نصرالدين السويلمي لا خلاف في ما ذهب اليه الكثير من النشطاء وغالبية ابناء ثورة سبعطاش ، حين طالبوا مرارا بتجاهل الشخصيات المثيرة التي لا وزن لها في الفعل السياسي والثقافي وليست الا ادوات مستفزة نجحت في امتصاص الاضواء على شرط منتوجها الناشز وليس لحساب ابداعها وتقديمها للإضافة ، وان كانت الفة يوسف من صلب هذا النسيج الا ان ما يجعلها مادة قابلة للتناول وما حرض على الوقوف عند نَزعاتها ونِزاعاتها هي الردة الثورية التي اصابت قطاعات كانت محسوبة على ملحمة سبعطاش اربعطاش ، وانتهت الى قطعان اليفة في زريبة الفة يوسف تجتر بعد ست سنوات من الثورة ما روجت له الفة مساء اربعطاش جانفي 2011 ، لذلك أصبحت السيدة المذكورة قبلة لجحافل قومجية تمسحت بالثورة وتعلقت بأهدابها حتى اقتربت من الشام وطرقت باب السفاح ، حينها فقّص التشبيح وتشبح الادعياء ،ثم عادوا أذلاء الى زريبة "المدام" ، ولما كانت الفة هي السبّاقة الى الطعن في الثورة وتسفيهها ، كان يجب ان نتعامل مع افكار ومطالب ملاحق الشبيحة انطلاقا من بوابة "الهانم" التي سبقت الادعياء وشيدت لهم الزريبة ثم انزوت تترقبتهم ليقينها ان ثوريتهم "تايوان" اعتنقوها نزوة وحين تهب رياحها على اسيادهم لن يكتفوا بالردة والكفر بها ، بل سيناصبونها العداء ويسخّرون انفسهم لاجتثاثها وينتصبون في ميمنة الثورة المضادة . لتكن الفة يوسف كيلوبترا او ايزبلا ، لتكن بلقيس أو سجاح ، ما يهم انها لافتة تختصر عناوينها أحلام وطموحات الزريبة ، ولا شك ان مواقفها من المستجدات اصبحت ذات دلالة ، ليس لاهميتها وانما لكونها تعبيرة واضحة وجامعة لبقية الزريبة ، لذلك لا باس من الاطلاع على آخر مواقفها للوقوف على المحين منها والمراوح ، فقد ابدت الفة خلال تدويناتها الاخيرة رفضها المطلق للحوار مع من اسمتهم ب"الخوانجية وغلمانهم من سياسيي ما بعد 14 جانفي " ، لتؤكد انها على موقفها السابق ، وتقدم بعض الشروط في شكل مزايدات لتنظر في فتح باب المراجعات ، شروط تضمنتها تدوينتها التالية : "بعض المنتمين إلى هذه الطّبقة السياسية الخائنة يريدون فتح حوار معي... صنفان من "التونسيين" لا أتحاور معهم: الخوانجية أوّلا، وغلمانهم من سياسيّي ما بعد 14 جانفي ثانيا... عندما يدينون بالولاء لتونس لا لأمّتهم أو لأوطانهم الثانية، عندها يبقى لكل حادث حديث... دمّروا تونس، وما زالوا لا يستحون... تبّا..." والاكيد انه لو أقدمت الفة على احداث نقلة في قناعاتها ، لتبعتها "الزريبة" ولو بعد حين ولتبنت مراجعاتها بأمانة . اما موقفها الثاني الغريب الذي حير العقول السوية فهو مواصلة الاشادة بسفاح الشام الذي قتل من العرب السوريين اكثر مما قتل الكيان الصهيوني طوال احتلاله لفلسطين واكثر مما قتلت امريكا خلال جميع حروبها التي شنتها على الشعوب العربية ، وهو في سعي محموم لتجاوز ضحايا التطاحن الروندي بين التوتسي والهوتو ، ومن ثم احتكار اللقب الشنيع ! رغم ذلك مازالت الفة تشيد بعدم تنحي بشار حين كانت المظاهرات سلمية والارضية جاهزة لانتقال سلس للسلطة ، مازالت ايضا تعتقد ان بقاء الاسد اثمر الخير لسوريا وان رحيل بن علي جلب الشر لتونس !!! ولا شيء أبلغ لرؤيتها من تعليقها الذي جاء فيه : "لو خضع بشّار الأسد للأصوات النّابحة التي كانت تدعوه إلى التّنحّي وتؤكّد أنّ مستقبل سورية دونه، لما صمد والجيش العربي السّوريّ والمقاومة كلّها إزاء قوى العدوان...ولما تغيّرت موازين القوى... الصّبر والصّمود والتّضحيات لازمة للنّصر... وأحيانا لا بدّ من الصّدام حتّى تنجلي الغمة... والغمّة ستنجلي عن تونسنا قريبا بإذن الله...وهو ما يزعج الخونة والمتواطئين أحزابا ومسؤولين...وكلّهم في خندق واحد...".