- مختارات من أرشيف المحاماة جمعت وثائق نادرة يعود بعضها لسنة 1897 ونموذج لأول زي لوكيل الخصام (الروبة) وبورتريهات لمحامين تركوا بصمتهم النضالية في الحركة الوطنية منذ تأسيس الدولة إلى اليوم، فضلا عن ابداعات متنوعة بإمضاء ثلة من المحامين، ذلك ما تضمنه المعرض التوثيقي "لتاريخ المحاماة التونسية وإبداعات المحامين" الذي افتتح مساء الخميس بقصر خير الدين (متحف مدينة تونس) بمناسبة الاحتفاء بمرور 120 سنة على نشأة المحاماة التونسية، ليتواصل إلى غاية يوم 28 فيفري الجاري. وقد بادرت هيئة تنظيم المعرض، بالتعاون مع المركز الوطني للتوثيق، بنشر رسائل صادرة عن وكلاء الخصام ومذكرات قانونية يعود تاريخها إلى فترة انتصاب الحماية الفرنسية بتونس والمراحل النضالية السياسية والميدانية حتى بلوغ استقلال تونس، وفي هذا السياق بين الأستاذ أحمد عباس أحد أعضاء اللجنة التنظيمية للمعرض في تصريح ل"وات"، أن مفاتيح قراءة هذه الوثائق تمت ترجمتها باللغتين الفرنسية والانقليزية، مشيرا إلى أن مكونات هذا المعرض التوثيقي التي تم جمعها بشكل تطوعي من قبل مجموعة من المحامين، ستتجول بين محطات هامة في أنحاء الجمهورية مثل صفاقس وسوسة وبنزرت. وفضلا عن أرشيف المحاماة التونسية، تم تخصيص ثلاثة أروقة لعرض إبداعات ورسوم صممها نخبة من المحامين جمعت الفن التشكيلي وابتكار الرسوم المركبة، وفي هذا الصدد لاحظت الأستاذة نرجس بوعلاق المشرفة على تنظيم المعرض أن "هذه الإنتاجات الفنية تعكس شغف فئة من المحامين بالفن التشكيلي حيث لم يبعدهم قاموس القوانين وجلسات المحاكم والمرافعات عن عالم الفن والابداع والتعبير التلقائي والحر". حراك المحامين قبل وبعد أحداث 14 جانفي 2011، كان حاضرا أيضا في نقل فوتوغرافي كشف توحد صف المحاماة في خضم هذه الأحداث مع صوت الشعب في حقه في العيش بكرامة والتحرر من الحسابات السياسية والمصالح الضيقة المهيمنة على المصلحة العامة. ولم يفت منظمي المعرض، تقديم تسلسل لعمداء الهيئة الوطنية للمحامين من 1955 إلى 2017. وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء قال عامر المحرزي عميد المحامين إن تنظيم هذا المعرض المندرج في إطار الاحتفالية بمرور 120 سنة على تاريخ المحاماة التونسية هو "تجسيد لدور المحاماة الوطني والتاريخي وإنجازاتها في مختلف الفترات والازمات التي مرت بها تونس"، مؤكدا أن المسيرة الحقوقية للمحامين ستتواصل لتنير السبيل للجيل المقبل في هذه المهنة النبيلة التي كانت ولا تزال تشكل قطاعا جوهريا في الحياة المجتمعية والسياسية والاقتصادية، مذكرا "بالمكسب التاريخي الذي حققه قطاع المحاماة والمتمثل في الحصول على الرباعي الراعي للحوار على جائزة نوبل للسلام فضلا عن حضور انتخاب محامين في المجلس الاعلى للقضاء لأول مرة في تاريخ المحاماة". وبين عامر المحرزي أن هذه الاحتفالية ستتواصل إلى غاية 14 ماي 2017 من خلال تنظيم ندوة دولية بمشاركة الاتحاد الدولي للمحامين من 12 إلى 14 ماي المقبل تحت عنوان "الاستثمار في تونس"، وذلك بحضور عدد هام من الشخصيات السياسية الوطنية والدولية وممثلين عن مختلف الهياكل الحقوقية والمنظمات الدولية وهيئات المحاماة من عدة دول من أقطار العالم. ث/سهى