بقلم الاستاذ بولبابه سالم حملة مساندة وتاييد كبيرة حفلت بها مواقع التواصل الاجتماعي بعد قرار رئيس الدولة الاستاذ الباحي قايد السبسي منع الطائرات الاماراتية من النزول في المطارات التونسية ردا على منع النساء التونسيات من ركوب شركة طيران الامارات المفاجئ قبل يومين. و قد شهدت صفحات الفيسبوك حملة كبيرة من التونسيين ضد اهانة نساء تونس من الدولة الخليجية و شن المدونون التونسيون هجمات و انتقادات لاذعة للامارات فيها تذكير بمكانة المراة التونسية و تاريخها الحافل بالنضال و المساهمات العلمية و لم يصدقوا تبريرات كاتب الدولة الاماراتي الذي تعلل باسباب امنية او طيران الامارات التي اعتبرت القرار ظرفيا خاصة امام توالي الاخبار عن وجود نساء تونسيات عالقات بمطارات دبي و ابو ظبي و بيروت و بانكوك . كما دعت مختلف الاحزاب التونسية باستثناء مشروع تونس و حزب عبير موسى الى اتخاذ موقف صارم ضد التطاول و التشويه الذي طال المراة التونسية و كذلك فعلت المنظمات الوطنية و على راسها الاتحاد العام التونسي للشغل ، وهذه الضغوطات دفعت رئيس الدولة الى اتخاذ موقف اعاد الاعتبار و الكرامة للتونسيين و رفع من شعبية الباجي قايد السبسي و رئيس الحكومة يوسف الشاهد و ذكّر البعض بالموقف الذي اتخذه الرئيس الحبيب بورقيبة عندما امر بطرد امير خليجي و امهاله 24 ساعة بعد اهانته لاحد العمال في نزل تونسي . كرامة التونسيين فوق كل اعتبار و سمعة تونس الثورة لا يمكن ان يتطاول عليها من اعمت بصيرتهم اموال القطران لانه لا قيمة لدولة تحترم نفسها ان تسمح بالاذلال . لم يدرك حكام الامارات ان عنوان الثورة التونسية هو الحرية و كرامة و انهم مهما اشتروا من باعوا ذممهم مقابل حفنة دولارات من سماسرة السياسة و بعض الابواق الماجورة فلن يشتروا الموقف السيادي التونسي الذي ينبع من ارادة شعبية و رقابة برلمانية و مجتمع مدني و احزاب سياسية بكل الوان الطيف . تظل تونس رغم كل العواصف و المتاعب الاقتصادية الظرفية بؤرة مضيئة وسط ظلام عربي مربك .