- اعتبر العميد السابق في الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل مختار بن نصر، أن قرار رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي الذي اعلن عنه اليوم الاربعاء في خطابه ،والمتعلق بتكليف الجيش الوطني لحماية أماكن الانتاج ومنع قطع الطرقات، يعد قرارا هاما جدا "نظرا لأن الأمن الوطني أصبح مهددا والاقتصاد انهار". وأضاف في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء ، "أنه على امتداد السنوات الفارطة تم منع انتاج الفسفاط مما ألحق اضرارا بالاقتصاد الوطني، وقد تفاقمت اليوم الاحتجاجات في الجنوب مما أدى الى قطع الطرقات ومنع شاحنات نقل النفط من المرور وغلق أحد الحقول النفطية"، وفق تعبيره. وقال بن نصر "خوفا من تردى الأوضاع اتخذ رئيس الجمهورية هذا القرار بصفته القائد الاعلى للقوات المسلحة وبعد استشارة مجلس الامن القومي"، مشيرا الى " أن مهمة الجيش تتمثل في الأساس في حماية تونس من المخاطر والوضعية التى عليها البلاد اليوم خطيرة وقد تكون لها تداعيات وخيمة على الاقتصاد الوطني". كما أكد قدرة الجيش على تنفيذ هذه المهمة لا سيما وأنه سبق وأن قام بها ابان الثورة ، وعليه أن يتخذ الاجراءات اللازمة سواء بالانتداب أو بدعوة جيش الاحتياط، داعيا الى تعميم هذا القرار ليشمل المناطق الصناعية والتى "تشهد بدورها اعتصامات وقطع طرقات مما عطل الانتاج". ودعا بن نصر المواطنين الى "احترام تعليمات المؤسسة العسكرية التى قد تضطر الى استخدام السلاح خلال تنفيذ هذه المهمة". من جهته وصف الخبير الأمني العميد السابق علي الزرمديني، قرار الجمهورية ب"الطبيعي" باعتباره أنه يدخل في صلاحيات القائد الأعلى للقوات المسلحة المؤتمن بمقتضى الدستور على سلامة التراب والامن القومي من خلال تحديد المخاطر التى تحيط بالوطن. وبين أن المهمة التى اشار اليها رئيس الجمهورية في خطابه اليوم ، والتى بمقتضاها يتولى الجيش الحماية القريبة لمؤسسات حيوية وحساسة ، هى نابعة من أصل المهام الفرعية الموكولة للجيش الوطني. وذكر الزرمديني ، بأنه اضافة الى مهامه الرئيسية المتمثلة في حماية التراب والحدود البرية والجوية والبحرية من أي اعتداء خارجي، فالجيش يتولى كذلك وبحسب القانون حماية سلامة التراب ان كان الخطر داخليا وذلك في اطار التدخل من الدرجة الثالثة. كما ان حالة الطوارئ التى تعيشها البلاد،وفق الخبير، تجعل رئيس الجمهورية وبمقتضى الخصوصيات الاستثنائية التى يمكنها هذا القانون من استعمال الجيش الوطني في مهام مدنية . وأكد " أن الظروف التى تمر بها البلاد بالاضافة الى المعطيات الاقليمية تهدد كيان الدولة، ومن الضرورى ان تستعمل الدولة كل الياتها لافشال مثل هذه المخططات مضيفا انه "يجب ان يتم تغليب العاطفة امام قوة القانون وان تكون روح التفاهم ثقافة لدى الدولة والمواطنين" وقال " الدولة في حاجة الى قرارات غير شعبية في بعض الحالات للمحافظة على وحدتها وكيانها". مف