- بحث ائتلاف المجتمع المدني للدفاع عن المرفق العمومي للصحة المتكون من قرابة 50 جمعية، اليوم السبت، السبل الكفيلة بالمساعدة على ايقاف " التدهور الخطير" لقطاع الصحة العمومية، وذلك خلال ندوة وطنية نظمها بالحمامات بمشاركة عدد من الخبراء والمسؤولين. وأقرت كاتبة الدولة للصحة سنية بالشيخ خلال الندوة التي تمحورت حول " انقاذ المرفق العمومي للصحة"، بالوضعية الصعبة للمؤسسات الاستشفائية العمومية، التي ما فتئت تتفاقم، على حد تعبيرها، بما يؤكد الحاجة إلى وقفة جماعية لانقاذ القطاع والمحافظة على قدرته على القيام بدوره الاجتماعي الهام خاصة أن 80 بالمائة من طالبي الخدمات الصحية يتجهون إلى القطاع العام. وبينت كاتبة الدولة وجود تطابق في التشخيص مع ائتلاف المجتمع المدني بخصوص صعوبة الوضع وخطورته موضحة أن هذه الوضعية نتيجة تراكمات لاشكاليات تعود إلى عدة سنوات وأن انقاذ المنظومة العمومية للصحة مسألة ممكنة إذا ما توفرت الإرادة لذلك وأن تكون المحافظة عليها مشغل كل المتدخلين وفي مقدمتهم المواطن المستفيد الأول من خدماتها. وأوضحت أن وزارة الصحة نزلت صلب أولويات عملها للفترة القادمة وفي اطار تدخلاتها العاجلة، تأهيل 184 قسم استعجالي بمختلف جهات الجمهورية سيتم اعادة تنظيمها وتعصيرها من أجل مزيد الارتقاء بجودة خدماتها والاستجابة أكثر ما يمكن لطلبات الوافدين عليها والذين يصل عددهم سنويا إلى 6 ملايين و 780 ألف مواطن . وأفادت أن الوزارة انطلقت بعد في تنمية الخدمات الصحية الأساسية بدعم منشآت الخط الأمامي وبالشروع في تهيئة وتجهيز 3 مراكز وسيطة على الأقل بكل ولاية تتوفر بها عيادات في مختلف الاختصاصات ووحدة تصوير بالصدى ومخبر تحاليل ووحدة لطب الاسنان وأخرى لطب العيون بهدف تخفيف العبء على الهياكل الصحية بالخطين الثاني والثالث والأقسام الاستعجالية. وأشارت إلى أنه سيتم في اطار العمل على تجسيد مبدأي التوازن والانصاف بين مختلف الجهات، مواصلة برنامج دعم طب الاختصاص بالمناطق ذات الاولوية وتطوير حصص الاستمرار من خلال منظومة شراكة بين المستشفيات الجامعية والمستشفيات الجهوية مؤكدة أن هذه المنظومة مكنت من تطوير نسبة التغطية بالاختصاصات الدقيقة لهذه الجهات الصحية من 38 بالمائة الى 92 بالمائة دون اعتبار ما تم إحداثه من خطط إضافية في الإقامة بلغت 120 خطة. واعتبر جمال مسلم رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان، إحدى مكونات ائتلاف المجتمع المدني للدفاع عن المرفق العمومي للصحة، أن هذا المرفق في "وضع انهيار" وهو ما استوجب تنظيم هذه الندوة للخروج بجملة من المقترحات والحلول الممكنة لانقاذ القطاع بعد أن كان الائتلاف أطلق في شهر مارس الفارط نداء لانقاذ المرفق العمومي وقعت عليه 50 جمعية. وأوضح أنه سيتم الإعلان عن مخرجات هذه الندوة خلال ندوة صحفية سيتم عقدها قريبا مبينا أن أعمال الندوة ستتواصل في اطار ورشات عمل ستعنى ب " التوزيع العادل لخدمات صحية عمومية ذات جودة" و "التغطية الاجتماعية وتمويل القطاع العمومي للصحة" و "حوكمة القطاع العمومي للصحة". وتم االتأكيد خلال الجلسة الافتتاحية بالخصوص على حاجة القطاع العمومي للصحة إلى حلول عاجلة للأزمة المتفاقمة التي يعانيها والتي تبرز مظاهرها بالخصوص في عدم رضا المواطنين والعاملين بالاضافة الى بروز ظواهر العنف وحالات فساد وتعدد حالات نقص الادوية و تباعد المواعيد الطبية فضلا عن تعمق التفاوت بين القطاعين العام والخاص الذي يستقطب 70 بالمائة من المعدات الطبية الثقيلة. وات /م ت