عثمان العمير ناشر مجلة ايلاف الألكترونية قدم كلمة مطولة في افتتاح الدورة الثامنة لمنتدى دبي الاعلامي الذي ينعقد بالإمارات العربية المتحدة. واختتم محاضرته بحادثة وقعت سنة 1789، في قصر فرساي في فرنسا، عندما استيقظ الملك لويس السادس عشر، ملك فرنسا آنذاك، من نوم عميق، وكان مشهورا بسباته الدائم، حتى انه في ليلة اعدامه نام نوماً هادئا وهنيئا وطويلا. اُلقي عليه خبر هدم سجن الباستيل وحريق باريس وقدوم الثوار إليه في قصره. سأل وزيره: هل هي حركة عصيان؟ فقال وزيره: يا صاحب الجلالة، إنها الثورة!! نعم انها الثورة. ثورة الإنترنت وتمنى عثمان العمير في الختام "ألا ننام نحن العرب، ونسأل السؤال الغبي لصاحب الجلالة، لويس السادس عشر" وقدم عثمان العميرالأرقام التالية فيما يخص استعمال الأنترنات في الغرب والعالم العربي... تشير إحصائيات مؤسسة نيوزلينك الأميركية إلى انه في نهاية عام 1998 وصل عدد الصحف التي تدير مواقعَ على الشبكة في العالم الى 4900 جريدة منها حوالي 2000 جريدة أميركية، بينما لم يتجاوز عدد الصحف على الشبكة الثمانين صحيفة في نهاية عام 1994. إنها الإنترنت؛ أسرع وسيلة اتصال نموّا في تاريخ البشرية، لقد احتاج الراديو إلى 38 عاما للحصول على 50 مليون مستخدم يستقبلون برامجه، بينما احتاج التلفزيون إلى 13 عاما للوصول إلى العدد نفسه، فيما احتاج تلفزيون الكابلات إلى 10 أعوام. أما شبكة الإنترنت فلم تحتج سوى خمسة أعوام للوصول إلى ذلك العدد، وأقلّ من عشرة أعوام للوصول إلى 500 مليون مستخدم، بينما قُدر عدد مستخدمي الانترنت في العالم في نهاية العام 2008 بحوالي مليار وستمائة مليون مستخدم، يشكلون حوالى 24 بالمائة من سكان العالم. (المصدر: مركز إحصاءات الانترنت في العالم). وفي تقرير لمركز بيو للأبحاث صدر أخيراً عن واقع الصحافة في عام 2008 صورة متشائمة لعام 2009. قال التقرير، الذي حمل عنوان Newspapers face a challenging calculus. Online growth, but print losses are bigger إنه بات من المؤكد أن مزيدًا من الأميركيين يتجهون الآن للإنترنت لمعرفة الأخبار، مقابل انخفاض قراء الصحف المطبوعة أو الورقية. وأوضح التقرير أن 39 في المائة من المبحوثين يقرأون صحيفة يومية سواء كانت ورقية أو إلكترونية في مقابل 43 في المائة عام 2006 بينما انخفضت نسبة قراء النسخة الورقية من الصحيفة من 34 في المائة إلى 25 في المائة خلال هذين العامين. وحسب تقرير للمركز في عام 2006 فإن نحو 50 مليون أميركي يتابعون الأخبار على شبكة الإنترنت. وعلى الرغم من انخفاض مقروئية الصحف بشكل عام، فإن عدد قراء الصحف الإليكترونية في ازدياد ملحوظ (من %9 عام 2006 إلى %14 عام (2008) وقد أعلنت رابطة الصحف الأميركية (Newspaper Association of America) أن نسبة النمو في متصفحي مواقع الصحف نما بين العام 2007 و 2008 بنسبة 12.1 % بينما وصلت نسبة النمو الى 60% في الثلاث سنوات الأخيرة، وفي الربع الأخير من العام 2008 زار مواقع الصحف الالكترونية ما نسبته 41 % من مجمل مستخدمي الويب. لقد بات قراء الصحف الإلكترونية يمثلون أكثر من ثلث قراء الصحف بعد أن كانوا أقل من الربع عام 2006 هذا ما أكده تقرير مركز بيو. إن ذلك يعكس التحول الذي أحدثته الانترنت لدى الأجيال الشابة بشكل خاص في قراءة الصحف. لقد بلغ عدد المواقع على دليل موقع ياهو أكثر من سبعين مليون موقع حتى منتصف العام الماضي. ويشير موقع غوغل الى أن وجود اكثر من تريليون رابط فريد لصفحة حتى منتصف ذلك العام ايضا. --------- ذو علاقة Elaph fête bientôt ses huit ans --------- في العالم العربي يقدّر عدد مستخدمي الإنترنت المتكلمين باللغة العربية في عام 2007 بحوالى 28 مليونا ونصف المليون، أي حوالى 2.5% من تعداد المستخدمين في العالم، وهي المرتبة العاشرة في العالم، إلا أن عدد مستخدمي الإنترنت الذين