أبو مازن منذ يومين تداول صفحات الفايس بوك تغريدة لمستشارة بالسفارة الفرنسية بالبلاد التونسية دعوة صريحة لبعض ضباط الجيش التونسي الى الانقلاب على نظام الجمهورية الثانية. التغريدة شددت أول الأمر على الحالة المتوترة التي أضحى عليها الشارع التونسي و تواتر المسيرات والمظاهرات في أعقاب المصادقة على قانون المالية للسنة الحالية.التغريدة أيضا وصفت الحالة التونسية بالطائرة التي فقدت ربّانها وتركها الى القدر تسير دون منحى محدد في الفضاء الفسيح. المستشارة لها الحق أن تبدي رأيها في وطن نال حق حرية التعبير بعد ثورة أطاحت بنظام صديق للدولة الفرنسية التي لم تبخل بدورها باسناده لآخر رمق و مدّه بمعدات الانتقام من الشعب وخنق انفاسه. أصبحنا في تونس نحترم الآراء و ننظر الى الجانب الايجابي للنقد والانتقاد فلا نصادر الرأي ولا نخوّن المنتقد بل نراجع الموقف ونتخذ الخطوات الايجابية. لم نكن على مثل هذا الحال قبل قدوم الثورة بل كنّا نؤله نظامنا الذي لا ينطق الا الحق فلا ننقده ولا نكذّبه وكلّ من توحي له نفسه بارتكاب ذلك "الجرم" يقاد الى غياهب السجون بمباركة فرنسية. لم نكن نعلم أيضا أنّ فرنسا بلد جان دارك و ديكارت و لافيات و سارتر و بلد الحريات تسند أنظمة القمع في عدد من دول العالم و تحرّض على القتل والاغتيالات حسب ما رواه الرئيس السابق هولاند في كتابه اذ أذن للمخابرات الفرنسية للقيام بأربع عمليات اغتيال في افريقيا ولعلنا نلنا نصيبا منها. أختم بمجرّد الملاحظة أنّ المستشارة لا تعرف الجيش التونسي ولا تعرف عقلية القوات المسلّحة التونسية من حرس وأمن الذين انحازوا الى الثورة طوعا وكرها وايمانا بحق هذا الشعب في الانعتاق والحرية من الظالم المستبد ومن أذيال فرنسا الاستعمارية التي لا زال حلم الحماية يراودها. الجيش التونسي بقياداته و ضباطه وجنوده أبناء للوطن يحرسون حدوده وجباله من مكائد الأصدقاء "الأعداء" الذين ينخرطون في كل مرة في مخطط جهنمي للقضاء على الثورة ولكن بقدرة الله وايمان هذا الشعب بالحرية والكرامة تسلم الجرّة و نسير خطوة في الطريق الصحيح. سؤال أخير للسيدة المستشارة، هل انقلب الجيش الفرنسي على نظام الحكم في ثورة ثمان وستين من القرن الماضي لما خرج الفرنسيون على بكرة أبيهم يطالبون بالإصلاحات فأحرقوا ونهبوا و كسّروا وخرّبوا. التاريخ لا يرحم أيتها المستشارة وما كان نضالابالأمسلا يمكن أن يصبح معيبا اليوم...