب التونسيين الاقتصادية والاجتماعية. واضاف منصف المرزوقي أن حكومة يوسف الشاهد غير متجانسة اذا هي خليط من أنصار الباجي قايد السبسي في الانتخابات ارئاسية الفارطة, مؤكدا ان حكومة لوحدة الوطنية تستوجب جمع الخصوم والأنصار. كما انتقد المرزوقي في سياق متصل ما أسماه ب"مساس رئاسة الجمهورية بمقتضيات الدستور، عبر سيطرتها على رئاسة الحكومة "، داعيا من جهة أخرى، إلى "إحترام الدستور روحا ونصا، وسحب قانون المصالحة، والإسراع في تنظيم الإنتخابات البلدية، بالاضافة إلى ارساء حوار حقيقي مع الخصوم"، وفق تعبيره. وأفاد أن حزب حراك تونس الإرادة سيدعم الكفاءات المستقلة في الإنتخابات البلدية المقبلة باعتباره يرى أن الموقع الأفضل للمستقلين هو الحكم المحلي فيما خير المرزوقي عدم إعطاء إجابة واضحة حول إمكانية ترشحه للإنتخابات الرئاسية المقبلة من عدمها. وكان المرزوقي قد أكد في وقت سابق اليوم في مداخلة على موجات إذاعة "اكسبريس أف أم" أن محتوى الحوار المسجل مع "قناة التاسعة" كان عاديا ويمثل تصريحات لأحد السياسيين المعارضين للسلطة الحاكمة وهو "أمر بديهي في كل الديمقراطيات"، معتبرا أن الحوار تضمن بعض الاقتراحات لتوفير موارد مالية لتغطية عجز الميزانية، وأنه "لم يدل بتصريحات تثير البلبلة بالشارع التونسي". وقد أثار الحوار قبل بثه موجة من الإنتقادات بسبب "ضغوطات لمنع بثه" يوم الإربعاء الماضي، حيث أصدرت كل من نقابة الصحفيين التونسيين والنقابة العامة للإعلام وعدد من الأحزاب السياسية بيانات عبرت فيها عن استنكارها الشديد لكل تعد على حرية التعبير، داعية إدارة القناة والهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري ورئاستي الجمهورية والحكومة، إلى توضيح مواقفها من المسألة. كما استنكر عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب في مداخلاتهم اليوم خلال الجلسة العامة المخصصة للنظر في مشروع قانون الاستثمار ما اعتبروه ضغوطات مسلطة على حرية الإعلام. من جهتها، أكدت الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري (الهايكا) تعرض القناة التلفزية الخاصة "التاسعة" لضغوطات من قبل مسؤولين برئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، بهدف عدم بث حوار تم إجراؤه مع الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، وفق ما أكده الممثل القانوني للقناة، معز بن غربية، عند سماعه صبيحة اليوم الجمعة بمقر الهيئة. ودعت الهيئة في بلاغ لها، رئاستي الجمهورية والحكومة إلى "فتح تحقيق في الغرض لبيان مدى صحة الوقائع المنسوبة لمنظوريها، وتحميل المسؤولية لكل من يثبت تورطه فيها"، مطالبة القائمين على قناة "التاسعة" بتحمل مسؤولياتهم بالإدلاء بمعلومات دقيقة وثابتة بخصوص الضغوطات المذكورة، والإفصاح عن أسماء من صدرت عنهم. في المقابل، نفى مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقة مع مجلس نواب الشعب والأحزاب السياسية، نور الدين بن تيشة، في تصريح إعلامي، هذه الإتهامات معتبرا أنها "تصب في خانة البحث عن البطولات الوهمية". كما أكد، الناطق الرسمي باسم الحكومة، إياد الدهماني، أن رئاسة الحكومة لم تمارس أي ضغوطات على "قناة التاسعة" لمنع بث الحوار المسجل مع المرزوقي، معتبرا أن "الرئيس السابق يبحث عن بطولات وهمية، وهو بصدد الخروج عن الخط الديمقراطي، والانخراط في الشعبوية"، على حد تعبيره.