نصرالدين السويلمي ونحن نتابع ردود الافعال حول المنتوج الجديد للإعلام التونسي وخطته في استثمار تصريحات المرزوقي الاخيرة وانعاشها بالتوجيهات الخبيثة المثيرة ، ونعاين ردود الافعال الصادرة عن شخصيات خلّقتها الأضواء المزورة واهّلتها عناية منظومة بن علي الى مستوى الشيء ، نوقن ان قوانين الطبيعة اختبلت فمكنت الخنازير من مطاردة الاسود بينما اللبوة هاجعة مستسلمة تعقّرها ضبعانة سيئة السمعة ، عندما يحتج لطفي العماري على المرزوقي بحجة الاساءة الى تونس وشعبها ، تبزغ امامنا صورة تلك البغي التي تحاضر في الشرف وتقرّع متبتلة على انحلالها وتأنّب الزهاد تذكرهم بالسّكرة والصّراط ! فماذا عن الذي طالبت به ليلى طوبال وهالة عمران وغيرهم ، تلك صورة عبثية نراها و نلمسها نعايشها ولا نصدقها ! فليس من السهل التسليم باننا وصلنا في مسيرة الانحدار الى هذا الحد ، كما انه ليس من السهل ان نرى في تونس اليوم من يشلح عقله ويستلّ فؤاده وينحر المنطق ثم ينخرط كالبومة في ترديد الحماقات الصادرة عن قطيع ارتشف كل انواع القبح ويصر على تركيع المرزوقي واذلاله ، قطيع هائج يبحث عن ثُقيبات يخرمها يوسعها ثم يدس فيها راجماته ليشرع في استهداف الرئيس السابق تحت شعار التشويه الشامل او الاستسلام المذل ، انهم يرغبون في انحناء اول رئيس منتخب في تاريخ تونس واحد تعبيرات ثورة الحرية والكرامة ، يبحثون عن لحظة مجنونة يطأطئ فيها المرزوقي ويعلن عن توبته من انحيازه الى الثورة ويرسل سحائب الاعتذار الذليل الى بشار الطائفة يطلب عفوه ويلتمس صفحه على انسياقه خلف حب سوريا وشعبها ويؤكد توبته من الانتصار لجماهير درعا وحمص والقلمون وادلب ، يريدون ان يندم الرجل عن انحيازه الى محمد صالح الحامدي واصراره على قطع الطريق امام الشخصية التي جهزوها لخلافة الجنرال رشيد عمار ، يرغبون في الانتقام بعد هزيمتهم في احد اخطر المعارك التي شهدتها الثورة ، تلك كانت احد فصول معارك ثورة سبعطاش اربعطاش ، انطلقت الجولة الحامية الوطيس مساء 23 جوان 2013 وانتهت لصالح الثورة صبيحة التاسع من جويلية 2013 ، كانت تلك معركة "ال 17 يوم" ، انتهت بتنصيب محمد صالح الحامدي لتعلن قوى الردة عن خسارتها لجولة وافتتاحاها لجولة اخرى انتهت بدورها بخسارة مدوية حين قام المرزوقي بترقية اللواء اسماعيل الفتحلي الى رتبة امير لواء وتعيينه على راس اركان جيش البر ، معارك اخرى معلنة وخفية خاضها الرئيس السابق يدفع اليوم فتورتها باهظة ، والمؤسف انهم يرسلون تباعا غلمانهم ولا يدخلون بأنفسهم الى حلبة المعركة ، ورغم اموالهم الطائلة لم يرتقوا في صراعهم الى مستوى اعتماد نظراء واكفاء للرجل في حربهم عليه ، لانه ليس اكثر بشاعة وسخرية من اعتماد العماري وليلى طوبال وهالة عمران وغيرهم ، في خوض معركتهم ضد الرئيس الحقوقي . عندما نرى الاشياء المسكونة بالخيانة والفشل ، عندما نرى كاراكوزات الانفاق اعداء الحرية والهوية يتسابقون في الاساءة الى الدكتور المرزوقي لا نملك الا ان نقول انها هزلت ومضت في هزالها الى المنتهى ، ولكي يحرك بعض الذين نستأنس فيهم العقل عقولهم ولا ينساقوا خلف مخططات الشرذمة ولا يقعوا في فخ "اكلت يوم اكل الثور الابيض" نؤكد ان أي تهجم او نيل من المرزوقي الان والان بالتحديد يحول اصحابه الى صبيان اغبياء لدى وكلاء الثورة المضادة ، فالنقد البناء لا يمكن ان يلتقي مع مؤامرات يقودها صبيان العار ، وان التقى فقد انتهى اصحابه الى ذيول ، لانهم يعلمون ان الجوقة هاجمت المرزوقي حين تحدث عن الدور الاماراتي الخطير وحين تحدث عن الانقلاب الفاشل في تونس وحين تحدث عن مجازر السيسي وحين تحدث عن سفاح الشام وعن مشانق صيدنايا ..يعلمون ان الامر لا يتعلق بشعب تونس وحبه وتبجيله وانما بمؤامرة خسيسة ممنهجة قديمة متجددة تهدف الى تركيع المرزوقي ليس على خلفية تصريحات عابرة تم اخراجها عن سياقها وانما على مواقف تاريخية حرمتهم من تمرير اجندتهم المدمرة، انهم يهاجمون المرزوقي لأنه رفض المشاركة في نحر شبعطاش اربعطاش ولانه رفض ان تكون تونس قاعدة خلفية لسفاح الشام ولانه قال لا لانقلاب العسكر عن الصناديق السيادية في مصر ووقف في وجه الجهود التي سعت الى اجبار تونس عن نزع لبوس الثورة ومن ثم اعلان توبتها من سبعطاش وكل ما يمت لسبعطاش بصلة ، فليحذر الاوفياء والاغبياء ، ان قوى الثورة المضادة لا تستهدف المرزوقي لتجهز عليه ثم تشرق شمس التفاؤل والتوافق ، انهم يبوّبون معاركهم ، يؤخرون ويقدمون بنك اهدافهم وفق ما تقتضيه الخطة ، ايها المفروزون "سبعطاشا" انتبهوا فسعارهم سيطال تباعا كل الذين رابطوا في خنادق الشعب ورفضوا استدراجهم الى فنادق الشُعب .