يستخدمون اللغة العربية شهد أكبر وتيرة نموّ في العالم كله في الفترة 2000 2007، حيث بلغت النسبة 931.8% ما يؤشر الى مستقبل جيد في عالم الصحافة الالكترونية في هذه المنطقة. نحن الآن، شئنا أن نعترف بذلك أم كابر بعضنا وأصر على إنكار الحقائق، نعيش "ثورة" معلوماتية – اتصالاتية يستحيل إيقافها، وهي في وتيرة نموها تسير على خطى الثورات التكنولوجية الرائدة التي سبق أن شهدتها اميركا الشمالية، أوروبا الغربية والشمالية، اليابان، وباقي دول العالم المتقدمة. إننا سائرون على الدرب نفسه على بعد خطوات زمنية تطول أو تقصر، لكن معالم الدرب واضحة، والأرقام لا تكذب. وسيكون مفيداً مراجعة ما حدث في أميركا وأوروبا، على اعتبار أنه مؤشر لما سيحدث عندنا. منذ 2001 استفتت مؤسسة غالوب الشهيرة لاستطلاعات الرأي الأميركيين سنوياً، طارحةً عليهم سؤالاً واحداً لم يتغيّر: ما هو المصدر الرئيس الذي تستقون منهم الأخبار الوطنية والدولية؟ ولأول مرة منذ ذلك التاريخ، بيّن استفتاء 2008، تجاوز عدد الأميركيين الذين ردّوا بأن مصدرهم الرئيس الإعلام الإلكتروني (الإنترنت) عدد اولئك الذين اعتمدوا الإعلام المطبوع، ب40 % مقابل 35 % . ويُتَوقع أن يتعزّز الفارق لصالح الإنترنت في استفتاء العام الحالي. مع بداية عهد الاستفتاءات، عام 2001، كانت نسبة من يعتمدون التلفزيون مصدراً رئيساً لأخبارهم 74 %، والصحافة المطبوعة 45 % والأنترنت 13 %. ولكن بين 2001 و2004 سجّل ارتفاعا مطّردا في نسبة الاعتماد على الإنترنت إلى 24 % وظلت هذه النسبة عند الحد بحلول عام 2007، قبل أن تعود إلى الارتفاع بالتدريج لتبلغ 40 % بحلول 2008. أما في ما يخص الصحافة المطبوعة وبالتحديد الصحف فإنها ظلت مصدراً رئيساً للأخبار عند 46 % من الأميركيين حتى عام 2004 لكنها تراجعت بسرعة إلى 36 % عام 2005 ولم تستعد النسبة السابقة منذ ذلك الحين. إن هذه المعطيات مثيرة حقاً، لكنها ليست مفاجئة لمن يتابع أوضاع الصحف الأميركية عن كثب. فهذه الصحف، بما فيها بعض أشهر أسمائها، إما ترزح تحت أزمات مالية حادّة أو اغلقت أبوابها بالفعل، أو قرّرت في خيار عملي وواقعي اعتماد نسخة إلكترونية تحل محل النسخة الورقية. وبغض النظر عن التأثير السلبي الكبير للأزمة المالية العالمية التي تلم بكل وسائل الإعلام والإعلان، فإن أرقام توزيع الصحافة المطبوعة تنحدر باستمرار. فصحف من ألمع الصحف الأميركية وأعرقها، مثل "بوسطن غلوب"، "سان فرانسيسكو كرونيكل"، "أتلانتا جورنال – كونستيتيوشن"، سجلت أرقام توزيعها تراجعاً تجاوز 15 % ، مع الإشارة إلى أن "بوسطن غلوب"، وفقاً للارقام المتوافرة، تخسر مليون دولار يومياً. وفي حين تواجه "نيويورك تايمز"، الصحيفة الرائدة المتميزة، متاعب مديونية ضخمة، فإن صحفاً أخرى أقل موارد مثل "روكي ماونت نيوز" في ولاية كولورادو وصلت قبل شهرين فعلاً إلى نهاية الطريق. وفي يناير الماضي، في خطوة تشير إلى تنبّه بعض دور النشر إلى المتغيّرات الحاصلة، قرّرت مجموعة "غانيت" الأميركية، ناشرة صحيفة "يو إس آيه توداي" إنشاء موقع إلكتروني موحّد لجميع صحفها ال85 تحت اسم "كونتنت ون" ContentOne. وسيأتي معظم المضمون من "يو إس آيه توداي" بينما تضيف الصحف المحلية كل بمفردها الموقع الموحّد إلى موقعها. أما الهدف العملي فهو اجتذاب إعلانات على المستويين الوطني (أي عموم الولاياتالمتحدة) والمحلي. وتعزيز المبيعات عبر تغيير النظرة التقليدية إلى محتويات الصحف سواء في جمعها أو بيعها. الصحف الأخرى التي تعاني اليوم تأخرت في قراءة المتغيّرات. تاخرت في استشراف تراجع عائدات الإعلانات، ونمو إعلانات الإنترنت. ماذا يعني كل هذا للعالم العربي؟ يعني انه لا بد للصحف بالتحديد من التأقلم على الحقائق الجديدة. عليها وضع مزيد من محتوياتها على مواقعها الإنترنت، واعتماد دورة إخبارية مرنة على مدار ال24 ساعة.